| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن صابط الجيلاوي

 

 

 

 

الاربعاء 18 / 4 / 2007

 

 

رسالة حب إلى أخ عراقي أصيل من الديانة اليهودية
 

محسن الجيلاوي

اتصل بي احد الاخوة العراقيين اليهود من الذين اضطرتهم الظروف السياسية المعروفة آنذاك ( عام 1951 ) إلى هجرة العراق إلى إسرائيل، بعد هذا الزمن الطويل والتقدم في العمر لازال هذا الرجل يتابع العراق وشؤونه ويحترق ألما وحزنا على ما آلت إليه الأوضاع في بلد الرافدين..اتصل بي شاكرا جهودي في وضع مدينة الكوت على الانترنيت والتي أعادت له ولغيرة من الاخوة هناك ألق الذكريات وعبق رائحة المكان ( الوطن )....هذا الشخص كان يوما احد سكان مدينة الكوت بحكم أن والده يعمل في دائرة المالية هناك..كان حديثه عراقيا طيبا مفعما بالحب والحزن والشوق..صوت فيه حسرة ودموع حارة ولوعة تنهمر حبا للعراق وللمدينة التي عاش فيها..!
ورغم هذا الزمن الطويل تراه كمن غادر الكوت توا تحدث لي عن تفاصيل كثيرة عن عشقه لهذه المدينة المشبعة بالتاريخ وجمال الطبيعة ووعدني بالكتابة عن ذكرياته هناك..!
هكذا هو العراقي يغادر الوطن كجسد لكن روحه هناك حيث رائحة التراب والطفولة والصداقات وذلك الوطن البهي الكبير العصي على النسيان أبدا..!
سؤال متى يرحم البعض من قساة القلوب من سياسي المكاسب والشعارات وولع تفتيت الناس هذا الوطن المثخن بالجراح..؟
تحية للسيد العراقي النبيل ابن الكوت الأستاذ صبيح..ووعدا سنعمل على أن تكون المواطنة هي الأساس في تعايشنا المشترك بغض النظر عن الدين أو القومية أو العرق أو الانتماء السياسي..ما يجمعنا هو العراق وتلك التربة الطيبة المعطاءة التي استوعبت ووهبت تلك الأقوام الفاعلة والنشطة وعاءا رحبا لان تُكونََّ لها تاريخا وحضارة وبقاء خالد..!
وبهذه المناسبة اهدي للأخ صبيح هذه القصيدة عن الكوت التي تعيش فيه، وفينا جميعا كما عبر عن ذلك الصديق الشاعر ابن الكوت برهان شاوي.

الكـــــــــوت
بُرهـان شـاوي

إننـي أدركُ ان الـروح قد ضلت خطاهـا..؛
أتـُراهــا..
تقطــنُ الآن ببيـت العنـكبــوت..؟
أتـُراني..
قــد أمــوت..؛
لــو تتـبعـتُ هـواهــا..؟
مـن تـُرى..
يطــلقُ ( سـجن الكــوت ) * ..!؟
أو يـدفـعُ ب(الكــوت ) الى المنــفى..؟
انـا غـادرتُ نفسـي..؛
آه..
مـن ينقـذنـي الآن ..
ســواهـا..؟
 

* تشتهـر مدينـة ( الكــوت ) تاريخيا بسجنهـا المعروف بأسمها

كلزن كيرشن - المـانيا - 1990