| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود حمد

 

 

 

السبت 28/6/ 2008



لنقف جميعا بوجه الغزو الأمريكي الجديد للعراق!!؟

محمود حمد

بين إعلان وزير الخارجية السيد هوشيار زيباري بقرب التوقيع على (الاتفاقية الإستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية)، وتصريحات الناطق باسم الحكومة الدكتور على الدباغ بـ(وجود نقاط خلاف عالقة بين الطرفين)، وتعهدات رئيس الحكومة السيد نوري المالكي بـ (عدم التوقيع على اتفاقية تمس ثوابت السيادة الوطنية)،وحديث الرئيس الأمريكي بوش (بعدم وجود بنود في الاتفاقية تُفرض على العراقيين!)..يقف العراقيون – كل العراقيين بمن فيهم قواعد الأحزاب والحركات الممثلة بالسلطة ومجلس النواب - خارج (المطبخ السري الذي تسلق فيه بنود الاتفاقية على عجل قبل رحيل بوش من البيت الأبيض).خاصة وان هذه الاتفاقية هي (اتفاقية الاستقلال)..وهذا ما ينبغي إدراكه منذ البدء..لأنها تتعلق باستقلال الوطن وسيادته الإقليمية على أرضه ومياهه وأجوائه وثرواته ومصالح شعبه.وان المفاوض الأمريكي يهدف إلى تحقيق منظومة من المصالح الإستراتيجية والتكتيكية ، إضافة إلى ما حققه خلال:
الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 وسنواتها المفزعة ألثمان .
وغزو الكويت عام 1990 وما رافقه وأعقبه من كوارث وخراب.
وفي خيمة صفوان 1991 وبنودها السرية والعلنية المريبة والمشينة.
ومن خلال البند السابع1991 وما لحقه بالعراق من إلغاء لسيادته ومكانته الاقتصادية والإنسانية .
وخلال وبعد الغزو في عام 2003 و(الفوضى الخلاقة) منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا..الذي فكك بشكل منهجي قوام الدولة والمجتمع..
فهو يسعى لإعادة تشكيل العراق والمنطقة وفق إستراتيجيته الشرق أوسطية.. التي بشر بها علنا..
وكل تلك الأطوار التخطيطية والتنفيذية لإستراتيجية الاحتواء فالإلغاء..جرت بسرية ومن قبل ذات الفريق وفي نفس المطبخ ..ولكن بأدوات ووسائل ومواد ومقبلات مختلفة..
وكان الشعب العراقي في كل تلك المطاحن الدموية ضحية مكمومة الرأي والصوت ، ومكبلة بالخوف والتجويع ..واليوم تجري المفاوضات بعيدا عن بصيرة الشعب وبصائره ومسامعه وإرادته (بدعوى إن الحكومة منتخبة!)..
فلا مسودة الاتفاقية الأولى ..ولا مسودة الاتفاقية الثانية ..ولا مسودة الاتفاقية الثالثة ..ولا مسودة الاتفاقية الرابعة ..كشفت للشعب صاحب المصلحة الحقيقية بحماية وطنه، ومعرفة ما يُدبر له من مكائد..أو تُرسم له من جنات النعيم!.
ولم تُعلن للناس أسماء أعضاء الوفد المفوض الأول ..ولا أعضاء فريقي التفاوض المستحدثين ، لمعرفة من يمثلهم في مفاوضات هي الأخطر من الغزو العسكري عام 2003 ؟
ولا (نقاط الخلاف) جرى الإفصاح عنها رسميا..(حيث يتجنب وزير الخارجية الإشارة إليها وسخر بشكل مبطن من الناطق باسم الحكومة – د.علي الدباغ- عندما لمّح إلى تلك النقاط – لأنه غير مشارك في المفاوضات!!..أي انه خارج المطبخ وهو محض –سفرجي- يقم الطبخة بعد إتمامها إلى وسائل الإعلام!-ووفق تلك التلميحات فان تلك النقاط كالتالي:

1. السيطرة الأمريكية الكاملة على الأجواء العراقية.
أي أن العراق ساقط عسكريا بيد القوات الأمريكية ولا يستطيع حماية نفسه إلا بقرار أمريكي (كما هي حاله منذ ابريل 2003 حيث تعيث به الفوضى الدموية الخلاقة!) وهدأت تلك الفوضى نسبيا عندما استعادت القوات العراقية جزءا من دورها..ولا يستبعد انفجار فوضى الموت والخراب (الهدامة ) من جديد إذا لم يذعن الوفد العراقي في مفاوضات – الاتفاقية الإستراتيجية _ الأمنية والاقتصادية للمطالب الأمريكية.

2. التحرك العسكري الأمريكي على الأراضي العراقية دون سيطرة أو رقابة عراقية.
أي أن الإرادة والسيادة في جميع ميادين الأمن والاقتصاد وإدارة الدولة ، وفي جميع مناطق العراق ستبقى مرهونة بقرارات الجيش المحتل والمطلق اليد على جميع الأراضي العراقية وماجاورها (وفق متطلبات المصالح الإستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية).وسيكون العراق ساحة ومنطلقا للحروب والأزمات، وأرضا محرومة من السلام والتنمية والحياة الكريمة.

3. اعتقال من يشاءون من العراقيين وغير العراقيين وفي أي وقت ومكان في العراق.
أي إن المواطنين العراقيين .. الحاكمين والمحكومين (بمن فيهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس إقليم كردستان والوزراء والنواب والسياسيين والقادة العسكريين..وغيرهم وغيرهم!)، عرضة للاعتقال بأمر أمريكي (كما حصل لـ- نورييغا – في بنما) ولمئات آلاف القادة والمواطنين البسطاء من مختلف بلدان العالم الذين اختطفوا بتهمة الإرهاب ونقلوا إلى السجون السرية والعلنية الأمريكية في مختلف بقاع العالم.

4. السيطرة التامة على عمليات إعداد وتسليح وتدريب وتجهيز القوات المسلحة العراقية.
أي أن إخوتنا وأبنائنا الضباط والجنود سيظلون ذبائح للإرهاب وللخارجين على القانون ولاعتداءات جيش المحتلين ..وسيبقون مكبلي الإرادة ..ومقيدي الحركة..ومحدودي المهارة، ومحجمي السلاح والعتاد والتقنيات العسكرية..إي أنهم باختصار سيكونون (باصوانية !) لحراسة الجيش المحتل فحسب، وليسوا قوة للدفاع عن الوطن والمواطن.

5. عدم مساءلة القوات الأمريكية والمتعاقدين معها قانونيا لأي جريمة أو فعل يرتكبوه في الأراضي العراقية ( بحق العراقيين وغير العراقيين).
أي أن جنود الاحتلال والمرتزقة المتعاقدين معهم سيمارسون جميع الجرائم والموبقات وليس لأحد من ضحاياهم أن يتأوه ..لان ذلك خرق يهدد الأمن القومي الأمريكي!.

أيها المشاركين بالمفاوضات تذكروا:
أن من يراهن منكم على اغتنام فرصة ميل المحتل لهذا الطرف أو ذاك (اليوم) للحصول على مكاسب أو غنائم ظرفية على حساب مصالح كل الشعب واستقلال الوطن ، أو على حساب مكون آخر من مكونات الشعب ..سيكون أول الخاسرين!.
إن مخالفكم في الرأي من العراقيين هو احرص عليكم وعلى مصالحكم من المحتل (الذي سيرحل حتما..طال أو قصر الزمن).
إن الاتفاقيات الإذعانية – أو البنود الواردة فيها-المعادية لمصالح الشعب، أو مصالح جزء منه، ستنبذها الشعوب.. وتقاومها القوى الوطنية المخلصة، وتُرمى في مزبلة التاريخ كما طمرت_معاهدة بورتسموث_-!.
إنكم بحاجة ولضرورة تاريخية ( كي لا تُتهموا بما أُتهم به موقعوا اتفاقية بورتسموث).. إلى اتخاذ خطوات إجرائية أمام الشعب العراقي ..لان هذه الاتفاقية هي (اتفاقية استقلال ..وليس أي اتفاقية أخرى) ..وكالتالي:

1. مكاشفة الشعب بشأن العلاقة بين الخروج من البند السابع وتوقيع الاتفاقية مع أمريكا؟!
2. هل توقيع الاتفاقية ملزم للعراق كي يخرج من سلطة البند السابع الإذعانية ؟!
3. ما هي مخاطر توقيع الاتفاقية على مصالح الشعب واستقلالنا الوطني ،مقارنة بالبند السابع وظروف فرضه على العراق؟!..علما بان (المطبخ) الذي اعد كمائن وفخاخ ومزالق البند السابع عام 1991 هو نفسه الذي يعد طبخة الاتفاقية الأمريكية – العراقية ..اليوم.
4. الكشف عبر وسائل الإعلام عن مسودات الاتفاقية (الأوراق) التي عرضها الجانب الأمريكي ، ومسودات (الأوراق) التي طرحها الجانب العراقي.
5. لا تستسلموا لذرائع القائلين بان – الدبلوماسية السرية هي السبيل للاتفاق!- لان وطننا وشعبنا في منعطف تاريخي خطير وجذري، وان لم نتكاشف معه ونشاركه في المفاوضات لدعم موقفكم، فان ذلك يعني استغفاله..والوقوع في مصيدة المحتل..في آخر المطاف!..
6. إن الاتفاقيات المتعلقة بمصائر الشعوب ينبغي إن تجري تحت ضوء الشمس، كما هي جميع اتفاقيات الاستقلال في التاريخ!.
7. الإفصاح عن أسماء الوفد المفاوض (الأول)..وأسماء فريقي التفاوض ( الجديدين )..لان من حق الشعب أن يعرف من يمثله في اتفاقيات (الاستقلال)..ويعطي رأيه فيهم..ويُقوِّم مسارهم ،ويدعم مواقفهم الوطنية ،ويفضح المواقف المتخاذلة..أو التاريخ المريب للبعض منهم.
8. الكشف عن نقاط الخلاف بين المتفاوضين العراقيين والأمريكيين ، وإطلاق وسائل الإعلام لأهل الرأي للمشاركة في تنوير الوفد المفاوض وتعبئة الجماهير لحماية مصالحها وثرواتها وقرارها الوطني المستقل.
9. الدعوة لتشكيل هيئات من المجتمع المدني (سياسية ودستورية وقانونية وأمنية وعسكرية واقتصادية ونفطية..وغيرها) للمشاركة في اغناء وتصويب مسار المفاوضات وتزويد المفاوضين بالأسس السيادية القانونية والدبلوماسية الكفيلة بالحفاظ على المصالح الوطنية العليا للشعب وعلى استقلال وسيادة الوطن .
10. عقد ندوات جماهيرية متخصصة لدراسة البنود المتعلقة بكل فرع من فروع الاتفاقيتين (الاقتصادية) و(الأمنية) وتنوير الشعب وإشراكه في الحوار الوطني ..لمنع أي انزلاق تعاقدي يؤدي إلى كوارث لا تقل خطورة عن: الغزو العسكرى ..وحرب الإرهاب على العراق ..والبند السابع السيئ الصيت..
وعند الانتهاء من المفاوضات لابد من رهن الاتفاقية باستفتاء شعبي ،لا يمكن بدونه أن تكون نافذة، وعدم الاكتفاء بموافقة مجلس النواب ، لان ( اتفاقية الاستقلال ) تعني جميع العراقيين (من هم في الحكم ومجلس النواب ومن هم معارضون!).

28/6/2008
 


 

free web counter