| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود حمد

 

 

 

الأثنين 26/1/ 2009



اين " المرشحون " في الحملة الانتخابية لمجالس المحافظات!!!؟؟؟

محمود حمد

بعد ان انجزت الحكومة بقواتها المسلحة وقوى اجتماعية اساسية مشاركة معها ..واحدة من اهم " وظائف الدولة " ..وهي استعادة الامن – النسبي – للعراق..مما وفر لنا كمواطنين امكانية الحديث عن :
• استكمال السيادة ومكوناتها.
• بناء الدولة ومؤسساتها .
• اطلاق التنمية ومتطلباتها .
• ترسيخ الديمقراطية ومستلزماتها .
• حماية الحرية ومقوماتها.
• تداول السلطة ومنهجياتها.
• الانتخابات وثقافتها.
ومما يلفت الانتباه في اول تجربة انتخابية لمرشحين ضمن "القوائم المفتوحة" هو :
غياب دور اولئك المرشحين في الحملة الانتخابية المتمثل بـ ـ الاتصال المباشر بين المرشح وناخبيه ـ .
ونحن اذ نسعى الى تقويم التجربة لابد من الاستعانة احيانا بمعيار المقارنة بين :
• الماضي والحاضر.
• القرين والقرين.
• الواقع والطموح.
• الامكانيات المتاحة والاهداف المحددة.
خاصة واننا نعرف ان الوظائف الرئيسية لمجالس المحافظات في اي بلد متحضر ..هي:
• اصدار التشريعات التي تؤسس وتطور التنمية الحضرية للاقليم او المحافظة او المدينة والقضاء.
• الرقابة على الحكومة المحلية المنبثقة عن ذلك المجلس المحلي.
• تحليل الواقع الخدمي ووضع المتطلبات لتلبية الاحتياجات لذلك الواقع الخدمي.
كل ذلك يتطلب اتصالا مباشرا ودائما بين عضو المجلس المحلي – او المرشح للمجلس المحلي - وناخبيه.
من هنا تأتي حتمية الدور الذي يؤديه ـ المرشح ـ خلال الحملة الانتخابية ..لأنه جزء اساسي من بناء الديمقراطية كـ ـ نظام وثقافة وسلوك ـ ..ويحقق ذلك الاتصال المباشرغايات لايمكن استبعادها او الاستغناء عنها او تهميشها في العملية الانتخابية..فالاتصال المباشر بين المرشح والناخبين يحقق:
• تعرف الناخبين على مرشحيهم وبالتالي سيرتهم الذاتية.
• الاطلاع على برنامج المرشح ومناقشته ببنود ذلك البرنامج وتطويره.
• كشف الناخبين عن احتياجاتهم التنموية والخدمية الفعلية في تلك الدائرة الانتخابية.
• انتاج علاقة انتخابية شفافة وثقافة ديمقراطية بناءة في تلك البيئة الاجتماعية التي يجري فيها اللقاء بين المرشح وناخبيه، ترسخ مبادئ:التداول السلمي للادارة الحمومية.الاختيار الطوعي للمسؤولين.التمييز الواعي بين المرشحين.
• تجلي الاتجاهات الانتخابية التي تميز كل دائرة انتخابية عن غيرها، مما يثري الحياة العامة للمجتمع.
• الكشف عن القيادات الكفوءة التي من الممكن ان تتقلد مهام قيادية على المستوى الوطني.
لكن تجربتنا الحالية لم تكتفي بطمر الدور الضروري للمرشحين كافراد في الحملة الانتخابية فحسب ، بل انها أقحمت العملية الانتخابية المحلية في صراع "المتحاصصين" ..ووعيد "الاخوة الاعداء" لبعضهم البعض..ووعود "عرقوب" لاتشبع من جوع!.
فـ:
• حضر " غير المرشحين " من قادة الكتل السياسية في الحشود وعلى لوحات الاعلان في الشوارع والمفترقات ، وعلى جدران المباني الحكومية.
• غاب المرشحون عن ناخبيهم.
• حضرت الشعارات الطنانة..والوعود الضبابية.
• تعالى التبشير برغيد العيش في القبور.
• تفاقمت الدعوة لـ "العفو عما سلف " ..ليُذبَح "الزعيم" مرة اخرى!
• تصاعدت أدخنة التخوين هنا وهناك.
• غابت برامج التنمية الحضرية.
• تبددت مطالب الناس الخدمية المُلِحَّة.
وصار المواطن " المراقب " الواعي يتساءل:
الى متى الهروب من استحقاقات الواقع؟!
الى متى الهروب من :
• التخلف الحضري الراسخ في عروق وطننا وملامح شعبنا!؟
• نقص الخدمات العامة المستشري في مفاصل الحياة اليومية للناس؟!
• الفساد الاداري والمالي الذي ينخر جسد الدولة والمجتمع!؟
• احتكار الادارات الحكومية بيد الموالين والتابعين للمتحاصصين من عديمي الكفاءة والذمة!؟
• التستر على مفاسد ونهب الموالين والتابعين للمتحاصصين على حساب بؤس الناس وضعف حيلتهم!؟
• المتاجرة بدماء الاموات للتشبث برغيد العيش في الدنيا!؟
• دحرالانسان المُبدع وتمزيق الوطن المُنتج لإعلاء رُفاة ـ الغيتو ـ الطائفي او العُرقي او القبلي او القروي!؟
ان الخطب الصاخبة الاصوات ، والفقعة الوعود ، والخاوية المضامين ..لن :
• تنتشل الانسان والوطن من التخلف الحضري.
• توفر الكهرباء لاقتصادتنا وحياتنا العامة.
• تنقذ التعليم من التردي المعرفي ، ولن تنشئ مدارس حديثة بديلا لخرائب القصب والطين التي يتلضى فيها ابنائنا وبناتنا.
• تبني نظاما صحيا يحصن الانسان من الامراض ويعصم الانسان من استجداء العافية من "اصحاب المكرمات".
• توفر مصدر للمياه خالية من الاوبئة.
• يحيل الزرائب التي يحتمي بها ملايين العراقيين الى مساكن تليق بأهل العراق.
• ينقذ البيئة من التلوث الذي خلفته الحروب والسياسات الحمقاء ، والذي ينهش اعمار الالاف من اطفالنا وشيوخنا ونسائنا وشبابنا.
• يعيد المليارات التي نهبها اللصوص الكبار والـ"الحرامية"ـ المحترفين والهواة.
ان الحملة الانتخابية افرزت مؤشرات مهمة يجب التوقف عندها وتقييمها بموضوعية ومسؤولية وطنية والتعامل معها بيقظة..ومنها:
• انقسام خارطة الوطن وفق سيف المحاصصة المسموم ( الجنوب والوسط ـ الشيعي !ـ يتخاصم عليه السيد المالكي والسيد الحكيم ومعه السيد عادل عبد المهدي والمناطق الغربية ـ السنية !ـ يجول بها السيد الهاشمي مبشرا بـ العفو عما سلف ! ـ وكردستان منفصلة عن زمن الانتخابات إلاّ من وعيد السيد مسعود المتكرر بالانفصال اذا...!!.
• تخبط القوى المراهنة على الاحتراب الطائفي او العرقي .
• انتفاء وجود المرشحين الطبيعيين للمجالس المحلية ، وتفاقم صورة اللاعبين الرئيسيين في حلبة المحاصصة.
• تصدع التحالفات "التنافقية" المبنية على اسس طائفية او انتهازية او عرقية او حزبية ضيقة الافق.
• اتساع التحرك الاجتماعي المدني ذو المطلوب المطلبي في عموم العراق، مما يؤشر لميلاد قوى اجتماعية وسياسية جديدة تتطلع وتسعى للتغيير.
• تنامي مفهوم و ـ ممارسات ـ المعارضة السلمية البنّاءة داخل العملية السياسية ( السلطة الحاكمة ) ..وداخل بنية الحركات والاحزاب المشاركة فيها ..وداخل المجتمع ، مما ينبئ بظهور ميل مؤثر يدعو الى الخلاص من دولة المحاصصة والانتقال الى دولة الوطن والمواطن.
• تبدد غيوم الاذعان السلبي للسلطة السياسية الدينية او العرقية او الطائفية لدى قطاعات واسعة من السكان،وميلها نحو ثقافة مساءلة السلطة وـ ـ ربما عصيان اجراءاتها وافكارها التعسفية.


 


 

free web counter