د. مصدّق الحبيب
كلمة حق في رثاء الشاعر رحيم الغالبيمصدق الحبيب
ودعت مدينة الشطرة المكافحة واحدا من ابنائها البررة الذين ضيعتهم سياسات القهر والاستلاب والتهميش في اسوء العهود واحسنها. لقد رحل الشاعر المبدع رحيم الغالبي عن عمر يناهز الثانية والستين، وكان متأثرا بحروق بليغة اثر حادث حريق مؤسف وقع في داره.
تزاملت مع الشاعر الفقيد في مرحلة الدراسة المتوسطة والاعدادية وعرفته بحسن الخلق والتهذيب وهو سليل عائلة عريقة تفخر المدينة بكرامتها وشرفها ومناهضتها لعهود الظلم والاجرام. لقد كان الفقيد مناضلا يساريا صادقا صلبا شجاعا لم يساوم ولن يرتضي بيع الكلمات والمواقف مثلما كان شائعا. أحب رحيم الشعر الشعبي السياسي وكتبه منذ مرحلة مبكرة والتصق معه رغم تخصصه في الادب الروسي. ومنذ سبعينيات القرن الماضي اصبح الغالبي من الشعراء الشعبيين الحداثويين المبدعين الذين طوروا القصيدة الشعبية ومنحوها ابعادا فنية معاصرة وعززوها بلغة وصور شعرية مبتكرة جديدة لم تكن مألوفة في ثقافة الشعر الشعبي قبل ريادة القصيدة النوابية التي اطلق ثورتها الشاعر الكبير مظفر النواب.
لم التق الشاعر منذ ان غادرت الشطرة عام 1970 ولكن اخلاصه الكبير ووفائه الثر هما اللذان دفعاه للبحث عني عبر الانترنت والمواصلة معي من جديد بعد اكثر من ثلاثين سنة. لم يتمكن الشاعر من نشر شعره في عراق الآهات سوى في مجموعة شعرية واحدة بعنوان "جسر من طين" رغم غزارة نتاجاته ونشاطاته الادبية في رعاية وتنظيم واستضافة المؤتمرات والتجمعات الشعرية العديدة على مستوى المحافظة وابعد. وكان آخر نشاطات الفقيد الثقافية لحد وفاته هو رئاسة تحرير صحيفة انكيدو الالكترونية. رحم الله الشاعر المبدع والصديق الوفي وانعم على اهله وذويه واصدقائه بالصبر والسلوان.
رسَمْ عالحايط من ابعيد
هواجس روحي ، نور وضيّ
مشه ألحايط .. وظل الفيّ!
عبرت اشگد سواجي ويا ك
عافتني الجروف وثبت بس الميّ!
مشَتْ .. ليش الشوارع؟ ظلت الخطوات
تتخبط بغربه وهم
گمت اتطشر والتم! فتحت الگلب
طلـّعت الاسرار البيه
شفناها چذب ، مديوره دايرنه
واحد چنه، صرنه أثنين
عكس الثاني سافرنه!
ابد نتلاگه مره ويصفه ماي اوياك خاطرنه
أبد،عكس الحلم گالوا الصحوه اتصير
وألموعد طفل حباب كل يومه يناطرنه
عكسنه العمر، شفنه اوياه آخرنه
چم مره كسرنه العمر من نصه؟ أبمعزّه نتوب!
چم مره نحط ألعين بچفوف الزغار، أنريد بس مكتوب!
هاي اسنين
تاكل عمري دوب ادوب
ورد ألنرجس بروحي مثل صبير يرسم عالضمير اذنوب
ذبنه، ومثل ثلج أيذوب ..
تبنه، ونعتذر من الزمن ، والفيّ
ومن أيوب