| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

موفق هرمز يوحنا
Mouafaq71@yahoo.com

 

 

 

الأربعاء 21/4/ 2010



مقارنة بين سقوط الصنم في العراق وسقوط طائرة الرئيس البولندي

موفق هرمز يوحنا

مرت قبل ايام قلائل الذكرى السنوية لسقوط بغداد او سقوط الصنم كما يحلو للكثيرين تسمية هذا الحدث الذي قلب كافة الموازين في العراق وازال الحكومة السابقة وتعددت بعدها الحكومات التي استلمت مقاليد الرئاسة في العراق منها حكومات جاءت بقرار امريكي ومنها حسب الانتخابات التي شكك البعض في مصداقيتها وولاء الفائزين فيها ، وتزامن هذا الحدث مع حادث مروع وقع في اوربا وبالتحديد في بولندا عندما سقطت طائرة الرئيس البولندي ليخ كاجينسكي ومعه قرابة المائة شخص من ابرز قيادات الحكومة وشخصيات سياسية تدير دفة البلاد مع رئيسها وفي مقارنة بسيطة بين الحدثين اعلاه نجد ان هناك الكثير من المفارقات المبكية المضحكة في نفس الوقت فبينما عم الحداد كل ارجاء بولندا بصورة خاصة وارجاء اوربا والعالم بصورة عامة ، قام الشعب العراقي عند سقوط الصنم بالابتهاج وعمت الافراح ارجاء بغداد والمحافظات ، في بولندا تسلم رئيس البرلمان وحسب الدستور مهام ادارة شؤون البلاد الى ان يتم اجراء انتخاب رئيس جديد ، اما في العراق فبقي منصب الرئاسة شاغرا لا بل كافة المناصب الوزارية او حتى اصغر وظيفة في اي دائرة حكومية ، في بولندا سارت الحياة طبيعية رغم مشاعر الحزن على فقيدهم الغالي ، اما في العراق فقد كانت الفرصة الكبيرة للكثير من العابثين والكارهين الخير للعراق وخاصة من بعض دول الجوار ان يعيثوا فيها فسادا فقد حدثت فوضى شاملة استغلها البعض في النهب والسرقة حتى أن المتحف ذاته لم يسلم من لصوص بغداد وقد سميت تلك الايام بايام الفرهود ، في بولندا شيع الشعب كله رئيسهم الفقيد الغالي الذي بكوه الصغار والكبار رجالا ونساء وردد عشرات الآلاف من البولنديين الذي حضروا الجنازة هتافات المديح للرئيس الراحل, كما لوحوا بأعلام حركة تضامن التي ظهرت خلال الثمانينيات. اما في العراق فقد كانت نعال ابو تحسين الحدث الابرز عند سقوط الصنم، في بولندا وصفت المأساة بأنها الاقسى بعد رحيل البابا يوحنا بولص الثاني قبل خمس سنوات والذي كان من اصل بولندي ، اما في العراق فنحن نعيش المأسي منذ زمن اجداد اجدادنا فكل من تولى الحكم في العراق اما اغتيل او نفي الى بلد اخر او قتل غدرا وتعددت طرق التخلص من قادة العراق فلا نعلم انحسبها مأسي ام نكبات ام تحرير ام انقلاب ام ماذا ؟ ، ولو اردنا المقارنة بين ما حصل في بولندا وما حصل في العراق فذلك يتطلب منا تأليف كتب عدة من مئات لا بل الاف الصفحات ، انها حقا لمفارقات غريبة عجيبة ، رحم الله كل من اعتلى سدة الحكم وغايته خدمة شعبه وليس له اي غاية اخرى فحين يرحل عن شعبه يحزن عليه ويمجده ويقيم له التذكارات والتماثيل وليس العكس فبرحيله تعلو الزغاريد ويتنفس شعبه الصعداء ، انها رسالة اوجهها الى كافة رؤساء العالم وبالاخص الرؤساء العرب .



20 / نيسان / 2010
كندا
 

 

free web counter