| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 20/7/ 2008

 

وحصلت على الجنسية الكندية !!!

موفق هرمز يوحنا

من المسلم به في الوقت السابق والراهن بأن الانسان متى ما حل في ارض غريبة عن ارضه ووطن غريب عن وطنه فأنه يُسأل عن جنسيته اولا وأن لم يُسأل فان المسؤول عن دخوله ذلك البلد لابد من ان يذهب الى الصفحة التي تبين جنسية ذلك الشخص في جواز السفر الذي يحمله ، ومن المعروف ايضا لاغلب الذين كانوا دائمي الترحال والتجوال في البلدان الغربية في عقد السبعينيات من القرن المنصرم بأن حامل الجواز العراقي متى ما حل على اي مطار من مطارات العالم كان يحل معززا مكرما ودون اي مضايقة تذكر كان الجميع يهم بأنهاء اوراقه الرسمية ليتمكن من الدخول الى اراضي تلك الدولة ويبدأ بصرف دنانيره التي كانت اقوى من الدولار الامريكي بأكثر من ثلاثة اضعاف ، وبعد مرور السنين وتدهور الاوضاع في العراق منذ الايام الاول للحرب العراقية الايرانية وكنتيجة طبيعة لذلك تدهور الدينار العراقي فبدأ الجميع ينظر الى الفرد العراقي بنظرة مختلفة تماما عما كانت عليه في الامس القريب وكأن العراقي يُقاس حسب قيمة ديناره وبعد تعدد الهجرات التي طالت الانسان العراقي الراغب بالامان والاستقرار في البلدان التي تعد اكثر امانا من العراق وزيادة ابناء جالياتنا في البلدان الغربية كثرت مع كثرتهم المشاكل وعمليات النصب والاحتيال التي تعلمناها من اخواننا المصريين الذين جاءوا الى العراق عندما فرغ العراق من الشباب العامل الذي التحق نسبة تسعون في المائة منهم في صفوف خدمة العلم ايام الحرب الضروس مع ايران لا بل اننا ابدعنا في تلك العمليات حتى فقناهم دهاءً واصبحنا في المرتبة الاولى عالميا فذاع صيتنا في اغلب بلدان المهجر لذلك بدأت حكومات تلك الدول بأخذ الحيطة والحذر من التعامل مع العراقي بصورة خاصة منذ ان تطأ قدميه مطار ذلك البلد الى حين استقراره لا بل الى بعد اخذه جنسية ذلك البلد ففي المطارات يتم تفتيش اغراضه بصورة دقيقة جدا وفي المحال التجارية لا يتم التعامل بالاجل ( بالدين ) معه وحين تقديمه لاخذ قرض من اي مصرف نسبة حصوله على ذلك القرض اقل من نسبة اي مواطن اخر غير عراقي ، ولكن اليوم بالذات وبعد حصولي على الجنسية الكندية بعد انتظار دام لاكثر من ثلاثة سنوات وبالرغم احتفاظي بجنسيتي العراقية التي اعتز بها فاني متيقن باني لو سُئلت يوما ما وانا في مطار ما عن جنسيتي فبالتأكيد سأخبرهم بأني كندي ، ليس لان العراقي معيباً بالعكس فانا كلي فخراً بأني عراقي ، بل لالقى نفس الترحيب الذي يلاقيه الكندي متى ما حل ضيفا في اي ارض غير الارض الكندية ولاني اقسمت يوم حصلت على هذه الجنسية ان اكون مخلصا لكندا هذا البلد الذي منحني الامان والاستقرار الذي افتقدناه في وطننا الام وعاملني معاملة المواطن الكندي الاصل والمولد ولم يفرق بين ديني ودين غيري لا بل سمح للجميع ان يؤدوا شعائرهم الدينية كل حسب طريقته ولم يفرق بين لون بشرتي البيضاء وبين المواطن السوداني ذو البشرة الداكنة السواد الذي حصل هو الاخر على جنسية هذا البلد ، لقد كان عددنا يوم حصولنا على هذه الجنسية قرابة السبعين شخصاً من خمسة وعشرين بلدا مختلفا منهم الشرق اوسطي ومنهم الاوربي ومنهم من اوقيانيا وكان بيننا شخصا امريكيا ايضا ، ولابد ان اذكر هنا موقفا لن انساه ما حييت فبعد استلامنا للهوية الثبوتية التي تبين اننا اصبحا مواطنين كنديين قامت الحاكمة التي أدينا امامها القسم بترديد اسماء الدول التي انحدرنا منها وطلبت عند ذكر اسم الدولة ان يقف الشخص الذي هو من ذلك البلد ويحيي الموجودين فبدأت وحسب الاحرف الابجدية الى ان وصلت الى اسم العراق وما ان نطقت وقبل ان اهم بالوقوف انا وأفراد عائلتي انطلقت في ارجاء القاعة الايادي المصفقة تصفيقاً حاراً والذي استمر طويلا مما افرح الحاكمة وبالتالي اعادت ذكر اسم العراق مرة ثانية لتلقى نفس التصفيق الحار من قبل الموجودين جميعا دون استثناء بالرغم من اني لم اكن اعرف شخصا منهم ولكن قد يكونوا متعاطفين مع العراق ومع الاوضاع التي يمر بها حاليا والتي لا اريد ان اخوض هنا في تفاصيلها ، وحينها فقط شعرت بأني اسعد الحاصلين على الجنسية الكندية من بين السبعين شخصاً .


كندا

 

free web counter

 

أرشيف المقالات