| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 19/9/ 2008

 

أيهما أرحم أن يرد إعلامي على رأي آخر
أم يقع في الأزدواجية ويفقد المصداقية؟

موفق هرمز يوحنا

كثرت في الآونة الأخيرة الأقلام والأسماء التي تكتب في كل مكان، والغريب أن بعض المواضيع ، نفسها كما هي، تنشر في أكثر من موقع، لغايات وأهداف تختلف باختلاف الكتّاب.
رد متبادل مع أحد الاشخاص بخصوص موضوع ما ألهمني أن اكتب هذه الملاحظات:
1. إن من أبسط قواعد الإعلام الناضج والأصيل والصادق، نقد المواقف والنظريات لا مهاجمة الأشخاص. وإن نظرنا الى ما يكتبه غالبية أصحاب الأقلام نرى الطامة الكبرى التي حلت بنا، فنكاد لا نرى إلا نقدا للاشخاص دون التطرق الى نظرياتهم أو طروحاتهم. فياللمصيبة!
2. أضافة الى ما تقدم فإن كان الإعلامي مسيحيا فعليه مسؤولية إضافية حسب رأيي في أن يكون نزيها وصادقا غير منقاد بهواجس داخلية شخصية أو عقد سبّبها هو لنفسه. فإن كان هناك حالة سلبية ومعها عشر حالات أيجابية في مجتمع أو دائرة أو كنيسة فشرف المهنة والأمانة المسيحية تلزمه أن يكتب عن هذه وتلك، أما إن كان لا يرى بعينه أي انجاز تحقق، فياللمصيبة!
3. إن مستوى أي إعلامي يظهر من مستوى تفاعله وتفاعل القراء معه، ومستوى الردود يظهر أي شريحة من الناس يمثل هذا الإعلامي أو ذاك. فإذا كانت الردود تحمل الكلمات التي لا تستعمل إلا في المقاهي. فياللمصيبة!
4. إن الكنيسة على مر العصور وخصوصا في العصر الحديث، تعاملت مع شتى أنواع الحكومات، حتى وإن كانت على يقين أن هذه الحكومات فاسدة، لأن عليها مسؤولية حماية ورعاية أبنائها وبالتالي فعليها مسؤولية الحوار والأخذ والعطاء. أما أن تكون زيارة سفير عراقي لكنيسة ما هي لأغراض شخصية فماذا نقول عن كل السفراء الذين زاروا كنائسنا خارج العراق في شتى دول العالم والتي ربما آخرها زيارة السفير العراقي في أميركا الى أبرشية مار بطرس الكلدانية في كاليفورنيا ؟! ولكن إن كنا نقرأ الأوراق على هوانا فياللمصيبة!
5. لقد تعلمت وأنا أحضر لتناولي الأول أن حضوري الى الكنيسة هو للقاء يسوع، ولا شيء غير ذلك ابدا وحتى وإن كنت إعلاميا فاعتقد وهذه قناعتي أنه لا يجب أن يتغير شيء، أما اذا كنت بشخصيتين، في الأولى أصلي وأدعي القداسة والحرص على الكنيسة وفي الثانية لا أطيق أن أرى وأسمع ما لا يعجبني، بل واقوم بتصرفات صبيانية بعض الأحيان حتى بعد تناول جسد الرب. فياللمصيبة!
6. أعتقد وهذه قناعة شخصية أيضا أن أسوأ ما في الانسان هو أن ينظر فقط الى ما هو سيء في الانسان المقابل، وإن حدث هذا فالعلم يقول لا أنا -أنه مريض- فمثلا إن وضعت نفسي في الميزان وبدأت أقارن ذاتي وبين أحد الكهنة بناء فقط على ما سمعته والقليل الذي عرفته و(الخطبة) التي يلقيها كما يسميها البعض متناسيا الخدمات الكثيرة والكبيرة التي قدمها لكنيسته حد تعريض حياته للخطر، وأحكم عليه بشتى أنواع الأحكام، فياللمصيبة!
7. إن ما يقتل الإعلامي هو الانفعال الزائد عن اللزوم، فإن حدث هذا فإنه لا يعد إعلاميا بعد بل شخص له وجهة نظر يروّج لها، وبهذا فإنه أما أن يهدف الى اجتذاب قراء أكثر ولذلك يختار المواضيع الساخنة والطريق الاسهل مثله مثل المجلات التي تتعاطى أخبار الفنانين والفنانات، وأما أن يكون هدفه الشهرة أو الانتفاع المادي أو الوصول الى مواقع معينة أو غيرها، وإلا كيف نفسر أن ينقد أعلامي مستجد اسما كبيرا لا يعرف عنه أي شيء سوى ما يسمعه هنا وهناك؟ أو كيف نفسر أن يكتب هذا الإعلامي أو ذاك ممتدحا شخصا والمقربين منه يعرفون كم يرذله ويستهزئ به؟ فياللمصيبة!
8. إن كانت النقطة السابقة غريبة بعض الشيء، اليس غريبا أيضا أن يكتب شخص في موضوع يجهل قوانينه التفصيلية. كتب ويكتب الكثير من الأشخاص في شأن الكنيسة، من مواضيع ايمانية ولاهوتية وقانونية، ولكن كل طروحاتهم تبدأ ببعض المواد المقبولة ولكنها لا تتعدى البديهيات وسرعان ما تنتهي الى طروحات شخصية قد تتناقض بعض الاحيان مع تعليم الكنيسة وقوانينها، فياللمصيبة!
9. ان كان من الضرورة القصوى للانسان كتابة موضوع كل اسبوع أو انه مطالب بموضوع اسبوعيا فيالكثرة المواضيع في العالم اليوم التي بالامكان التطرق اليها دون المساس او التدخل في امور لاناقة له فيها ولا جمل ولا يفقه منها شئ ومن بين هذه المواضيع الجمة للمثال لا للحصر ( الفقر - السلام - الرأسمالية - المحبة وووو ) وغيرها من المواضيع الشيقة التي قد يبدع فيها الكاتب!
10. إن الإعلام كان وسيبقى مهنة المتاعب لسبب واحد أنها مهنة البحث عن الحقيقة، تلك الحقيقة التي في كثير من الأحيان مرّة مرارة العلقم!
شكرا لكل القراء الأفاضل على وقتهم وفهمهم العميق. وشكرا لكل كاتب صادق يحاول أن يسير على الدرب الصحيح وشكرا أيضا لكل كاتب مدفوع بدوافع شخصية لأنه لولا كتاباته لما كتبت هذا الموضوع عسى أن يكون بفائدة!
 

وندزور - كندا

 

free web counter

 

أرشيف المقالات