| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

مثنى حميد مجيد

muthana_alsadi9@hotmail.com
 

 

 

الأحد 8/8/ 2010



ترتيلتان مندائيتان من منظور فلسفي

مثنى حميد مجيد

الترتيلة 157

أقول للجبال
منعشة عطورك،
ومبهج شذاك
بك الأشياء كلها ترفل بالسناء
تردد الجبال
ـ الكائن الذي مر بنا
ليس له لمس ولا بنيان
ليس له بنيان أو لمس
وليس فيه أيما نوع من النقصان.
الكائن الذي مر بنا،
أطلق في وهادنا،
البعض من قدرته المحييه.(1)
ويمسك الخطاة فيهم قدرة الاثمار،
لينظموا السؤال والهذار.(2)
والقدرة المحييه
للحي هل تدرك بالسؤال والهذار
أم انها بالحق والايمان،
بهما يعتصم الأصفياء
مبدءآ حيآ لهم.
وكل من يعتصم،
مبدآه الحي ، له أمين
يستيقظ الحياة،
ليعضد الحياة.
ومن لا يعتصم
مبدآه الحي، وليس ثابت الوفاء،
فانه من بادئ ابتداء،
من ابتداء بادئ،
من فاقدي العزم ،ومن نصيب عالم الفناء.
والزكاة للحي .


ملاحظات:
(1)
نصبتا كلمة ذات معنى شديد التعقيد.آساسآ تعني الحافز على التوالد والانجاب،العنصر الاحيائي،التكثير،الزرع والغرس.في بداية الترتيلة يخبر الشاعر من قبل الجبال التي تعجبه بشذى عشبها الحلو ، ان القدرة المحيية للحي هي التي أنتجت عطرها وجمالها.ولذلك فان مفعول الحافز الحيوي في الانسان يوصف كتوق للحياة الحقيقية،حياة الروح ، في أدب مندائي لاحق تعبر كلمة نصبتا عن الزوجة أو العروس،نصاب نصبتا ـ اتخذ امرأة له زوجة.ملاحظة دراور.

(2) شوليا،شويليا تعني أسئلة. وشول تشير الى الأعضاء التناسلية وهنا قد يكمن المعنى.تورية ربما كانت مقصودة.ملاحظة دراور.

المبدأ الحيوي في الفلسفة الغربية يظهر في عقلانية كانت وروسو و سبينوزا الذي يقترب جدآ بمثاليته الإحيائية المفعمة بالديالكتيك من الفكر المندائي.تنتقد الترتيلة بشدة الافلاطونية الحديثة التنسكية التي تدعو الى قتل الرغبة والحواس والامتناع عن الزواج والانجاب ، والافلاطونية الحديثة ذات المنحى الرجعي الهروبي الذي لازم عصر إنهيار الدولة الرومانية العبودية ماهي إلانسخة مشوهة عن المعرفية الشرقية والمندائية ، شكلانية تفتقر إلى الديالكتيك ، قامت عليها فلسفة عصر الاقطاع في اوربا. في الاسلام يقترب جدآ هذا المفهوم ، كما أعتقد، من المفهوم القراني العروة الوثقى ، أو مفهوم الوسطية أو الموازنة بين متطلبات الحياة الدنيا ورغائبها ومغرياتها ومتطلبات الحياة الأخرى ذات الطابع الروحاني والشعائري.ويتضح من الترتيلة أن الرغبة ، أو القدرة على التكاثر والنمو والولادة لكافة انواع الحياة من نبات وحيوان وإنسان ليست صادرة من مصدر مادي بل مصدرها إلهي روحاني فهي أصلآ تنحدر من المانا العلوي أو العقل الأول.

وهذا ما نلحظه بشكل أكثر عمقآ ووضوحآ في الترتيلة الثانية ..

الترتيلة 213

بسم الحياة العظمى

تمجد النور السامي
أنا مانا من الحي العظيم
مانا أنا من الحي القدير
مانا أنا من الحي العظيم
مانا نشأت من المانات
مانا تحدرت من المانات
وأتجهت صوب زوجين شرعيين من هذا العالم
لقد أتيت وفتحت المياه الحية
منحتها للزوجين الكونيين ليشربا
فتحت المياه الحية ومنحتها
إلى العروسين في هذا العالم ليشربا
بذرت فيهما الحمل والولادة
وبالرغبة الجنسية ألهبتهما
وجعلت الحب يقيم في كل منهما
بالعهد بسطت لهما فراشا من الورق
ورق الشجر المزهر
سيعيشان ويسعدان وأنا ، الرسول هيبل زيوا
قد أنجزت ونظمت
ما أمرني به أبي
والزكاة للحي ومزكى كل من بلغ المنتهى


مصادر

The Canonical Prayerbook of the Mandaeans.E.S.Drower.Leiden.E.J.Brill.1959.



 

 

free web counter