| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

مثنى حميد مجيد

muthana_alsadi9@hotmail.com

 

 

                                                                                    الأربعاء  5 / 3 / 2014

 

لسنا شيوعيين لكننا نفتخر بالشيوعية

 مثنى حميد مجيد
 
(ردٌ ليس بأناني على رجلٍ لا يفتخر بشيوعيته)

تقول أيها العزيز ويا صاحب التاريخ النضالي :
- أما لماذا أفتخر بأني لست شيوعياً رغم إلتصاق تجربتي بمن يدعي حمل لواء أفكاره . ذلك انني كنت بالمطلق خارج دائرة التنافس والصراع الحزبي الأخلاقي واللاأخلاقي في التسلق للمواقع السلطوية داخل تنظيماته ..-.

هل تعتقد أن من هو بالمطلق خارج دائرة التنافس والصراع هو الشيوعي؟ أنا وأمي وزوجتي عملنا وتنقلنا في بيوت الحزب في أقسى فترة من تاريخ العراق والحزب الشيوعي هي فترة قادسية صدام المشؤومة وفي بغداد وأحد بيوتنا كان في نفس شارع خير الله طلفاح وفي خاصرته (*) ومع ذلك لم نكن شيوعيين ولم نحمل بطاقة العضوية ولا الحصانة النسبية التي كنت أنت تستمتع بها بعيداً عن أنظار الأمن في الجبل وبالطبع كنّا أنا وأمي و زوجتي وبالمطلق خارج دائرة التنافس والصراع الحزبي الأخلاقي واللاأخلاقي في التسلق للمواقع السلطوية داخل تنظيمات الحزب .

مع ذلك ماتت أمي قبل شهر من إنتهاء القادسية المشؤومة التي فقدت فيها أحد إخوتي غير الشيوعي ولا المنتمي كقربان لدفع بلاء وترصد الأمن الصدامي لبيتنا الشيوعي ، ماتت وهي فخورة بنا وبالحزب الشيوعي وما قدمته من تضحيات . راحَ ولدها سعيد حميد مجيد مفقوداً وجندياً مجهولاً وغير مسجل لا في قوائم ضحايا قادسية العبث ولا في قوائم شهداء الحزب!... وأنا وزوجتي ، ونحن مثلك من عائلة شيوعية عريقة هي عائلة الشهيد عبد الرزاق مسلم الماجد ، مازلنا نفتخر بمشاركتنا المتواضعة ومؤازرتنا للشيوعيين في أصعب الظروف ونعتبر تلك السنوات المريرة ورغم قسوتها أجمل وأغنى فترة من حياتنا .

ما هو فضلك سيدنا على الحزب ؟ ألأنك مولانا لم تتنافس وتتصارع ؟ ومن كان ينوي التضحية هل يتنافس ويتصارع ؟

أشعارك الذاتية المليئة بالنواح واللوم والبكاء على أطلال ماضيك - الشيوعي - ونكرانك له لأجلِ منْ وقد أمضيته ، عُذراً ، خلف التحصينات الجبلية في قمم الجبال على خشونة الحياة هناك ، ومع الإجلال الكبير لتضحيات ومآثر الشيوعيين الأنصار؟

هل شعرت يوماً ، في قلبك الشبابي القوي وفي ذروة تاريخك النضالي الذي لا تفتخر به ، وجعاً بحجمِ وجع أمي المريضة بالقلب وهي تفتح الباب لشرطي الأمن كي تملأ معه قسيمة مكتب المعلومات ؟ هذا هو الحزب وهذه هي الشيوعية سيدي التي لم تتمثلها يوماً بنكران ذات حقيقي رغم معاناتك الكفاحية الكبيرة ودورك الذي تحاول إبرازه بل والمفاخرة به إذ ليس لأحد ، لا أنت ولا نحن كما يقول الشهيد فهد ، فضلٌ على الحزب بل نحن جميعاً نبقى مدينين له لأنه منحنا أحلى وأجمل وأغنى وأعز الهدايا التي يمكن أن يحصل عليها الإنسان في حياته والتي لا تعادلها أي كنوز.



(*)
كانت والدتي حين يسألها أحد عن مكان سكنها تُجيب بسخرية مبطّنة وصراحة : يمّه إحنا ساكنين بخير الله ! وكانت تتفاخر بصدقها ضاحكة : لم أكن أكذب في جوابي!
 

 

 

free web counter