| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

مثنى حميد مجيد

muthana_alsadi9@hotmail.com
 

 

 

الأربعاء 5/1/ 2011



أثر الكنزا ربا على الشاعر السويدي أريك يوهان ستَجنيليوس
١٧٩٣ - ١٨٢٣

مثنى حميد مجيد

رائد كبير من رواد المرحلة الرومانسية في الشعر السويدي. يقابله النقاد بشلي وكوليرج وكيتس في الإنكليزية ، وهولدرلين ونوفاليس في الألمانية ،وليوباردي في الإيطالية. تشبه حياته القصيرة حياة أبي القاسم الشابي فكلاهما ينحدر من عائلة دينية وكلاهما توفي بعد معاناة حزينة مع مرض القلب. كان والده راع كنيسة في أبرشية جيردلوسا في جزيرة اولاند قبل أن تنتقل العائلة إلى مقاطعة كالمار ليواصل الأب نفس مهنته الدينية. كان ستَجنيليوس يميل للوحدة وكان حاد الذاكرة سهل الإستيعاب إذ تعلم القراءة والكتابة من شواهد القبور وكان فضوليا في دراسة مكتبة والده الكبيرة فدرس الميثولوجيا والانثروبولوجيا والتراث الشعبي وكان التراث الغنوصي الشرقي يجد رواجا له في أوروبا عامة وألمانيا والسويد خاصة في تلك الحقبة التي شهدت إنقلابآ في الأدب والفلسفة والعلوم.وقد إنشد إلى الادب المندائي ووجد في كتاب الكنزا ربا المقدس الذي ترجمه عام ١٨١٥ المستشرق السويدي البروفسور ماتياس نوربيري ١٧٤٧- ١٨٢٦ ضالته التي كان يبحث عنها وتركت أثرها العميق في نفسه وشعره نظرا لما كان يجده فيها من عزاء لعالم أثيري جميل تزهو فيه النفوس وتلقى كمالها بعد مفارقتها للجسد المادي.لقد عانى الشاعر الكبير من عوق جسدي وفشل في القلب وتشوه وغرابة في شكل الرأس وقصر القامة والام وأوجاع مستديمة في المفاصل والعضلات الأمر الذي جعله يؤثر العيش في عزلة دائمة ويلجأ كملاذ وحيد للعلاج إلى المورفين والكحول.

وقد إستنتج المختصون أنه كان يعاني من متلازمة نونان الولادية التي تصيب ١ من كل ٢٥٠٠ شخص في العالم.
أمسكت به الشرطة وهو في حالة من الثمالة ولم يمض شهر حتى توفي وهو لم يتم سن الثلاثين.
أكمل دراسته في لوند واوبسالا وعين بدرجة كاتب في ستوكهولم حيث عاش فيها بقية حياته معتزلا الناس في بيته في سودرمالم. وعند وفاته دفن في مقبرة ماريا ماجدلينا بدون حضور من أقاربة نظرا لبعد المكان وصعوبة النقل في يوم كثير الثلج ولم تعزف خلفه موسيقى.

وخلال حياته لم ينل تقييما ولم يُمتدح إلا من قبل الأكاديمية السويدية على كتابه - أغنية إلى النساء في نورديا - الصادر عام ١٨١٨م.وبعد إنتهاء جنازته كاد أحد عمال النظافة يرمي بمخطوطاته ودفاتره الشعرية في القمامة التي تذهب للحرق ، لكن أحد الطيبين إنتشلها بالصدفة ونشرها ليتعرف العالم على أعماله الشعرية الإبداعية.

تبرز في شعرة أفكار مندائية رئيسية منها:إن النقص ملازم لعالم المادة وأن الكمال لا يوجد إلا في عالم الأثير ومنها:ان الإنسان مخلوق له قيمة عظيمة ولكن يبقى ادم الخفي أي - ادم كسيا - في المندائية أو الإنسان الأثيري هو المثل الأعلى لطموحاتنا في حياة أجمل وأكثر روحانية ونلمس هذا في قصيدة - أماندا - التي نقدم هنا ترجمة لها.وتبدو أماندا كائنا مثاليا أثيريا كونيا أكثر منه واقعيا موضوعيا رغم أن بعض النقاد يحاولون تشخيص إمرأة حقيقية كان الشاعر مولعا بها.

ومن الواضح أن لإسم الحبيبة علاقة إشتقاقية وفلسفية بكلمة مندا التي تشير إلى معرفة الحياة - مندادهيي - في النصوص المندائية ولذلك يمكن القول أن توق الشاعر هو توق ثنيوي يجمع حب الإنسان بحب المعرفة اللانهائي. في حين يجهد الشاعر في قصيدة - العريان - أن يخلق معادلة بين عالم النور وعالم المادة وفيها يبدو المنحى المندائي للشاعر جليا حيث يبتعد الشاعر عن الفكرة الغنوصية التشاؤمية للإفلاطونية الحديثة التي تحتقر الحياة وتنسب لها كل الشرور ويحاول أن يكون منصفا فالعالم المادي يبدو أيضا جميلا ورائعا كالخالق الذي أبدعه ومع ذلك يبقى ناقصا بالمقارنة مع عالم الكمال.


اماندا

في الزهور ، في الشمسِ
أرى اماندا
في البر ، في البحرِ
تضويْ ، تتبسَّمْ
في رائحة الأوراد
في نفحةٍ من نسائم الربيع
في شراب عنب الأعياد
أحسُّ اماندا

إذا ما رنَّ قيثارٌ جميلْ
إذا ما همست ريحٌ عليلْ
على أجنحةٍ خفاقةٍ
أسمعُ اماندا
كل الكون أنت ، ياملاك ،
يضيء طيفك السماويّ
كإنما الخالق إذ صورك
قد أتَمَّ فيك غاية الإبداعْ

أنظري! إلى الأرواح وهي تلتاعْ
أمام دعوةِ ملك الموت
إلى لقاءٍ ذهبيٍّ
في حضن ربها
أنظري! إلى الأنهار تجري وهي عجلاءْ
في سرعةٍ مزبدةٍ
ترتمي في البحرِ
هادرةَ الإرتماءْ

لكنما شوقي أنا
سوف يبقى أبدا دون وصالْ
مندحرا ، محتسِرا ، مزدرى
سوف أبقى أبدا مستوحدا جوالْ
وأنت ، يامليكتي ، مثل نجمةٍ
إلى الأبدْ سوف تطلّينْ
شاهقة تبتسمينْ
فوقي وما وصلكِ إلاّ محالْ
 

Amanda

I blomman, i solen
Amanda jag ser.
Kring jorden, kring polen
hon Strålar, hon ler.
i rosornas anda,
i vårvindens pust,
i druvornas must
jag känner Amanda.

När gullharpan klingar,
när västan sig rör
med susande vingar,
Amanda jag hör.
Allt, ängel, bestrålar
din himlagestalt,
lik skaparnas i allt
din gudom sig målar.

Se! Själarne ila
vid dödsängelns bud,
till gyllene vila
i famnen av Gud.
Se! Floderna hasta
med skummande fart.
I havet de snart
sig danande kasta.

Men aldrig min trånad
till målet skall nå.
Blek, suckande, hånad
jag enslig skall gå,
skall evigt gudinna,
lik stjärnan dig se
högt över mig le
och aldrig dig hinna.


العريان

الليلُ بطوقٍ من غيمٍ ذهبيٍّ يتزيّنْ
والجنيّات على المرجِ يتراقَصْنْ
وهذا العريانْ ذو التاج الورقيّْ
يداعب الكمانْ عند الجدولِ الفضيّْ

الولدُ الصغيرُ على الشاطيءِ وسط الحرجْ
المستريحُ في بخارٍ كالبنفسجْ
ينصتُ لرنينٍ قادمٍ من مثلّجِ الماءْ
في ساكنِ الليلِ يرفعُ النداءْ :

"أيها العجوز التعس! لم هذا العزفْ ؟
أمُمكِنٌ لهذه الالام أن تخفْ ؟
إنك قد تأتيَ بالحياةِ للغابة والسهبْ
لكنك أبداً لن تكون طفلَ الربْ

لياليَ الفردوسِ مستضيئةٌ بالبدرْ
جنانُ عَدْنٍ تاجها الزهرْ
ملائكةُ النورِ في علاها-
"! أبداً عينُكَ لن تراها

على وجهِ العجوزِ أدمعٌ تهميْ
وهابطاً يغوصُ في دوّامةِ اليمِّ
ويخرس الكمانْ. فالعريانُ لَنْ
يعزف عندَ الجدولِ الفضّيِّ بعدُ أيَّ لحنْ
 

Näcken


 Anders Marell : في ربيع 2010 تصوير  Gärdslösa..خليج الفضة
Silverbäcken i Gärdslösa våren 2010. FOTO: Anders Marell.

Kvällens gullmoln fästet kransa.
Älvorna på ängen dansa,
och den bladbekrönta näcken
gigan rör i silverbäcken.

Liten pilt bland strandens pilar
i violens ånga vilar,
klangen hör från källans vatten,
ropar i den stilla natten:

"Arma gubbe! Varför spela?
Kan det smärtorna fördela?
Fritt du skog och mark må liva,
skall Guds barn dock aldrig bliva!

Paradisets månskensnätter,
Edens blomsterkrönta slätter,
ljusets änglar i det höga -
aldrig skådar dem ditt öga."

Tårar gubbens anlet skölja
ned han dyker i sin bölja.
Gigan tystnar. Aldrig näcken
spelar mer i silverbäcken.

http://www.stagnelius.se/Stagnelius+dikter/se/17

مصادر:
عن رأي الباحثين في أثر الكنزا ربا على الشاعر يراجع :
http://sv.wikipedia.org/wiki/Erik_Johan_Stagnelius
البروفيسور ماثياس نوربيري هو معاصر للشاعر وأستاذ في جامعتي لوند واوبسالا وهما نفس الجامعتين اللتين درس فيها الشاعر.والمعروف أن ترجمة البروفسور للكنزا ربا قد تمت من المندائية إلى اللاتينية فهل قرأ ستَجنيليوس الترجمة اللاتينية أم أن هناك ترجمة أخرى إلى السويدية قدمها لطلبته ومنهم الشاعر ؟ مزيد من الأسئلة أتركها للباحثين العرب والمندائيين للإجابة عليها بشكل منهجي نظرا لأهمية الموضوع الذي يؤشر نقطة إشعاع تدعو إلى الفخر في أثر تراثنا العراقي والشرقي والمندائي على الحياة الثقافية والفكرية والأدبية في أوربا.

http://www.stagnelius.se/Stagnelius+dikter/se/17

http://sv.wikipedia.org/wiki/Matthias_Norberg

قامت الأديبة نور التميمي بترجمة لقصيدة أماندا وقد أفدت منها فشكرا لها. المصدر : مقدمات في الترجمة الشفهية والكتابية للدكتور محمد زهير الأدهمي.





 

 

free web counter