| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

مثنى حميد مجيد

muthana_alsadi9@hotmail.com

 

 

                                                                                    الجمعة 24/6/ 2011



سقوط البعث السوري يعزز وحدة العراق ولبنان ويسقط الطائفية

مثنى حميد مجيد

ثلاثة ركائز رسخها الغرب الرأسمالي في الشرق الأوسط

1 - الوهابية قبيل وبعد الحرب العالمية الأولى

2 - حركة الإخوان المسلمين في مصر بشكل خاص كبديل هيكلي وتنظيمي قمعي للشيوعية الناهضة في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي .

3 - البعث كبديل أيديولوجي إستغلالي بملامح نازية ، للحركة الشيوعية القوية في الشام والعراق.

و قد نجح بالفعل التنظيم الإخواني في مصر نظرا للإنسجام النسبي في التركيبة السكانية في مصر التي تخلو نسبيا من أي صراع إثني أو طائفي متجذر فالمصريون من مسلمين وأقباط يتواشجون ثقافيا وإجتماعيا وحتى جنسيا بروابط تاريخية عميقة أكثر من إنحدارهم من أصول وثقافات سامية عربية. في حين لم يكن تنظيم الإخوان مؤهلا ليلعب دور البديل القمعي للحركة الشيوعية في الشام والعراق نظرا للتعددية الإثنية والطائفية والمذهبية وتنوعها فظهر البعث كبديل إستيعابي بمظلة عروبية جامعة لتسخير تلك التفاوتات والإختلافات السكانية في ممارسة لعبته النازية التي أدت إلى عرقلة وإجهاض حركة التحرر الوطني وخراب المنطقة وتخلفها الحضاري.

يمتلك البعث كفكر نابع من رحم النازية قدرة أميبية برجوازية صغيرة هائلة على التلون وتغيير شكله وأهدافه وتكتيكاته والعيش على الأزمات والصراعات وشفطها وتسخيرها لصالحه من أجل البقاء والإستمرار كقوة تخريبية مدمرة فهو تارة سني وتارة شيعي ، مرة ثوري عنفي ومرة ليبرالي تحاوري ، تارة يرفع شعارات مقاربة للشعارات الشيوعية وتارة إسلامية وتارة أخرى يجمدها ليلعب لعبته على حبال الطوائف الصغيرة والفروقات المذهبية وهو في الوقت الذي به يتحالف مع الفرق الإرهابية الوهابية ينسق مع السلطة الدكتاتورية الإيرانية ومخابراتها وركائزها وميليشياتها في العراق لتجنيد الإنتحاريين فالقومية والعروبة والعزة الوطنية مفردات لا تعني شيئا للبعث النازي إلا كسلعة مفيدة في السوق السياسي تعينه على مواصلة البقاء.

إن سقوط البعث السوري سيؤدي إلى إنهيار وتفكيك القاعدة الوهمية التي خلقها ورسخها في الذهنية - الشعبية - المستلبة والمشبعة والمروضة بالقمع والتي يوظفها ويزجها في الوقت الحاضر لتسيير المظاهرات الطفيلية الكبيرة الزائفة المؤيدة لإطالة عمرة في السلطة والمتاجرة باخر ورقة توت لدية من أنه حامي حمى القومية العربية ونصير التعددية المذهبية والإثنية في سورية والمنطقة .

إن سقوط البعث السوري يعني نهاية وزوال أكثر بؤر العنف والدكتاتورية والفساد السياسي في المنطقة. إن سقوطه سيؤدي إلى إنفراج سياسي كبير في لبنان والعراق وإندحار تدريجي لقادة الطوائف وتجار الحرب وهيمنتهم على الساحة السياسية في البلدين.


 

free web counter