مثنى حميد مجيد
muthana_alsadi9@hotmail.com
الأربعاء 18/8/ 2010
أحجار الكتابةمثنى حميد مجيد
إمسك بالحجر
ثبته تماما بكفك وتنفس الصعداء
تأمل قليلا في أعماقك
تذكر أن تكون وقفتك ملائمة
ومتلائمة مع الهدف
تصور أن هذا الحجر هو قلبك
وأن قلبك في كفك
وأن الحجر الذي تمسك به
هو قلبك الذي
في قفصك الصدري
بعد ذلك تستطيع أن ترمي
إقذف الحجر بشدة
إقذف ولا تنظر أماما
إذا أصبت الهدف
فقلبك في قفصك الصدري
وإن لم تنل منه
فقلبك حي يرزق
هو الحجر
ينبض حيث يقع
إذهب وأرفعه
ثم ثبته يسارا
في قفصك الصدري
إياك وعواء الكلاب
إن عوى ألف كلب فلا تنصت
ولا يهتز لك جفن
هذه الكائنات
تطرب لرؤية الحجر
يمر فوقها
وتخرس
حين تراه بالغا هدفه
لتكن ثمة خارقية
لمسة من اللامألوف
جمال ملائكي
في حجرك
تصور أنك تمسك بنجمة
تصور أن روحا من السماء
صافحك وعطر كفك
قبل أن تمسك الحجر
كدموع المقهورين
أعظم الأحجار
كدموع الأمهات
أسمى الأحجار
تمتلك القدرة على تحريك الطوفان
تهديم جسور العبودية
وقلب العالم
وأكرم حجر
هو الأكثر صلادة
والأنعم ملمسا
الرقيق كالقلب
والثقيل كالسيف
والذي إذا انطلق
سابق نفسه برشاقة
تماثل خصر إمرأة جميلة
الحجر الذي يخترق حجب الأزمنة
يصبح نجما
شهابا
ألقا
لعيني طفل
حجر مخيف مرعب
حجر صلد صلد صلد
مشبع بالضوء
يبقى ينبض حيا
بعد موتك
تهرب منه الكلاب وتتوارى في الظلام
الكلاب التي مزقتك ذات يوم
الكلاب التي إزدردت كل عرق منك
وأمتصت دماء شرايينك
الكلاب التي تعوى خلفك الان
الكلاب الشرسة
التي ترمش عيونها المحتقنة
حقدا أسود
عنوان القصيدة مستوحى من مقال للأستاذ ياسين النصير بعنوان ـ نداء لإستذكار مناضل ـ.