| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مثنى حميد مجيد

 

 

 

الجمعة 17/10/ 2008



قصائد مترجمة
للشاعرة السويدية كارين بويه
 

ترجمة : مثنى حميد مجيد

إلى الجمال
حين تسقط أربابنا
ونقف وحيدين وسط الركام ،
دون أن يعد بعد أي محط لأقدامنا
ككرات في العراء --
عندئذ تومض أنت برمشة عين ، أيها الجمال السامي
عندئذ ، فقط عندذاك.
صارم كما النار تنطق بالمواساة
ـ إن هوى كل شيء ـ باق أنا ـ
ـ أه تسنى ، تسنى ، ياقدسي ،
وخلص نفسي
من كذب لأسى ليس له حد!

بالطبع هناك ألم
بالطبع هناك ألم حين البراعم تتفتق.
وإلا لماذا الربيع يحتار؟
ولم كل توقنا الحار
مغطى بهذا الشحوب البارد الضار؟
إنما البرعم عبر كل الشتاء غطاء.
ما هو هذا الجديد ، الذي يستنزف ويشقق؟
بالطبع هناك ألم حين البراعم تتفتق ،
ألم لذاك الذي ينمو
وذاك الذي يغلق.

بالطبع أنه من الصعب حين تساقط القطرات.
مرتجفة من الخوف مثقلة تعلق ،
بالغصن تلتصق ، تكبر ، تندلق
يسحبها الثقل الى تحت ، كيف تسلق.
صعب التردد ، الخوف والانشطار ،
صعب الشعور بالعمق يجتذب وينتدب ،
ومع ذاك´المكوث هناك في ارتعاد فحسب -
فلا اختيار لتبقى
ولا اختيار لتهوى.

،عندها ، حين يبلغ الامر اسواه ولا من رجا ،
تتفتق براعم الشجرة في فرح واحتفاء.
عندها ، حين لن يك للخوف بعد مكان ،
من الغصن تساقط القطرات في لمعان
ناسية انها كانت من الجدادة خاشية
ناسية انها كانت من السفرة هيباء -
شاعرة ولوهلة طمأنينتها الكبرى ،
ناعمة بالثقة
التي خلقت العالم!.

أمنية رسام
أود لو رسمت مزقآ تافه الشأن
هو الأكثر ابتذال في المألوف ، خلق جدآ وحائل اللون ،
لكنه يشع بالنار التي بها انبثق
العالم كله من يد رب الخلق.
أود لو أثبت ، كيف أن ما نزدري
سام وعميق ورداء الروح.
أود لو رسمت ملعقة من خشب ،
الناس من خلالها يستشعرون الرب!

في الحركة
يوم الوفرة يوم أبدآ ما عظما
اليوم الأفضل في الأيام هو يوم ضما

وثمة غاي ومعان من رحلتنا
لكن الدرب هو الأحرى بعنايتنا

وأفضل غاي راحة ليل تتطاول
بعجل نار تشعل فيه ورغيف يداول

وإن حدث وإنك بت مصادفة بمكان
كان النوم أمانآ وملء الحلم أغان

فأنهض ، إنهض! إن نهارآ جديدآ أضاء
إن لنا مغامرة كبرى ليست بذات إنتهاء

تشاف
أنت يامن يدعون بأسماء الريحان،
أود الان أن أدعوك بثان ـ
سكين الجراح
إسم بارد ، قاس
لكن بلمعان قاس
طيفك في برهات الصمت.
أنا محكوم ، حين أراك ،
محكوم مثل عليل
قبالة صبح زمان ربيع شفاك

حسن أن يشقى الإنسان ويسأم
ببرود تتحرر من رأفة
الام الوجدان.
وبعيدآ ، بعيدا في إلغاز تتبسم
عليل هواك أهوى أن أتنسم
وأهوى أن أطأ ندي دروب ،
هي مسراك.

الناجية
يفيض العالم بالأقذار ، وبالخواء ملاء.
جروح ، يشج النهار ، تشفى ، حين يجن المساء
تهدأ ، تهدأ إن رأسي لميال
إلى مشهد سام ، من متواني ذكراك.
كنيس ; ملاذ ; وطهران ;
يامقدسي!
على سلالمك ناجية من الظلمة
امنة مثل طفل أنام.

فانتازيا بوذية
مشرعة بوابة العالم النحاسية
في حالق عند قنطرتها أقف ها هنا ،
وما أراه عظيم بلا أي حد ،
وما من مشهد مثل هذا بلا أي حد

مهما نظرت بعمق ، مهما نظرت ببعد ،
نظرتي ترجع دون أي مدد.
كل ما أعرف ما عاد يوجد --
لا عظيم ، لا صغير -- لا حياة ، ولا موت.

خطوة واحدة في الطريق الذي لا يصد ،
ولن يك لي ثمة عود يرد ...
لم ترتجف ؟ هلم ، وأتبعني!
فبوابة الكون النحاسية منزوعة القيد!

أما تتعلم الصمت
كل ليلة على الأرض حافلة بالهم
فياقلب ، أما تتعلم الصمت
صلب النفوس مثل صلب الدروع
تعكس الضوء من وطن النجم.

إن شكواك تضنيك أكثر
فياقلب ، أما تتعلم الصمت
وحده الصمت يشفي ، والصمت يؤزر
عفيف بلا دنس وحقيق بلا أي وزر.

أنت من محموم العيش تبحث عن عناء !
فياقلب ، أما تتعلم الصمت
جروح وحمى ما أقامت قويآ
مضيء كما الفولاذ حصن السماء

المسحورة
حين تغيب ، بوله نفسي تتشهاك.
وحين تكون قريبآ ، أتوق مع ذاك _
أرى مخذولة ،
جامدة ، مغلولة ،
كم فارغة وبوار
تمر اللحظات فرار.

ولجوهرك التياه الملكي الحلو بعبق الأزهار
وددت بسر أن أشرب ، خمرآ منك سميا --
لكني أقف مثقلة حد الموت
كما في الأحلام ،
وبي ظمأ من تنتالوس
في باهي الأنهار.

لساني زمن الوحدة يتوقد
كي يحكي لك أجمل ماكنت حلمت به وعرفت --
لكن في قربك
فكري يخمد ،
بابي يوصد ،
وقلبي يهمد.


تنتالوس : ملك أسطوري في الميثيولوجيا اليونانية أفشى أسرار الالهة فعاقبته بتغطيسه في مياه الأنهار إلى الذقن محاطآ بالثمار المتدلية من أغصان الشجر لكنه مع ذلك يبقى عطشآ وجائعآ فالمياه والثمار تهرب منه كلما هم بالنيل منها.ويلاحظ القاريء التشابه اللغوي بين تنتالوس وطنطل.

ملاحظة : تمت الترجمة عن السويدية مع المقارنة بالترجمة الإنكليزية والإستفادة منها وبإمكان القاري العودة إلى النصوص الأصلية مع ترجمات عديدة لها على موقع الشاعرة عبر هذا الرابط  http://karinboye.se 

 

free web counter