مثنى حميد مجيد
muthana_alsadi9@hotmail.com
وهكذا مُسِختُ كلباً
فلاديمير ماياكوفسكي
ترجمة : مثنى حميد مجيدإن هذا لأمرٌ لا يُطاقُ تماما!
كأنني للشرِّ قد ألتُقِمتُ إلتقاما،
وقد لا يكون كما المألوف لأيِّ من الناسْ
مثل كلب صيدٍ على قمرٍ حاسرِ الراسْ
سَعَرتُ غيظاً بوجهِهْ
ثم لأعوي في كل شيء.
لا بُدَّ إنها ... الأعصابْ
فلأنطلقنَّ خارجاً
في تجوالْ
وفي الشارعِ لم يهدِّئ من روعيَ إنسانْ
إمرأةٌ ألقتْ تحيةَ المساءِ
وكنت أودُّ لزاماً ردَّ الجوابْ
فهي من الأقرباء
كنتُ أُودُّ
كنتُ أشعرُ
لكنني لم أكن أقدر كأيِّ إنسانْ.
أيُّ وحشيةٍ هذه؟
أنائمٌ أنا ، ما الدليلْ ؟
وتقرفصتُ على نفسي:
هو ذا أنا نفسي كما طالما كُنتْ ،
هو ذا وجهي نفسه كما قد كبرتُ عليه وتعودتْ.
وتلمستُ شفتيَّ
وإذا من شفتي من تحتْ
يخرج نابْ.
وفي الحالِ غطيتُ وجهي كما لو أن أنفي إنبعجْ
وأندفعتُ إلى البيت ، مضاعفاً الخطو
وحين كنت محاذِراً في إستدارتي حول شرطيِّ في الخَفرْ
إذا بصوت كما الرعدُ يهدرْ:
- أيها الشرطي !
هذا الرجلُ له ذيلْ -
بيدي أثرَ النابِ تتبّعتُ ومثلَ عمودٍ تجمدتُ
بحق جهنّمْ
إنه الأفضل من كل الأنيابِ في العالمْ
غير أني ما لحظتُ وأنا في غَمرةٍ من جنوني
أن من تحت سترتي
كان ثمّة خلفي ذيلٌ عملاقٌ يتأرجحُ
هائلٌ وكلبيّْ.
ما العمل الآن ؟
عاطَ شخصٌ وأنعقدَ حشدْ
ومعهُ حشدٌ ثانٍ ، ثم ثالثٍ ، ورابعٌ إندمجْ
داسوا على إمرأةٍ عجوزْ
كانت ، بينما هي ترسمُ شارةَ الصليبِ ، تنطقُ بشيءٍ ما عن الشيطانْ.
وحين تصلَّبَ وجهي بشواربٍ كأنها شعرُ مكنسةٍ
علا هرجٌ وساد مرجْ
وهائلاً
هائجاً
وقعتُ على كل أطرافي الأربعْ
وبدأتُ أعوي.
1915 ....
النص الأصلي للقصيدة باللغة الروسية مع ترجمة لها باللغة الإنكيزية على هذا الرابط
http://elevenelevenjournal.com/2012/01/25/vladimir-mayakovsky