|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الجمعة 3/8/ 2012                                 مصطفى غازي فيصل حمود                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

خمسون  درجة  مئوي

مصطفى غازي فيصل
mustafaalziyyir@yahoo.com

الكل يعرف أن محافظة البصرة الواقعة في جنوب العراق هي أشد مناطق العراق حرارة  وأكثرها أرتفاعا بنسبة الرطوبة لكونها تقع اقصى جنوب العراق على الضفة الغربية  لشط العرب وهو المعبر المائي الذي يتكون من التقاء نهري  دجلة  والفرات في القرنة وصولاً الى الخليج العربي. وبهذه الظروف الجوية أشتهرت في البصرة زراعة النخيل وأنتاج التمور بأنواعها حيث إن هذه الثمرة المباركة لا تنضج ولا تكون بجودة عالية إلا بظروف جوية كالتي في البصرة ، مما اكسب تمرها شهرة واسعة في العالم - حينما كان يصدر الى خارج القطر في وقتها -

ومن الحكايات التراثية (الفلكلورية) المنقولة لنا عن طريق أجدادنا أنه في فترة الحكم العثماني كان هنالك والي عثماني في البصرة وعاش حرارتها فضاق ذرعاً من قسوة جوها حتى سأل أحدهم عن السبب فقال له يا مولانا هذا الحر كله لأجل أن ينضج التمر فأمر الوالي في وقتها بأن تقطع أشجار النخيل كلها ظناً منه بأن الجو سيتغير نحو الاحسن ..!

والغريب في يومنا هذا أن أمر الوالي قد تحقق وبدأت عملية تجريف بساتين أبي الخصيب والفاو والسيبة والمطيحة ، وكلها كانت غابات من النخيل وتحولت من مناطق زراعية الى مناطق سكنية بسبب ضعف الدوائر البلدية ودائرة الزراعة في المحافظة مما أثر سلباً على هذه الثروة الوطنية ,أضافة الى عدم ضمان سند ملكية الارض أو العقار كونه طابو مشترك مما ادى الى نزاعات كبيرة. ولم يقتصر الأمر على البساتين فقط وانما تعداه على الدور السكنية أيضاً حيث في عهد مضى لم تكن هنالك دار تخلو من حديقة صغيرة غناء فيها من الأشجار والنخيل ما يسر الناظرين ,وكانت متنفس لتلك العوائل القاطنة فيها ولكن ازيلت هذه الحادئق طوعاً أو كراهيةً بسبب توسع العوائل فأضطروا الى تجريفها لأستغلال مساحتها في بناء مشتمل أو جزء من مشتمل .

وفي أختبار ألهي صعب نوعاً ما فأن شهر رمضان الكريم - ونحن الأن نعيش أول ايامه المباركة - سيكون مع نهاية النصف الثاني من شهر تموز حتى نهاية شهر أب المقبل وهو ذروة الحر وموعد نضوج التمر . وما سيزيد من سخونة هذا الشهر الفضيل هو ما تبثه القنوات الفضائية من برامج ومسلسلات ذات مشاهد ساخنة لا تليق بحرمته ،أسف شديد الأسف من القارئ الكريم فقد بدأت الافكار و الكلمات والحروف تنساب مني وتتسامى دونما تركيز لشدة الحرارة لأنقطاع التيار الكهربائي منذ 24 ساعة مضت حتى صارت درجة حرارة الغرفة ما يقارب الخمسون درجة مئوية..!   

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter