|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأحد 22/7/ 2012                                 مصطفى غازي فيصل حمود                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الأمـــــومـــــة وأطفال الشوارع

مصطفى غازي فيصل
mustafaalziyyir@yahoo.com

في الحقيقة الأمومة نعمةٌ إلاهية يمنحها الله لمن يشاء من النساء ,وهو على كل شيء قدير, فللأم مكانةٌ عظيمةٌ حيث يقول الرسول الكريم [الجنة تحت اقدام الأمهات] ,ولم يأتِ هذا الوصف من الفراغ فهي تعاني ما تعاني في فترة الحمل وفي نهاية الحمل عند وضع مولودها ,لتتجلى لنا العظمةُ الإلهية في عملية خلق الروح من الروح إن صح التعبير ,ولا ينتهي الأمر عند ذلك الحد فتبقى الأم هي العين الساهرة والراعية لأطفالها حتى البلوغ وتتعداها أحياناً حتى مماتهم,ومن هذا يجب أن تكون الأمهات على قدر المسؤولية المناطة ِ بِهِنّ,حيث يقول شاعر النيل حافظ إبراهيم في الأم

 الأم مدرسةُ إذا أعددتها..... أعددت شعباً طيب الأعراقِ

لكن توجد أمهات هن بعيدات كل البعد عن هذا الوصف ,فالمجتمعات لا تخلوا من القصص الغريبة والعجيبة التي تؤكد هذا الشيء حيث قرأت قبل أيام في أحد الصحف المحلية خبراً عن امرأة في أحد البلدان الغربية قد تجردت من أبسط سمات الإنسانية ومن حنان وعطف الأمومة وقامت بعزل مولودها منذ ولادته في زريبة لتربية الأغنام  حتى عرفت الجهات المسؤولة في ذلك البلد عنه وقامت بأخذ الطفل وإيداعه الى دار الرعاية الاجتماعية . وهذه الحالة قد نستوعبها لكون الأم هنا ذات دين غير الدين الإسلامي أو قد تكون لا تمت لأي دين بصلة أصلاً ,ولكن ما بالكم بالذي يحصل عندنا في المجتمعات العربية المسلمة ,حيث نقرأ ونسمع عن حالات قد ظهرت واستشرت في مجتمعنا الاسلامي المحافظ عن ظاهرة أطفال الزنا ــ أجلكم الله ــ الذين هم ثمرةُ علاقةٍ أساسها حرام, حيث يكون ــ أي الطفل الحرام ــ منبوذاً من قبل المجتمع لكونه مجهول النسب مما يولد عنده حالة نفسية قد تجعل منه فرداً مسيئاً لمن حوله بسبب النظرة الدونية التي تنظر له كمجرم وليس كضحية, أما في حالة الأمومة الشرعية  فأيضاً هنالك تجاوزات على حقوق الأطفال ,وهذه التجاوزات يتحمل وزرها كل من الأم والأب كونهم يجبرون الطفل على العمل في الشارع في ظاهرة يطلق عليها في الوسط الإعلامي بظاهرة [أطفال الشوارع] وهم الأطفال الذين يجوبون الشوارع وتقاطعاتها للعمل في بيع المناديل الورقية أو حاجيات بسيطة مثل المناشف والحلويات ,أو يقوم بعضهم بالاستجداء غير المباشر عن طريق التظاهر بمسح وتنظيف زجاج السيارات في التقاطعات وفي هذا كله إهانة ما بعدها إهانة لجميع حقوق الإنسان وخرق صارخ لجميع المواثيق الدولية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) ,وعليه فمن واجب المسؤولين في وزارتي حقوق الإنسان والعمل والرعاية الاجتماعية الاهتمام بهذا الجانب ووضع حد لهذه الممارسات لمحاسبة العوائل التي تستغل فلذات أكبادها بعملية الربح السريع على حساب إذلالهم وقتل إنسانيتهم مما يخلق منهم افراداً مسيئين للمجتمع وقد يكون منهم المجرم والقاتل بسبب العقدُ التي يعانونها في صغرهم من العنف الأسري,و يبقى البيت هو الأساس لإعداد الأم إعداداً صحيحاً لتكون مدرسةً في المستقبل..

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter