| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الخميس 14/6/ 2012 مصطفى غازي فيصل حمود كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
القارئ والمقروء
مصطفى غازي فيصل
(أقرأ بسم ربك ) هو أول ما أنزله الله سبحانه وتعالى على خير الكائنات نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وعلى اله وسلم ),ومن هنا تتجلى لنا اهمية القراءة في هذا النص القراني الكريم ,والقراءة هي الوسيلة الرئيسية لنشر وإيصال الفكر والعلوم والثقافات بمختلف بحورها ,ولابد ان تكون هنالك كتابة لتكون هناك قراءة والعلاقة واضحة ,والمقروء هو كل مايكتب ومن هذا نشأت أولى الحضارات في بلاد الرافدين وبدأت ما يسمى بالكتابة المسمارية ,و لنا موروث كبير من الرُقم الطينية تشهد على ذلك وأن كان أغلب هذا الموروث قد تعرض للسلب والنهب والتدمير خلال الحقبة الماضية .على كل حال تطورت الكتابة عبر العصور وتعددت حسب الألسن والقوميات واللغات ومنها لغتنا العربية لغة الضاد لغة القرآن الكريم ووصلت الكتابة الى ما هي عليه الان في وقتنا الحالي وأصبح للقارئ حرية اختيار ما يقرأ من كتاب أو مجلة أو جريدة أو حتى القراءة بواسطة الحاسوب المهم أن يقرأ لتتوطد العلاقة بين القارئ والمقروء كما هو الحال بين العاشق والمعشوق , وهذه حقيقة أنا نفسى شاهد عليها بحكم عملي ببيع الكتب وتوزيعها ,حيث ألاحظ عند بعض القراء وأقصد القراء الحقيقيين وليس من يقرأ لأجل أن ينال شهادة بكلوريوس أو ماجستير أو حتى الدكتوراه .وعندها تتوقف عنده عجلة القراءة أو البعض الذي يقرأ لنفسه فقط أي يكتب ليقرأ لنفسه وما أكثرهم ,وإنما القراء الحقيقيون هم من شاهدت عندهم هذه الحالة وهي العلاقة الوطيدة التي تجمعهم بالكتاب الى درجة- العشق- فألاحظ هذا القارئ عندما يدخل الى المكتبة يستنشق رائحة الورق والحبر التي تنبعث من الكتب كما لوأنه (إِن صح التعبير استنشق الأوكسجين بعد اختناق) ,وعندما يفتح الكتاب ليطالعه يذهب الى ابعد من ذلك الى أن يدس أنفه في طيات صفحات الكتاب ليشم عبق المطبوع ...!! نعم الى هذه الدرجة وهذا ما اقصد به حالة العاشق والمعشوق ,فعلينا نحن الجيل الحالي ان لا نكون آخر (القارئين) بل علينا أن نحث ونحفز من هم اصغر سنا" وأقل خبرة منا على القراءة فعسى أن يكون هنالك جيل يقرأ للمستقبل الآتي ما هو خير وأفضل ,وصدق الشاعر الكبير المتنبي حينما قال, (وخير جليس في الزمان كتابُ).
Since 17/01/05.
web counter
