| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مارسيل فيليب

marcelphillip@yahoo.com.au

 

 

 

الأربعاء 27/8/ 2008



وداعاً يا من شايعت الثقافة الوطنية .. كوكباً

مارسيل فيليب " أبو فادي "

وصلني خبر استشهاد الرفيق الشهيد الدكتور كامل شياع يوم الأثنين 25/8 .. وانا راقد بمشفى في اقصى نهايات هذا العالم بمدينة سدني في أستراليا .. فعذراً إن تأخرت بوداعك يامن رحلت جبلاً في زمن اقزام طغوا واستكبروا بأسم الله نفاقاً ودم ، يامن تلقيت خبر استشهادك جرحاً وامتداداً لوجع الوطن الذي يبدو أن لانهاية قريبة لفجيعته .
أن أستهدافك ياأطيب ممن التقيهم هناك ، وبهذه المرحلة بالذات خسارة فادحة للعراق كله ، فالرصاصة الغادرة التي أطلقتها يد موغلة بالدم هي ذات الرصاصة التي تحاول أسكات كل صوت وطني غيور ، يدعو لقيام المؤسسات والهياكل القانونية واعادة بناء صرح الثقافة العراقية الوطنية ، لأسكات كل من يدعو لبناء عراق ديمقراطي ليكون وطناً للجميع ... لابل لن نبتعد أو نبالغ إن قلنا ، أن من نفذ جريمة تصفية فقيد وشهيد محراب الثقافة العراقية هم نفس الأمتداد والتواصل لنفس العقلية المتعفنة التي قررت سابقاً تصفية وتغييب الدكتور صفاء الحافظ وصباح الدرة والمئات من خيرة أبناء وبنات العراق في زمن البعث الأسود ، لابل لن نتجاوز الحقيقة أيضاً لو قلنا .. أن كل ماجرى .. هو تغيير الأقنعة والمواقع ، وأستنساخ البديل بلحية تكفيرية أو قناع أسود كقلوبهم المتقيحة ، وعلينا أن لا نتوهم أبداً بأن كل هؤلاء القتلة أو هذا الهجين المشوه الذي توحد تحت شعار المقدس وأمتلاك الحقيقة المطلقة ، من بقايا وفلول البعث الفاشي وخفافيش كهوف القاعدة المتخلفة ودهاليز العفن الفكري ، وما تقيح منها من أحزاب تدعي انتماءئها لله ، وجيوش الثقافة المهدوية وغيرها وعصابات الجريمة المنظمة ، أقول ما كان بأمكانهم الأستمرار بأنتزاع الفرح والبسمة من شفاه وقلوب الطيبات والطيبين من أبناء الوطن في البصرة او بغداد او اية محافظة اخرى ، إلا من خلال ماوفر لهم من تغطية وللكثير من الجرائم التي ارتكبوها بشكل علني منذ سقوط الصنم من قبل من سيطروا على مفاصل السلطة والمؤسسات الأمنية وسمحوا للكثير من أعضاء هذا الهجين القبيح لأخذ مواقع مفصلية في الكثير من المؤسسات القانونية والأمنية ، بل هي النتيجة الحتمية لما آلت اليه سياسة المححاصصة الطائفية والقومية المقيتة ، التي لازالت أطرافها تترنح على انغام قانون تحرير العراق ، بل انهم استنسخوا وبشكل مبدع أستراتيجية الفوضى الخلاقة والضربات " التصفيات " الوقائية ضد الأطراف الوطنية وخاصة رفاق وكوادر حزبنا الشيوعي العراقي .
إذاً كفانا سكوتاً وعلى الحكومة الحالية أن تبادر لتثبت شرعيتها بفرض القانون وتطهير اجهزتها من هذه النماذج المعروفة للجميع ، فليس كل من أعلن التزامه القبول للتعامل بلعبة الديمقراطية " والتي تحولت بين اطراف ومكونات حكومتنا الرشيدة " الى مايشبه لعبة جر الحبل ، فالأقوى بميلشياته يفرض شروط وآليات ديمقراطيته في الحوار والتعامل ، كما ان ليس كل من أمتثل لأصول اللعبة الأنتخابية صادق في شعاراته " وبوستراته الملونة " التي تملأ الجوامع والمدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية .
لنطالب جميعاً عن وبالأقتصاص من قتلة كل الشهداء والمغيبين ، قاسم عبد الأمير عجام والبطل وضاح حسن " سعدون " ، شاكر الدجيلي ، أبو فرات ، شاكر اللامي والمئات من ابناء العراق الأبرياء ، لتعلن حكومتنا الرشيدة وبشكل واضح ، رفضها أستغلال مفهوم المقدس وصور المراجع ولعبة الفتاوي والتحريم لأغراض سياسية أو انتخابية ، لنطالب بالكشف عما توصلت اليه من نتائج تحقيق عشرات اللجان الرسمية التي شكلت من اجل كشف جناة معروفين بالأسم والرتبة والأنتماء .. لنطالب كل الأطراف السياسية ومئات الأحزاب المسجلة رسمياً بالكشف عن برامجها السياسية وتطلعاتها الأقتصادية والأجتماعية وخططها المستقبلية لأعادة بناء الأنسان والوطن العراقي ، ومدى أستعداد هذا الكل لفتح نوافذ لضوء الشمس والحرية والقبول بالأحتكام لما نصت عليه المواثيق الدولية الضامنة لحقوق وحرية أي انسان مهما كان لونه أو مذهبه أو انتمائه الفكري والقومي أو الديني ... لأن بين حقيقة مايدعى ببناء أسس لعراق ديمقراطي والواقع ... مسافة !
فسلامُ عليكم شهداء الحزب والوطن .. سلاماً ووداعاً يامن شايعت الثقافة الوطنية ووقفت ضد هجمة الظلاميين شمساً أبصرها كل العراق .. وعذراً أن تأخرت بالكتابة مرغماً .


 

free web counter