| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد فيادي

saliem200@hotmail.com

 

 

 

                                                                                      الأثنين 9/4/ 2012

 

أكو فد واحد ميريد يضحك

ماجد فيادي

كل من يعرفني يعلم كم أحب الضحك، حتى أن عدد من أصدقائي يراهنونني إذا كنت قادراً على عدم الضحك خلال كلامي،ولأنني لا أجيد حفظ النكتة وإلقائها، أجد نفسي متابعاً جيداً لبرنامج ”أكو فد واحد“ الذي تبثه قناة السومرية الفضائية.

هذا البرنامج استطاع أن يجذب عدد كبير من المشاهدين لأسباب عديدة، يقف على رأسها افتقار العراقيين لوسائل الترفيه الاجتماعي، خاصة فئة الشبيبة، ولو قارنا بين فرص المتعة واللهو للشبيبة في الدول التي يحترم فيها الإنسان والقانون مع ما يتوفر في العراق، نجد المقارنة ظالمة، إن روح السخرية التي تمتاز بها نكات البرنامج، هي المعبر الواضح لسخرية الحياة التي يعيشها شبيبتنا، أما نموذج الاختلاط بين جمهور البرنامج في الاستوديو، فهو النموذج الذي غاب في الوسط الشبابي، وكلنا نذكر كيف قامت جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في البصرة بضرب طلبة كلية الهندسة، لأنهم أقاموا سفرة طلابية الى أحد المتنزهات في المدينة، يقدم ويستضيف البرنامج وجوه فرحة، تقفز فوق الهموم التي يعيشها الشعب العراقي، على عكس الوجوه المكفهرة التي تستضيفها البرامج السياسية، ما جعلهم نموذج يمزق الكفن الذي يراد للشبيبة العراقية أن تلف به، يعد البرنامج المنفذ البديل عن إطار الحزن والشعور بالذنب الذي تريد الأحزاب الإسلامية أن تضعهم فيه، وهو بالتالي يقلل الاهتمام بالمناسبات الدينية التي يسودها الطابع الحزين، تمثل فترة بث البرنامج اقل نسبة مشاهدة للبرامج الدينية، هذا بالإضافة الى المسلسلات التركية المدبلجة والبرامج الترفيه الأخرى مثل عرب آيدول أوعرب غوت تالينت، البرنامج لا يخوض في الطائفية والقومية، وهو بذلك يكسر الطوق الذي وضعته الأحزاب الدينية الحاكمة على شبيبتنا، أسباب كثيرة سياسية واجتماعية لا تروق لهيئة الاتصالات، التي كلما ظهر أحد أعضائها أما كان ملتحياً أو يحمل مسبحة ويضع خاتما، دفعتهم لمنع البرنامج.

هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف برنامج ”أكو فد واحد“ فقد سبق وأن تعرض للنقد والتهديد المبطن من قبل نقابة المعلمين بسبب نكتة تناولت معلماً لا على التحديد، في الوقت الذي تغاضت وتوشحت بصمت أهل القبور على إهانة وكيل وزير التربية والتعليم، عندما وصف المعلم بوصفٍ غير محترم، إنه التناقض في المواقف، ولو صدر من الأمم المتحدة لوصفوه بالكيل بمكيالين.

إن مسلسل قضم الحريات يجري على قدم وساق، فقد باشرت به الأحزاب الدينية منذ سقوط الصنم، عندما أسست لمفهوم الأقليات الدينية، ورسخت الخلاف الطائفي والعرقي، كما لم يسلم العراقيون من هذه الاحزاب ضمن الطائفة الواحدة، كلنا يذكر تحريم ومنع الأعراس بالطريقة التقليدية التي نعرفها جميعاً، تحريم لعب كرة القدم، غلق محلات المشروبات الروحية بطرق غير قانونية سادها الطابع العنفي، ثم منع مهرجان بابل وغلق سيرك في البصرة، وصولا الى غلق نادي اتحاد الأدباء، تستمر المحاولات والإجراءات حتى تصل الى ضرب المتظاهرين في ساحة التحرير، ومحاولة غلق جريدة طريق الشعب، ولا ننسى كم عانت الصحافة والإعلام من قبل أجهزة أمن الحكومة، خاصة عندما اقتحمت قناة الديار خلال تغطيتها تظاهرات ساحة التحرير، واليوم نقف أمام محاولة إيقاف برنامج ”أكو فد واحد“ الترفيهي.

قبل ثلاثة أيام وبالخطأ فقدت القمر الصناعي الهوت بيرد، ما دفعني للبحث عنه من جديد، عندما استعدته بدأت بالبحث عن القنوات العربية، فاكتشفت حقيقة غريبة، تذكرت أن رجال الدين العراقيين قد حرموا هذا القمر الصناعي، لما فيه من قنوات خلاعة تتعارض والدين الإسلامي، لكن من يبحث في هذا القمر، يجد أن نوعين من القنوات تتواجد أكثر من غيرها، هما القنوات الدينية بما فيها العراقية، والقنوات الجنسية، توقفت عند هذه الحقيقة وتساءلت، من أين تدفع تكاليف هذه القنوات، اترك للقارئ الإجابة.

اليوم ممنوع الضحك في العراق، وكل من يضحك ويزعج فد واحد ميريد يضحك، سترفع عليه دعوى قانونية، وسيثبت في الدستور بعد تعديله، أن الضحك ممنوع بأمر السلطان.


 

 

free web counter