ماجد فيادي
الأربعاء 8/2/ 2006
أطول مسرحية يقدمها إسلامويون
ماجد فيادي
أقولها صراحة, خوفاً على مقاطعة تجارتي المزمع إقامتها, وخوفا على غلق مكاتب شركتي التي انوي فتحها في العراق, وحرصا على علاقتي الوثيقة مع رجال الدين النافذين في مجال التجارة والسياسة, الذي احلم في دخوله, أعلن على الجميع, ومن موقف صادق خالي من أية نفاق اجتماعي وسياسي وعقائدي, رفضي لما قامت به الصحيفة الدنماركية من نشر رسوم تسيء الى النبي محمد (ص) والى مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم.
لكن لي موقف من كل ما تقوم به الجماهير المسلمة وبتحريض من رجال الدين, بالتظاهر وممارسة العنف تجاه مصالح الشعب الدنماركي, المرتبطة بشكل وثيق مع مصالح الشعوب الإسلامية وخاصة العربية, موقفي هو الرفض لهذه الأفعال, التي إذا ما قورنت مع أحداث أخرى مرت بها الشعوب المسلمة, لما وجدنا اختلاف بالإهانة الموجهة لهم. لكي أكون دقيقا في طرحي, يجب أن أقدم أمثلة على ما ادعي, ففي تعاليم الدين الإسلامي يستشهد الإنسان من اجل ثلاث
الأول :. الدين
الثاني :. العرض
الثالث :. المال
إن ارض المسلمين مستباحة من قبل العديد من الدول, مثل فلسطين والجولان ومزارع شبعا والجزر الإماراتية الثلاث والاهواز في إيران وجزيرة ليلى المغربية, يا الله هل لي أن استمر بالتذكير بأرضنا المستباحة ؟؟؟
كلنا يعرف المثل المصري الذي يقول (( أرضك عرضك )),هذا يدعوني للسؤال؟؟؟ ألا ينتفض المسلمين لهذه الأرض المنتهكة من قبل القريب والغريب, ألا يعرق جبين علماء المسلمين لهذه ألأراضي المنتهكة, ألم يخجل علماء المسلمين عندما شرعوا بفتوى لدخول جيوش الفرنجة الى ارض العراق, أيام غزو صدام للأرض الكويت, عندما فتحوا ارض نجد والحجاز, الأرض المقدسة لدى المسلمين, أمام الجيوش الأمريكية والفرنسية والبريطانية وغيرها, ألا يخجل علماء المسلمين عندما تكبر إسرائيل يومياً مقابل استمرار فلسطين بالصغر, ألا تعلمون أن أفغانستان تحولت الى قاعدة أمريكية, ألا تخجلون من كل هذا ؟؟؟
إن أموال المسلمين لا تختلف في وضعها عن أرضهم, فالبترول يسرق كل يوم من العراق والكويت والسعودية وباقي دول الخليج, ألا يعرق جبينكم لهذا ؟؟؟
كانت إيران ترى في الاتحاد السوفيتي السابق دولة كفر والحاد, لكنها لم تتوقف في شراء السلاح منها لقتال المسلمين في العراق, إيران التي ترى في الولايات المتحدة الأمريكية الشيطان الأكبر, اشترت السلاح منها لقتل المسلمين العراقيين المغلوبين على أمرهم تحت قيادة الدكتاتور صدام, ألا يعد هذا عار على المسلمين؟؟؟
إسرائيل المحتلة لأرض المسلمين والمسيحيين من العرب, لا يزال علمها يرفرف في عدد من الدول العربية, ألا يستدعي هذا أن تثأروا لكرامتكم, وتنزلوه ؟؟؟
سبق وأهين القرآن الكريم من قبل الأمريكان وهم يحققون مع سجناء كونتا نامو, لماذا لم تقاطعوا البضاعة الأمريكية, واعني شبكة الانترنيت والأقمار الاصطناعية وصناعة السيارات وصناعة النفط والحبوب المستوردة والالكترونيات ؟؟؟
سبق وأن أهين القرآن الكريم في سجون إسرائيل, لماذا لم تنتفضوا أيها المسلمون؟؟؟
أنا اعلم أن الدين الإسلامي يؤمن بكل الأنبياء, وبالرغم من وجود الملايين من المسلمين ممن يطلع على مواقع الانترنيت, ومنهم من شاهد الصور والأفلام التي تسيء الى النبي عيسى عليه السلام, لكن هذا لم يحرك فيكم ساكناً, أتراكم تنكرتم له, أم أنكم أغمضتم عيونكم, فلا عين ترى ولا جبهة تعرق؟؟؟
أليس علماء المسلمين الذين يقودون ويحرضون على التظاهرات غير السلمية, هم من حلل قتل المسلمين العراقيين على يد الإرهابيين الزرقاويين؟؟؟
إن مطالبة علماء المسلمين للشعب الدنماركي والنرويجي في الاعتذار, أنما ينطوي على أهداف سياسية واقتصادية شخصية لا تمت بصلة لكرامة الرسول (ص) أو مصالح المسلمين وكرامتهم. أقول هذا لان علماء المسلمين ورجال الدين تحولوا بقدرة قادر الى طبقة تتحكم بالعباد لمصالح شخصية, فهي تسكت عن انتهاك كرامة الإسلام والمسلمين, وتنطق عندما تستوجب مصالحها ذلك. ففي الحرب العراقية الارانية لم نسمع من علماء المسلمين أن هذه الحرب فيها إنهاك لقوى المسلمين, وإهدار لثرواتهم البشرية والمادية, وسفك لدمائهم التي حرم الله سفكها, فلا فتوة خرجت, ولا من يدعي العلم اخرج التظاهرات في سبيل وقف هذه الحرب.
في الدين الإسلامي يحرم محاسبة الإنسان على النية, أو محاسبة إنسان على عمل لم يقم به, ولا افهم كيف يطالب علماء المسلمين الشعب الدنماركي والنرويجي بتقديم الاعتذار على فعل قام به فرد مستهتر, لا افهم لماذا يحرق العلم الدنماركي والنرويجي وهو رمز مقدس لدى الشعب الدنماركي والنرويجي, في الوقت الذي يعترض فيه الاسلامويون على إهانة مقدساتهم, من المستفيد من إغلاق مشاريع دنماركية في البلدان العربية يعتاش منها العديد من العوائل المسلمة, لا افهم كيف يستمر العديد من المسلمين اللاجئين في الدنمارك والنروج في اخذ المساعدات الاجتماعية, لا افهم الحملة التي قام بها العرب المسلمون, والاحتجاجات التي انطلقت من علماء المسلمين ضد الممارسات العنصرية التي قام بها الشعب الأمريكي, ضد المسلمين الأمريكان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر, لا افهم كيف طالب علماء المسلمين التميز بين المواطن العربي المسلم البريء وبين من قام بتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر أو التفجيرات التي قام بها الإرهابيين في لندن أو أسبانيا, لا افهم لماذا تناسيتم الآن التمييز بين المذنب والبريء.
أنا احذر من استمرار إثارة النزعات العنفية بين صفوف الجماهير لأنها سوف تستغل مستقبلا في تكفير ومحاربة كل من يحاول نقد الإسلام السياسي, بحجة الإساءة الى الإسلام وهم من الإسلام براء, سوف يستغل هذا الحدث لإسكات كل الأقلام المتنورة, التي تطرح مفاهيم متوازنة, بعيدة عن العنف والتعصب. إذا استمر هذا الفعل من التظاهرات اللاسلمية, فسنشهد قتل لعدد ممن يرفض الرضوخ لرجال الدين, بحجة الحفاظ على الإسلام.
أنا أدعو المسلمات والمسلمين, الى التفكير بكل ما تقدم, حفاظاً على الدين الإسلامي وكرامة المسلمين.