| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد فيادي

saliem200@hotmail.com

 

 

 

 

الأثنين 5/3/ 2007

 

 

بغداد الجنة المعذبة


ماجد فيادي

هو عنوان لمعرض صور فوتوغرافية للمصور العراقي عباس علي عباس أقامه في مدينة دارم شتات الألمانية (Darmstadt).

ولد المصور العراقي في مدينة بغداد لعائلة فقيرة, واضطر لمغادرة العراق لأسباب سياسية, فكانت وجهته المانيا التي عمل فيها بأعمال البناء ليستقر أخيرا سائق باص في مدينة دارم شتات.
سحر المصور العراقي بجمال فن التصوير وهو بعمر صغير, فقد بدأت حكايته عندما كان طالبا في ابتدائية الهيثمية, التي يقع على دربها من البيت الى المدرسة, أستوديو الكواكب, كان يقف أمام الصور المعروضة لوقت طويل يوميا دون انقطاع, علما أن الأستوديو لم يغير الصور المعروضة, من هنا ولدت بينه وبين فن التصوير علاقة دفعته الى التضحية بممتلكات الطفل لشراء أول كامرة في حياته, عندما عمل خلال فترة العطلة الصيفية حدادا شأنه كباقي الأطفال الفقراء من سنه لإعالة ذويه, حصل الطفل عباس علي عباس خلال الأسبوع على ثلاثة دراهم من خلال عمله, واستطاع أن يجمعها لكي يشتري كامرته الأولى بدينار ونصف, بعد أن يعطي والدته درهم كل أسبوع, استمر به الحال لينفق على هوايته من مجهوده حتى تطورت لديه الموهبة ليقيم معرض في بغداد على قاعة حوار.

بعد زيارته الى العراق قام المصور العراقي عباس علي عباس بالتقاط عدد من الصور الفوتوغرافية لمدينة يعرفها منذ طفولته, إنها بغداد التي نشأ فيها, وجوه ألفها ولعب معها, أزقة ودرابين, ركض فيها ولاحق فتياتها, حتى جاءت الساعة التي أعلن فيها الدكتاتور قرارا بالإعدام جعله يغادرها, دون أن يعلم إن كان سيعود لها من جديد, حمل كامرته يوثق ما آل اليه وضع بغداد بعد عقود من الزمن, فإذا به يصور وجوه منكسرة, حزينة, بطالة, عجز عن فعل شيء, حزن شديد, استغرب مما شاهده فاخذ نفسه الى جمال بغداد الذي لم يشوهه المغول أو الاستعمار أو الدكتاتورية, ولا حتى الاحتلال أو الارهابيين, إنه ليل بغداد بقناديلها, النخيل الباسقة, الجوامع التاريخية, وليل دجلة العظيم وسفحها الذي تغزل به الجواهري.
نقل المصور العراقي عباس علي عباس من خلال معرضه الممتد من 27/02/07 الى 27/03/07 الهم العراقي عبر وجوه رسم عليها تشققات الزمان الأليم, معانات شناشيل بغداد المهملة, التي لم تعد تسر الناظر لها, أطفال هجرتهم الطفولة, شباب منكسر وبطالة قاسية, شيوخ لا تقع من أيدهم السكائر يحرقون بها أنفاسهم انتقاما من زمن أبطاله أنذال.
يحوي المعرض على خمسين صورة, أربعين منها بالأبيض والأسود, فهو يجد هذين اللونين ينتقلان في تدرج يتفوق في سحره ألوان الطيف الشمسي, إضافة الى عشرة صور ملونة. حضي المعرض باهتمام الزوار من العراقيين والألمان, كما لم تغب الصحافة عن التواجد, فقد أجرت صحيفة فرانكفورت روند شو مقابلة مع المصور عباس علي عباس, كذلك أجرت صحيفة دارم شتات المحلية مقابلة أخرى مع المصور, علما أن للمصور العراقي معرض قادم في بناية الجامعة بالمدينة بتاريخ 16/04/07 تحت عنوان بغداد الطفولة المسروقة, يجسد فيه معانات أطفال بغداد, ويعرض فيه أربعين صورة, يلحقه معرض آخر في برلين يحوي عدد اكبر من الصور يصل الى المائة والخمسين.