| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد فيادي

saliem200@hotmail.com

 

 

 

الأثنين 5/7/ 2010

 

أي اللغات تفهم الاحزاب العراقية

ماجد فيادي

ونحن على أعتاب الشهر الخامس لإجراء الانتخابات البرلمانية العراقية, ولم تزل الكتل الفائزة غير قادرة على التفاهم لاختيار الرئاسات الثلاث, تمهيدا لتشكيل الحكومة الجديدة, هذه الحالة خلقت تذمر واستياء شعبي من تجاهل الكتل الفائزة لمصالح الشعب العراقي, والإيفاء بوعودها في تقديم الخدمات التي يعاني المواطن من فقدانها, بسبب التراكم الزمني للنظام الدكتاتوري والاحتلال والإرهاب والسياسة الخاطئة لأحزاب الحكومة الحالية, المتكئة على المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية. ولان الصراع على السلطة وصل ذروته بين الاحزاب, يرافقه غياب واضح للخجل من النفس تجاه معاناة العراقيين, قامت أحزاب وجماعات بتظاهرات تعبر كل منها بطريقتها من هذا الواقع المزري, ولان التظاهر وسيلة تعبير ولغة لإبلاغ رسالة ما, كان فهم هذه اللغة من قبل الكتل الفائزة والتجاوب معها يتناسب بشكل غريب وكالتالي:

التظاهرات السلمية:
نظم الحزب الشيوعي العراقي عدد من التظاهرات المطلبية السلمية, لإعادة حقوق المفصولين السياسيين, وأخرى بإلغاء التسعيرة الجديدة للكهرباء, وتحسين الطاقة الكهربائية وساعات إمدادها للمواطنين, والمساواة العادلة في توزيعها بين المواطنين, , كما دعا الحزب الى تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بأسرع وقت ممكن, وفق النتائج التي تحققت في الانتخابات, مع الحفاظ على تقديم الكفاءات المناسبة لكل منصب.
نظم عدد من الصحفيين والإعلاميين العراقيين اعتصاما سلميا في ساحة الفردوس,ضم عدد ممن ينتمي الى الصحف والفضائيات العراقية, يدعون فيه الكتل الفائزة الى الإسراع في تشكيل انتخاب الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة, وجعلوا الاعتصام مستمرا حتى تحقيق تشكيل الحكومة.
شارك عدد من الشخصيات الوطنية والكتاب العراقيين على الفضائيات وصفحات الانترنيت والصحف اليومية , بالعديد من المقابلات والمقالات, التي تدعو وتناشد الكتل العراقية الى الإسراع في انتخاب الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة, وعدم تأخير عقد البرلمان لجلساته الدورية, سعيا لتقديم الخدمات للشعب العراقي.
جاء رد الحكومة والكتل الفائزة تجاه هذه التظاهرات والدعوات والاعتصام, بتجاهل شديد, ولم يعيروها أي اهتمام, لا بالتصريحات ولا بالإجابة المباشرة عليها, وكأن هؤلاء غير موجودين, لان المعنيين ينطلقون من مبدأ, أن هذه القوى الوطنية ليس لها القدرة على هز عروشهم وإحراجهم أو الإطاحة بهم, متناسين أنها تمثل البوصلة التي تشير الى خطورة الأحداث, لما تمثله من طاقات ثقافية وفكرية لنخبة المجتمع العراقي, كما تعتقد الكتل الفائزة أن هذه القوى لا يمكن أن تسعى الى استخدام العنف وسيلة, مما يقلل من خطورتها. هكذا تفهم وتتعامل الكتل الفائزة مع اللغة التي تتحدث وتتحرك بها القوى المثقفة.
إن الحكومة والكتل الفائزة لم تستمع الى ناقوس الخطر الذي قرعته هذه القوى, حتى جاء غضب الجماهير ليعبر عن نفسه بلغة ثانية.

التظاهرات غير السلمية:
خرجت عدد من التظاهرات الغاضبة نتيجة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي, وانتهت في عدد من المحافظات بأعمال عنف ضد مبنى المحافظة, بتكسير الزجاج أو أضرار بالممتلكات, قابلها استخدام مفرط لقوى الأمن والجيش وحماية المبنى, أدت الى وفاة مواطن في البصرة وجرح آخرين في مختلف المدن, ميز هذه التظاهرات غياب المعلن عن تنظيمها, على العكس من التظاهرات السلمية, وبالرغم من هذا فهي مظاهرات مشروعة جاءت نتيجة معاناة المواطنين تحت ظل أحزاب انتخبوها ولم تفي بوعودها.
هنا اختلف رد الحكومة تجاه التظاهرات الأخيرة, فقد استجابت لمطالبها في إقالة وزير الكهرباء وتحسين توزيعها على المواطنين لساعات أطول, وشمول المسئولين بالقطع المبرمج, بعد أن كانوا ينعمون بالكهرباء طوال اليوم, حتى أن المنطقة الخضراء عمها الظلام لأول مرة, ثم عقبها حملة من الحكومة لرفع التجاوزات والإعلان عن الصفقات التي عقدتها وزارة الكهرباء لتطوير إنتاج الطاقة الكهربائية.
نفهم من ردت فعل الحكومة التي ينتمي كل وزرائها الى الكتل الفائزة, باستثناء السيد رائد فهمي وزير التكنولوجيا الذي ينتمي الى الحزب الشيوعي العراقي, أن لغة السلم لا تفهمها هذه الكتل والأحزاب, وهي بذلك تشجع الجماهير على اللجوء الى التظاهرات العنيفة لتحقيق مطالبها, ما دامت التظاهرات السلمية ليس لها مجيب, وهي تؤسس الى علاقة غير سليمة, مبنية على مفهوم, أن ليس للغة العقل من مستمع, أما لغة العنف فهي صاحبة الصوت الأعلى.
بناء على زيارة السيد بايدن نائب الرئيس الأمريكي للعراق, هل نشهد تشكيل سريع للحكومة, وسط همس بتهديدات أمريكية لكشف المخفي في الكثير من الفضائح, مثل سرقات حازم الشعلان وأيهم السامرائي والبرلمانيين المتورطين بالإرهاب مثل عدنان الدليمي والكشف عن خفايا سرقة بنك الزوية والعقود التي وقعتها وزارة التجارة في زمن الوزير عبد الفلاح السوداني وسجون التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان فيها, والكثير من عمليات الفساد المالي والقانوني المتورط بها أحزاب السلطة.

يبدو أن الكتل والأحزاب الفائزة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة لا تفهم إلا هذه اللغة.



 


 

free web counter