| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد فيادي

saliem200@hotmail.com

 

 

 

                                                                                      الأثنين 5/3/ 2012

 

مهرجان جماهيري للتيار الديمقراطي العراقي في ألمانيا

ماجد فيادي

أقامَ التيار الديمقراطي العراقي في ألمانيا الاتحادية مهرجاناً جماهيرياً، يوم السبت 2012.3.3 في مدينة برلين، وعلى قاعة ألمانيا الجديدة، بحضور عدد كبير من بنات وأبناء الجالية العراقية، تضامناً مع التيار الديمقراطي وتوجهاته الوطنية.

بدأ المهرجان بدعوة من الدكتور ناجح العبيدي للبروفسور كاظم حبيب والإعلامي حسن حسين للإجابة على أسئلته ومحاورة الجمهور بثلاثة محاور وهي، ألازمة والحل، وتشكيل الأقاليم بين التقسيم والدستور، والمحور الأخير حول التداعيات الإقليمية للانسحاب الأمريكي.

وجه العبيدي أسئلته عن تحديد شكل ألازمة الراهنة وحيثياتها وسبل الحل؟

ومما جاء في رد البروفسور كاظم حبيب "أن ألازمة بنيوية وليست وليدة اللحظة، جاءت نتيجة نظام قائم على التقاسم الطائفي العرقي، وهو ما عمدت الأحزاب الحاكمة الى ترسيخه، ترتب عليها تدهور اقتصادي اجتماعي بيئي امني، وان الحل يكمن في إصلاح القاعدة السياسية الاقتصادية، على أن يعطى الوقت الكافي للتغير، فالتغيير القصري سيؤدي الى نشوب حرب أهلية طائفية الصبغة، وإن تعزيز دور القوى الديمقراطية العلمانية هو الضامن لنجاحه، أما الانتخابات المبكرة فهي الخطوة الأولى نحو الحل لكنها ليست كل شيئ".

ومن الأسئلة التي وجهها العبيدي للإعلامي حسن حسين، حول ما طرح بخصوص حكومة الأغلبية حيث جرى التلويح بها كثيرا، وكيف يراها؟

يقول حسين "أن الصراع الطائفي يمنع حصول حكومة أغلبية لان السياسيين الذين سيمسكون الحكم لن يتوانوا عن إقصاء الطرف المتنحي، فالمشكلة أنه لايوجد في العراق قيادات سياسية ذات كاريزما، تعمل وفق برنامج واضح لخدمة المجتمع، وهم في الحقيقة وإن ادعوا تمثيل طائفتهم، لكنهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة، هذا ما أوصل الطائفية الى الشارع، مما يستدعي العمل على إجراء تغيير طويل الأمد، منعا لحصول انتكاسات جديدة".

وبخصوص الدعوة لعقد مؤتمر شعبي من قبل التيار الديمقراطي، يقول البروفيسور كاظم حبيب "إن الدعوة لعقد مؤتمر شعبي فكرة جيدة، وهو البديل لمؤتمر الحوار الوطني الذي تمتنع القوى السياسية عنه، في محاولة لتغيير الوعي الجمعي للمجتمع العراقي المعبئ بالطائفية، وعلينا أن لا نتوهم أن التيار الديمقراطي هو البديل الجاهز للقوى الحاكمة، لكنه أقوى الضعفاء على الساحة".

ومن الأسئلة التي وجهها العبيدي للإعلامي حسين، عن الحركة الاحتجاجية الجماهيرية وهل تناقص أعدادها يشير الى نجاح الحكومة في احتوائها؟

يقول حسين "لقد نجحت الحكومة في احتواء التظاهرات باسلوب ديماغوجي، اعتمد على تقديم الوعود وتحديد زمن وهمي لتنفيذها، رافقه استخدام مفرط للقوة من قبل الأجهزة الأمنية في إعاقة وصول المحتجين الى مناطق تجمعهم، هذا لم يكن بعيداً عن الدور الإعلامي في اخفات شعلة الاحتجاج على عكس ما قامت به وسائل الإعلام من إيقاد الشعلة في الدول العربية الثائرة".

ثم توجه العبيدي للجمهور ودعاهم الى محاورة الضيفين، فكان التفاعل كبير بطروحات اتسمت بالواقعية وعدم الانجراف خلف أحلام وردية، جاء فيها "أن دور الشباب ما يزال ضعيفاً في إجراء التغيير، وعلى التيار الديمقراطي أن يعي جيداً أن لا تغيير دون دماء جديدة، أما الطبقة الوسطى التي تقود المجتمعات المتقدمة فقد تم حلها وفق خطة ممنهجة منذ عهد الدكتاتور، مما أدى الى ظهور طبقة رثة تحكم البلد، ولكي نعيدها الى الحياة، لا بد من الانتباه الى أن الطبقة الوسطى الجديدة تتصف بجذورها الريفية ذات الطابع الطائفي، مما يحتم علينا الاهتمام بالجانب الثقافي الاقتصادي في آن واحد.

بعدها انتقل العبيدي الى المحور الثاني في سؤاله لحبيب، كيف تنظر الى المطالبة بإقامة الأقاليم في عدد من المحافظات العراقية؟

يقول حبيب "هذه الدعوات ليست بجديدة فقد شهد العراق دعوة لجعل البصرة إقليماً ملحقاً بالهند، ثم دعوة لإلحاق الموصل بتركيا، أما اليوم فالمبدأ سليم من حيث الدستور العراقي الجديد، لكن في إطار ما وضعه الدكتاتور من قنابل موقوتة، في تغيير خارطة المحافظات الإدارية، ما يجعل المهمة تحتاج الى وقت كافي من التحضيرات والحوارات، لكي نتجنب وقوع خلافات مثل التي نعيشها اليوم".

وحول سؤال العبيدي: هناك من يربط بين هذه الدعوات وطرح بايدن في تقسيم العراق الى أقاليم وفق الانتماء الطائفي العرقي؟، كانت الأجابات بالشكل التالي:

حبيب: "ما طرحه بايدن كان في ظروف مختلفة سادها ممارسة عنيفة للإرهاب، أما اليوم فالأسباب لطرح فكرة الأقاليم مختلفة، لكن هذا لا يعني أن بايدن كان على حق".

حسين: "إن طرح فكرة إقامة الأقاليم إنما هي كلمة حق يراد بها باطل، ورغم قناعتي بالنظام الفدرالي لكنني لا أجده مناسباً اليوم، إذا ما استثنينا إقليم كردستان، والحقيقة أن نظام المحافظات في العراق لا يختلف كثيراً عن نظام الأقاليم الذي يدعون له".

أما مداخلات الجمهور في هذا المحور:  فقد تركزت في التالي "بما أن قوائم البرلمان تقاسمت الحكومة، لهذا يجب محاسبتها جميعاً، خاصة وإن المناكدات السياسية المبنية على محاولات إقصاء كل طرف للآخر كانت السبب الحقيقي في إطلاق هذه الدعوات، مما يدعو الى توزيع السلطات بين المركز والمحافظات بشكل يضمن عدم تحكم طرف بآخر".

في المحور الثالث سأل العبيدي:. هل جاء انسحاب القوات الأمريكية في مصلحة أي من دول الإقليم؟

يجيب حبيب: "يمتد الصراع الإقليمي على الساحة العراقية الى خارج دول الإقليم ويصل الى إسرائيل فرنسا أمريكا وأطراف عديدة يظهر دورها بشكل وآخر، يتصف الصراع بالطائفية ويظهر بوضوح في نفوذ إيران المذهبي الاجتماعي الحزبي والأمني، هذا ما تمارسه السعودية أيضا بأموالها ودعم تركيا. أما الادعاء بخروج قوات الاحتلال من العراق فهي مغالطة، لأنها ذهبت الى الكويت وهذا يعني عدم خروجها من الإقليم، لكن لا بد أن نفهم حاجة العراق الى إقامة علاقات اقتصادية مع أمريكا،على أن تتصف  بتقديم مصالح الشعب العراقي أولا".

العبيدي: هل ترى العراق قد خرج فعلا من هيمنة النفوذ الأمريكي، ومن يؤثر بمن العراق أم الإقليم؟

يجيب حسين: "رغم خروج القوات العسكرية، لا يزال العراق تحت النفوذ الأمريكي،  هذا قد ينفع العراق الضعيف أمام ارتفاع سخونة الحرب الباردة بين المعسكرين السني السعودي والشيعي الإيراني. بعد أن بدأ التغيير في العراق بسقوط الدكتاتور، لحقه سقوط أنظمة عربية أخرى، هذا يشير الى أن العراق هو المؤثر في المنطقة، على عكس ما يشاع من أن المنطقة تتحكم بالعراق، وان أي حل للوضع العراقي سيكون نموذج يمكن تكراره في دول الجوار، ما يفسر إصرار دول المنطقة في استمرارالصراع داخل العراق".

وكان للجمهور رأي أن العراق حلقة مركزية في المنطقة، وما يجري فيه لا بد أن ينعكس على جيرانه، لكن الإشاعة في أن القوات الأمريكية قد خرجت من العراق إنما محاولة لذر الرماد في العيون، فالشركات الأمنية لا تزال تعمل وعدد الموظفين في السفارة اكبر من أن يقبل.

بعد هذه الندوة الحوارية شكر العبيدي ضيفيه والجمهور على لغة الحوار التي اتسمت بها، في وعد أن تتكرر اللقاءات وان يكون للشبيبة مكان على مقعدي ضيفيه.

كان لعريفي الحفل الشابة أروى العبيدي والشاب يونس العزاوي الدور المميز في إدارة المهرجان، فقد دعيا كل من السيد نجيب محمد لإلقاء كلمة التيار الديمقراطي باللغة العربية والسيد مثنى محمود لإلقاء الكلمة باللغة الألمانية، تلا ذلك الإعراب عن معرض الوحات الفنية للفنانين العراقيين منير العبيدي، منصور البكري، ويونس العزاوي، وبعد جولة الجمهور أمام اللوحات تم عرض فلم من الصور الوثائقية يروي حكاية العراق منذ خروج التظاهرات في العالم ضد الحرب التي خططت لها أمريكا الى اليوم، رافقه قراءة باللغة الألمانية من قبل غسان الحبوبي،  لينتهي المهرجان بحفل فني رائع لفرقة ترانيم بقيادة المايسترو العراقي طه رهك والعازفين لويان وسوكارا من كوريا الجنوبية، صوفيا من اليونان، توماس من ألمانيا، محمد من فلسطين، حسن من سوريا، والمغنية إيمان من مصر. قدمت الفرقة باقة من ألاغاني العربية الجميلة أمتعت الجمهور، مما جعله يطالب بالمزيد.

في الختام قدم كل من عريفي الحفل أروى ويونس ورود المحبة والامتنان لهيئة تنظيم المهرجان (لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في المانيا فرع بلين) وهم كل من السادة مثنى محمود، غسان الحبوبي، نجيب محمد، ناجح العبيدي وصلاح الدين علي.           

 

     

      

 

 

 

  

 

free web counter