نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد فيادي

saliem200@hotmail.com

 

 

 

 

الجمعة 3/3/ 2006

 


 


آل مهدي نموذج سيء للمسلم

 

ماجد فيادي
 
تتصاعد نبرة الرسائل التي يرسلها أدعياء الاسلام الى المجتمع الدولي, مرة بالتظاهرات اللاسلمية وأخرى بحرق السفارات والملحقيات وثالثة بتفجير محطة قطارات أو ناطحة سحاب, يستمر عرض العضلات بانتحاري يفجر نفسه بين مواطنين مسلمين فقراء, أو بين مدنيين أبرياء, ولا ننسى الاعتداءات الجنسية التي مارسها متأسلمون في الجزائر على مواطنات قبل ذبحهن على الطريقة الزرقاوية البعثية, ولعل نموذج حكومة طالبان كان الأروع في احترام حقوق الإنسان, حتى تلك التي نص عليها الاسلام, أما الأفلام المصورة للشيخ أسامة بن لادن و أخيه في الدرب ايمن الظواهري, فقد بثت على القنوات الفضائية العربية وبنجاح ساحق, ثم جاء مسلسل الاحتجاجات المفتعلة ضد الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول (ص) ولمشاعر المسلمين.

لا اعلم هل هي الخاتمة أم هي البداية الجديدة, فقد أطلق السيد حسن آل مهدي رجل الأعمال السعودي, حملته ضد عدد من المواقع العربية على الانترنيت( الحوار المتمدن, إيلاف, دار الندوة), لأنها تنال من المسلمين والإسلام. في الواقع كنت قد مارست مهنة التنجيم منذ أيام عندما كتبت مقال بعنوان ( أطول مسرحية يقدمها اسلامويون), تكهنت فيه أن القادم هو تكفير كل من يكتب ويفضح الاسلام السياسي, ها هو السيد آل مهدي يحقق توقعاتي, عندما أعلن عن نيته في ملاحقة ومقاضاة المقيمين على هذه المواقع وعدد من كتابها.

أود أن انتقل الى حوار جرى مع سيدة ألمانية حول صور الكاريكاتور المنشورة في احد الصحف الدنماركية, فقد رفضت في البداية أن تناقشني في الموضوع, وعندما سألتها لماذا, أجابت إنها لم تشاهد هذه الرسوم, فكان الدرس الأول الذي قدمته لي ( كان درسا بدون مقابل ), فجاء في ذهني كم مسلم خرج في تظاهرة ضد الرسوم دون أن يشاهدها, طلبت من السيدة أن نناقش ما جرى من أحداث بشكل عام فقالت, لقد أساءني ردة فعل المسلمين لأنهم لم يقدموا نموذجا أفضل من الرسام الدنماركي, فكان الدرس الثاني, ثم استمرت لتقول إن الديمقراطية وحرية الصحافة تفتح الباب أمام المسلمين للتعبير عن مكنون دينهم ومحاججت من ينشر أكاذيب عنهم, فكان الدرس الثالث, تسترسل السيد الألمانية فتقول اليوم صار الدنماركيون خائفين من احتمال أعمال إرهابية داخل الدنمارك, يقوم بها متطرفون إسلاميون, فصارت صورة الاسلام تقترن بالإرهاب لدى الأغلبية الأوربية والأمريكية, فكان الدرس الرابع, قاطعتها لأقول, لكن الغرب مسؤول عن غضب المسلمين, سألتني من هو الغرب, قلت لها أمريكا وأوربا, فقالت أنتم المسلمون تعممون الأمور دائما, انظر ماذا يجري في العراق والسعودية وفلسطين وأفغانستان ودول عربية أخرى لا تعرف الديمقراطية, كم من أعمال العنف تجري على يد أبناء البلد ولمصالح ضيقة, لكنها تنسب في النتيجة الى الغرب, إن الغرب ليس بلد واحد أو مصالح مشتركة وليس شعب متجانس, بل هناك من يتعاطف مع قضايا المسلمين والعرب, لكنهم في النهاية يصنفون ويحاسبون على أنهم من الغرب, فكان الدرس الخامس, حينها نظرت السيدة الى الساعة لتقول, نحن في المانيا نحترم الزمن وقد انتهت استراحتي, الى اللقاء. أن كان هذا هو الدرس السادس, فعلينا أن نعترف نحن العرب والمسلمين انه أصعب الدروس.
بعد مغادرة السيدة الألمانية, فكرت في كل ما قالت حتى أظلمت الصورة في وجهي, وتذكرت الدعوة التي وجهها احد التجار الباكستانيين بهدية مقدارها مليون دولار لمن يقتل الرسام الدنماركي, ورغبة السيد آل مهدي في إنفاق الأموال لملاحقة المقيمين على مواقع علمانية, ليقدما نموذج سيء للمسلم, فالأول يدعو علنا للقتل, والثاني يدعو علنا لقمع الديمقراطية والصحافة رابع السلطات.

العنف لغة الضعفاء, وتكميم الأفواه دليل على قلة الحجة, والإسلام دين الحجة والنقاش, تعلمت منذ الصغر إن الله لا نراه بالعين بل نحسه بالعقل, فهل غاب العقل عن المسلمين, أم اختطفهم أدعياء الاسلام, حتى حلل قتل المسلم للمسلم باسم الاسلام والتكفير.
هؤلاء نماذج سيئة للمسلمين, وهم يحولون المسلم الى صدى يتردد ويذهب مع الريح, هم يتاجرون بالإسلام ولا يدافعون عنه, فكم من مسلم نام الليل جائعا, وكم من مسلم لا يجيد القراءة والكتابة, وكم من مسلم ظلم على يد حاكم جائر, وكم من مسلم خدع باسم الاسلام, فهل تحرك هؤلاء ممن يدعي الدفاع عن الاسلام, وهل احتج هؤلاء على الحرب الطائفية الأهلية في العراق بسبب تفجير مرقد الإمامين علي الهادي وحسن العسكري عليهما السلام, أم أن هذين الاماميين يخصان الشيعة ولا يخصان السنة؟؟؟
من الدروس التي تعلمتها من الشعب الألماني, عندما يختلف اثنان في الرأي ولا يجدان سبيلا للالتقاء, يقول احديهما للآخر, هذا رأيك وأنا أتقبله وعليك أن تقبل رأيي.