| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد فيادي

saliem200@hotmail.com

 

 

 

 

الأحد 30/9/ 2007

 

 


البرلمان العراقي ... مو دافنيه سوى


ماجد فيادي

من الأمثال العراقية التي تضرب عندما يكذب احدهم على الآخر, وهو يعلم أن المقابل يعرف الحقيقة, لكن الكذب ضرورة لتمرير قضية ما. أقدم لكم هذا المثل على أمل أن يخجل من اعنيه به. في قرية ما كان هناك تنبلان, لا يريدان العمل ويتقبلان المساعدة من أهالي القرية دون خجل, حتى جاء اليوم الذي مل الأهالي من هذا الوضع فأتوا بحمار واجلسوا التنبلان عليه مع بعض الطعام والشراب, ثم تركوه يخرج من القرية مع حمولته راجين عدم عودته. سار الحمار المسكين تقوده بوصلته وهو يحمل اثنين من التنابلة لا يريدان حتى توجيهه, تعب الحمار من السير وسقط في مكانه دون أن يتلقى المساعدة بتقديم الماء والطعام له, وما هي إلا ساعات حتى مات الحمار من التعب والعطش والجوع, استمر التنبلان في تناول الطعام والشراب الذي في حوزتهما حتى نفذ, فقال أحدهما للآخر, نحن لم نقم بأي عمل طوال حياتنا ونحن نشرف على الموت, لم لا ندفن هذا الحمار عسى أن يرحمنا الله على فعلنا هذا, فعلا حفرا حفرة ودفنا الحمار, وما هي إلا ليلة وتمر قافلة بالقرب من التنبلان فقدموا لهما الماء والطعام وسألاهما من هذا الذي في القبر؟؟؟ أجاب أحدهما :. انه رجل صالح كنا برفقته وقد توفاه الله, كان رجلا مبروكا كلما وضع يده على شيء زاد وتعاظم, ولأنكم أعنتمونا على البقاء أحياء فإن الرجل الصالح سيبارككم. ذهبت القافلة في سبيلها لتبيع تجارتها ويصيبها من الربح الكثير ما لم تحصل عليه سابقا. وفي طريق العودة مرت القافلة على التنبلين وقدمت لهم المعونة ثانية مع بعض النقود لغرض بناء قبر الرجل الصالح. في طريق القافلة أخبرت القوافل الأخرى بخبر الرجل الصالح, حتى صار مزارا لكل القوافل, يتباركون به ويقدمون الأموال للتنبلان من اجل التوسط لدى الرجل الصالح والحصول على بركاته. هكذا صار قبر الرجل الصالح ( الحمار) مزارا وملتقى القوافل وتعمرت حوله مدينة سكنها الناس, كلهم يسترزقون من بركات الرجل الصالح ( الحمار ). فيوم ما قال احد التنبلان للآخر, لم لا اذهب الى قريتنا وأقدم لهم بعض المال تعبيرا عن عرفاننا بما قدموه لنا من مساعدة عندما كنا نقتات على ما يقدموه لنا دون أن نقوم بعمل ما. أجاب الآخر, حسنا فكرت, خذ من المال الذي يقدمه لنا الناس من اجل بركات الرجل الصالح وأعطيه لأهالي قريتنا المساكين, خاصة الفقراء منهم. قال الأول:. لكن كيف لي أن اطمئن على تقسيم المال الذي يقدمه الناس للرجل الصالح, أن تقسمه بالتساوي؟؟؟ أجاب الثاني :. لا تقلق لأني سأحرص على تقسيم المال بالتساوي بيننا, كما انك لن تغيب كثير حتى تخشى على ما يقدم للرجل الصالح من أموال. ذهب الأول وقدم المساعدة لأهالي القرية عرفانا منهما بمجهود القرية, وعاد من جديد الى قبر الرجل الصالح. عندما التقى صديقه حدثه بما آلت اليه أوضاع القرية, وكيف فرحوا الأهالي بما قدماه لهم من مساعدة. بعدها سأله عن الأموال التي قدمت الى الرجل الصالح, مقدارها وتقسيمها, أجاب الثاني بقدر قليل من المال, فغضب الأول وقال, عادة في هذا الموسم يكون المال المقدم كثير فنحن في موسم حركة القوافل. قدم الثاني المبررات للأول وحاول إقناعه بما حصل, لكن الأول رفض الاقتناع, فما كان من الثاني إلا أن يقول اقسم بمكانة الرجل الصالح أنني لم أسرقك. فقال الثاني ( مو دافنيه سوه) أي رجل صالح هذا أنت تكذب. هكذا عندما يتحدث اغلب النواب في البرلمان العراقي عن مقترح قانون التوازن, متحدثين عن حرصهم على الشعب العراقي, محاولين الحفاظ على التوازن داخل الوزارات, وهم ينفون ترسيخهم للتقسيم الطائفي والقومي, متناسين أنهم عندما دفنوه سوية كان الشعب العراقي يتفرج عليهم, أي أن سرهم لم يعد سرا, فقد شاهده الجميع وفاحت رائحته النتنة.