ماجد فيادي
الأثنين 2/10/ 2006
مهاترات إعلامية تأخذنا الى درب الصد ما رد
ماجد فيادي
بعد إلقاء القبض على احد أفراد حماية السيد عدنان الدليمي, من قبل قوات الاحتلال الأمريكي, بتهمة الانتماء الى تنظيم القاعدة, بناء على اعترافات احد الارهابيين المقبوض عليهم , خرج لنا السيد ممثل التيار الصدري في مجلس الأمة, ليعلن عن اتهامات مباشرة لقائمة التوافق العراقية, بتورطها بأعمال إرهابية ضد الشعب العراقي عموما وضد بنات وأبناء الطائفة الشيعية خاصة, وانخداع التيار الصدري أو قائمة الائتلاف العراقي الموحد, بقبولهم فكرة الحكومة الوطنية, ومعبرا عن تجارب عالمية في حق القائمة أو الحزب الفائز بأغلبية كبيرة في البرلمان بتشكيل الحكومة.
لمن وجه هذا التصريح ؟؟؟
ما المقصود من هذا التصريح ؟؟؟
الى ماذا سيؤدي هذا التصريح ؟؟؟
من المتضرر من هذا التصريح ؟؟؟
قبل الإجابة على هذه الأسئلة يجب التذكير ببعض الحقائق من تاريخ العراق بعد سقوط الدكتاتور, فقد سبق للتيار الصدري أن تعاون مع الحزب الإسلامي الذي يقود قائمة التوافق العراقية, تعاون مع هيئة علماء المسلمين التي يقودها الشيخ الضاري بكل ما تقوم به هذه الهيئة من أقوال وأفعال مفهومة للجميع, كما قام التيار الصدري بالعديد من الأعمال التي تصنف إرهابية, ناكرا أيها بعذر انه تيار عقائدي لا يمتلك جيشا أو مليشيات بالمفهوم العسكري, فقد اعتدى بالضرب على طلاب جامعة البصرة كلية الهندسة, وتقاتل بالسلاح المتوسط والخفيف ضد المجلس الأعلى للثورة الإسلامية, وهناك قائمة طويلة بهكذا أعمال تتعلق بما اعترف به التيار الصدري, إضافة الى أعمال اتهم بها ولم يعترف, مثل قتل السيد الخوئي, وقتل وتعذيب الأسرى في مرقد الإمام علي ( رض), انتهاك حريات النساء وإجبارهن على ارتداء الحجاب, تنفيذ التعذيب والإعدام بأفراد يعتقد بانتمائهم الى حزب البعث الشوفيني دون تقديمهم الى القانون, إرهاب الجماهير باستخدام المظاهر المسلحة للسيطرة على الشارع, وأمور أخرى يطول سردها. ( هذه عينة فقط فالحقيقة معروفة للأغلبية من بنات وأبناء الشعب العراقي) .
توجه السيد ممثل التيار الصدري بهذا التصريح الى ثلاث أطراف, الأول أتباع التيار الصدري وخاصة المتشددين والمتطرفين ممن تحت السيطرة ومن هم خارج السيطرة ( اعني المتبرعين بخدماتهم دون أن يطلب منهم ذلك), فهو يحرضهم على الانفلات وضرب القانون عرض الحائط أكثر مما هو عليه الآن من اجل اكبر سيطرة ممكنة على الشارع في كل مكان تصل يدهم اليه, فهو تيار لا يمتلك برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي يكسب به الجماهير, معوضا ذلك بالاعتماد على متهورين متشددين متطرفين, بدل إعلاء لغة القانون .
الطرف الثاني هو حلفاء التيار الصدري في قائمة الائتلاف العراقي الموحد, خاصة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية, والرسالة تقول أننا قادرين على تهيج الشارع وقت نشاء وقيادة الجماهير المتطرفة لإرهاب الجماهير المسالمة, وسحب البساط من تحتكم, أو القبول بقيادتنا لقائمة الائتلاف العراقي الموحدالطرف الثالث هم الأمريكان , والرسالة تقول, إن تعرضتم لنا سنحرض الجماهير ضدكم بحجة وقوفكم مع البعثيين والإرهابيين والطائفيين, ضد المظلومين والوطنيين والمسلمين الحق .
مع العلم أن هذا التصريح غير موجه الى قائمة التوافق العراقية, لأنها الأداة الضرورية والحجة الجاهزة لتنفيذ مخططات التيار الصدري, والجهات التي ينطوي تحت لوائها.
هذا التصريح يقصد به, أن التيار الصدري ليس تيارا إرهابيا وان كل ما يقوم به هو تكليف شرعي ضد العلمانيين والبعثتين والإرهابيين, والوقوف بوجه التيار الصدري يعني الوقوف ضد مصالح الشعب العراقي في إنهاء الإرهاب والاحتلال, وإعلاء كلمة الله التي أهدرها الآخرين, لأهداف علمانية وحزبية وشخصية .
سيؤدي هذا التصريح وبدون مقدمات الى إلغاء العملية السياسية, التي اشترك بها التيار الصدري لأهداف تظهر لنا تدريجيا, ومن ثم العودة الى نقطة الصفر, أو ما قبل الصفر, بفرض دكتاتورية جديدة ذات معالم مختلفة عن دكتاتورية صدام حسين, فللتيار الصدري الآن مليشيات بمعدات حربية متوسطة وخفيفة, تمكنها مبدئيا من تحقيق الحلم بقيادة الطائفة الشيعية أولا والعراق برمته ثانيا, من خلال إزاحة الشركاء الشيعة مثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية, حزب الفضيلة, بعض أفراد وقيادات حزب الدعوة, عدد من المراجع الدينية ذات النفوذ ألمليشياتي, القوى العلمانية. يقدم هذا التصريح وسط أتباع التيار الصدري, الى تفجير الطاقات بالمفهوم السلبي تجاه تخطي كل الحدود والخطوط التي يضعها القانون والأعراف التي ورثناها وحتى الشريعة الإسلامية, تماما كما فعلت حركة طالبان في أفغانستان.
إن المتضرر الأول من هذا التصريح, هو الشعب العراقي برمته, خاصة الأبرياء من بنات وأبناء الطبقة العاملة والفلاحين, ممن فقدوا أعمالهم وأمانهم ووسائل المعيشة الكريمة, نتيجة الأوضاع الأمنية المتردية, التي وصل إليها العراق على يد الصداميين والإرهابيين وعابري الحدود ومليشيات الاحزاب والحركات ذات الأهداف الضيقة, المتضرر هو الحركة العلمانية التي تعمل وتضحي بناشطيها, من اجل عراق حر متطور تحفظ فيه كرامة الإنسان, المتضرر هم أتباع التيار الصدري المتزايدين يوميا بحكم التخلف الذي يعيشه الشعب العراقي بفقدان فرص التعلم والعمل, المتضرر هم المواطنين ممن يعيشون في أحياء مختلطة قوميا ودينيا وطائفيا, المتضرر هو المحيط الإقليمي الذي ينتظر انتقال هذه الفوضى له, المتضرر هو الإنسان والفكر النير والعلمانية والحرية والديمقراطية.
أخيراًُ قد يقول قائل أنني لم أتطرق الى المسؤولية التي يتحملها السيد عدنان الدليمي, لأنه أما مخترق من قبل تنظيم القاعدة أو مشارك في الأعمال الإرهابية, أقول, إن ثبتت التهمة على المتهم ( احد أفراد الحماية الشخصية للسيد عدنان الدليمي) فسيكون الدليمي غير متهم لان الاعتراف لم يكن عليه, كما سيقول أن هذا الفرد مواطن عراقي قدموه الى القانون وحاكموه, كما أن هذا الموقف ممكن أن يتعرض له أي عضو من البرلمان في ظل هذه الظروف, وستقوم قائمة التوافق في إثارة أتباعها دفاعا عن نفسها وشرفها بوجه الاتهامات التي أكيلت لهم.
يقود العراق اليوم مجموعة من السياسيين الارهابيين, نحو مستقبل اظلم يسحق أجيال قادمة, ويهجر الكفاءات, ويهدر ثروات البلد البشرية والمادية. هؤلاء السياسيين يفتقرون الى الحكمة وحب الوطن واحترام حقوق الإنسان, يعملون على إنهاء الفكر العلماني الإنساني الذي يناضل من اجله عدد من الاحزاب التي خذلتها الجماهير, عندما لم تصوت لهم.
يتحمل المسؤولية لما حدث ويحدث الإدارة الأمريكية والبريطانية عندما تجاوزت صوت العقل, يشاركها السيد السستاني الذي إصر على إجراء الانتخابات لشعب لم يعرف الديمقراطية يوما, يشاركهم دول الجوار التي تعمل دون كلل على ضخ الارهابيين ودعم الصداميين في العراق, يشاركهم الدول العربية التي تنكرت للشعب العراقي عندما عطلت العملية السياسية ولم تدعمها, أما الاحزاب العراقية ذات المصالح الضيقة فهي التي بنت أعمالها على تركة صدام حسين, وأتباعه بعد سقوطه.