| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الثلاثاء 24/7/ 2012 ماجد فيادي كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
مهرجان الفرح في الذكرى الرابعة والخمسين لثورة 14 تموز المجيدة
ماجد فيادي
أقام التيار الديمقراطي في المانيا مهرجان الفرح لاحياء ذكرى ثورة 14 تموز المجيدة، فقد التقى بنات وابناء الجالية العراقية في مدينة هلدسهايم أيام 13 الى 15 تموز الجاري، قادمين من مختلف المدن. يوم الجمعة كان لقاء الاصدقاء والاحبة، ورغم وصولهم المتأخر فقد دارت الحوارات وتجاذبوا الذكريات حتى ساعة متأخرة من الليل. يوم السبت 14 تموز التأم شمل الجميع عندما استقبلهم حسن شاكر (أبو زينة) وهو يشوي الكباب العراقي الذي أعده عادل حسن (أبو داليا) وما أن وصل ماجد فيادي حتى عمل سائق تكسي بين محطة القطار ومكان المهرجان، أما الدكتور صادق أطيمش والدكتور صادق البلادي فقد عملا مستقبلين للضيوف وفي نفس الوقت يغسلون الاطباق لكي تكفي للوجبات الواصلة من الضيوف، استمر الحضور في حلقات الدردشة بين حوارات السياسة واخرى تتفقد الاحوال وثالثة تتناول الذكريات.
أعلن الدكتور صادق أطيمش بدء المهرجان بالقائه كلمة باسم التيار الديمقراطي في المانيا، تناول فيها منجزات الثورة في مختلف الميادين رغم قصر عمرها، مشيراً الى محاولات التشويه التي يطلقها البعض للنيل منها، بسبب تعارض مصالحهم مع مصالح الشعب العراقي، ثم تطرق الى أهمية هذا الاحتفال كونه يتزامن مع ضعف الخدمات وقلة فرص العمل وعدم الاستقرار الامني وانتشار الفساد الاداري والمالي وسط خلافات سياسية مفتعلة لمصالح حزبية ضيقة، ترتبت على التقاسم الطائفي القومي لتشكيل الحكومات المتعاقبة بعد السقوط والاحتلال، كما ذكر أن احتفالنا هذا يتزامن مع العديد من الفعاليات التي تقام في بغداد ومختلف المدن العراقية، كذلك مدن العالم التي يقطنها العراقيين.
قرأت الشاعرة وفاء الربيعي رسالة التهنئة التي بعثها الملتقى العراقي في لايبزك، ثم رحبت بالحضور معلنة عن برنامج المهرجان، فقد دعت الدكتور صادق البلادي لتقديم فقرة المسابقات بين المحتفلين، في طرح أسئلة تتعلق بالثورة من منجزات الى احداث وكذلك أسماء شخصيات وعناوين صحف، عندما بدء المسابقة بعرض تاريخي قصير عن معاناته وعائلته على يد الانظمة الملكية مؤكدا أنها لا تختلف عن معاناة باقي العراقيين، بعدها طلب من الحضور تشكيل فريقين فكان أحدهما للنساء والاخر للرجال، فكنت حكماً غير منتخب انحزت الى فريق النساء، لان المنافس كان رشيد غويلب الذي لم يترك لفريق النساء فرصة، وما أن وصلنا الى السؤال الاخير حتى اعلنت فوز فريق النساء 14 الى 7 فتعالت الاحتجاجات والتعليقات والنكات، فعلقت مازحاً أن اليوم هو 14/7 وزعت الهدايا وهي عبارة عن درع من الجلد يرمز لخارطة العراق وتنوع ثقافاته، اما فريق الرجال فقد نال علبة حلويات وزعها رشيد على الحضور، لكنه إستثناني منها ثأراً لخسارته الظالمة.
مثلت طريقة اللعب وطرح الاسئلة اسلوباً جديداً في الفعاليات الاجتماعية التي ينظمها التيار، وهي في نفس الوقت وسيلة سهلة وممتعة لايصال المعلومة الثقافية والسياسية، تفاعل معها الجمهور بشكل رائع.
قدم الزميل سامي الكرعاوي التهاني لبنات وابناء الديانة المندائية بمناسبة عيد (دهفة دمينا)، ثم تقدم احد أبناء الديانة المندائية بتحية الحضور وشكرهم على الدعوة، ثم حيا ثورة 14 تموز ومنجزاتها العظيمة. بعدها قدم سامي مجموعة من الافلام عن الثورة واغاني قديمة تفاعل معها الجمهور واحبها. استغل الدكتور صادق البلادي الفرصة فوزع على الجمهور الحلوى متمنياً لهم حياة سعيدة. كان للشاعر عريان السيد خلف حضوراً متميزاً بقصيدة عنوانها عتب، وبعدها اغنية للراحل محمد القبنجي عن ثورة 14 تموز.
ولاستذكار معاناة الطفولة العراقية التي جاءت الثورة لتنقذهم منها، عرض فلم وثائقي تناول الفقر وتأثيره على الطفولة، وكيف يقوم الاطفال بصنع العابهم بانفسهم من مخلفات الاشياء التي تستخدمها العائلة، صور الفلم بيوت الصفيح التي يعيش بها الفقراء، فتذكر الحضور احد منجزات ثورة 14 تموز في بناء مدينة الثورة، التي كلما جاء نظام جديد سرق اسمها لمصالح سياسية.
بعد استراحة قصيرة التأم الشمل بقراءات شعرية للدكتور حسين جهاد القادم من هنكاريا بصحبة ابنته الصغيرة التي تحاول تعلم اللغة الالمانية، بعده تقدم الشاب حسين العامري بقصيدة، واختتمت فقرة الشعر بقصيدة للشاعرة وفاء الربيعي.
قبل أن يبدأ العشاء وزعت الهدايا على الفائزة بمسابقة الشطرنج انعام جواد، وهدية الفائز بمسابقة الطاولي الدكتور غالب العاني.
ما أن بدأ الاعلان عن العشاء حتى وقف طابور على الشواية منهم من يطلب من ماجد فيادي قطعة دجاج واخر كباب، فلم تسعفني الشواية رغم كبرها فالضيوف هجموا مرة واحدة، حينها جاء العون من أبو زينة والسيدة انعام جواد والصديق مهند شياع، والسيدة ليلى (ام لينا).
في ختام الحفل قدم الشاب الفنان دوري القادم من برلين مجموعة من الاغاني العراقية على آلة الكيتار، ردد معها الجمهور وتراقصوا على انغامها، حتى أنهم سبقوا الفنان في الغناء، كان الفرح يشع من العيون، والكلمات تنقل مشاعر التضامن مع العراقيين في الوطن والتمنيات لهم بحياة افضل، ومع تقدم الوقت وعبوره منتصف الليل ابدع الفنان دوري بتقديم مجموعة من الاغاني بلغات اسبانية وفرنسية تعبر عن تضامن الشعوب، ولم يتوقف عن الغناء حتى الساعة الثانية صباحا.
كان الحضور من العوائل والشباب، شاركهم الشباب من ذوي الشعر الابيض، تميزوا جميعاً بالحيوية والتالق والمرح، كان يوماً استذكر فيه الجميع ثورةً جاءت من اجل الفقراء، قدمت لهم منجزات يعيش على ذكراها العراقيون لليوم، اغتالتها عصابة من القتلة الشوفينيين، بالتآمر مع قوى الاستعمار الاجنبي، وتواطؤ القوى القومية من الدول العربية.
يوم الاحد وبعد الفطور عاد الجمهور كما جاءوا على أمل اللقاء من جديد في مناسبة وطنية أخرى، شاكرين أعضاء التيار الديمقراطي على هذه الدعوة وحسن الضيافة.