| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد فيادي

saliem200@hotmail.com

 

 

 

الخميس 22/10/ 2009

 

نحن جاثمون على قلوبكم

ماجد فيادي

هكذا ببساطة يجري التلاعب بمصير الشعب العراقي, في برلمان لا يحمل في طياته أكثر من اسم باهت المعاني, مجلس النواب, طالما كان هذا المجلس بطل لمسرحيات أبطالها النواب والوزراء وجمهورها الشعب العراقي, قدموا وبلا ملل العديد من المسرحيات وبعناوين مختلفة منها,, تغيير رئيس الوزراء بعد مداولات مارثونية, المحاصصة في تقسيم الوزارات, الوزارات السادية, رواتب النواب المليونية, سفرات الحج السياحية, نفاذ السقف الزمني للمادة 140, المناطق المتنازع عليها, عدم اكتمال النصاب القانوني, غياب نواب معينين لمدة أكثر من عام, نواب زعماء للإرهاب, وزير الثقافة إرهابي, تصاعد عمل الإرهابيين, هيئة الرئاسة تعرقل تنفيذ القوانين المشرعة, أعيدوا القوانين الى البرلمان من هيئة الرئاسة, إقالة رئيس المجلس, انتخبوا رئيس جديد للمجلس, ميزانية الدولة بين ارتفاع وانخفاض أسعار النفط, الموازنة التكميلية لا مصادقة عليها, الأزمة المالية, الانسحاب من الحكومة وإسقاطها, منح الثقة للوزراء التعويضيين, البرلماني والإرهابي محمد الدايني, انتخابات المجالس المحلية, وزير التجارة حرامي, استجواب الوزراء لأسباب انتخابية, (( أما أسوء مسرحية فهي بعنوان)) قانون الانتخابات.

هذه العروض السيئة إنما هي بعيدة عن كل التقاليد البرلمانية, فالإرهاب البرلماني متعدد الأشكال, دون أن نسمع يوما أن فلان قد فصلته كتلته أو استقال خجلا مما عمل ( باستثناء السيد محمود المشهداني والذي استقال لأسباب الراتب الضخم جدا) أو أن خجل برلماني من تغيبه للجلسات, إنما ذهب البعض لتبريرها دستوريا, أما الدستور المسكين فقد تحول الى مسمار جحا وأحياننا قميص عثمان, شيئا فشيئا تسلل الجمهور من صالة العرض وانصرف الى تسيير شؤونه بنفسه, مما حذا بالعديد من البرلمانيين الى الانسحاب من خشبة المسرح لأخذ استراحة محارب سيئ.

لا يمكن أن ننكر أن مجلس النواب قام ببعض أعماله في تشريع بعض القوانين التي تصب في تسيير حياة المواطنة والمواطن العراقي, والتي لا يمكن لها أن تخلق حالة تصادم مصالح بين الكتل المتنافسة في البرلمان, والتي انقسمت على نفسها وإعادة تشكلها من جديد لأهداف طائفية وقومية وانتخابية للبقاء جاثمة على قلوب المواطنة والمواطن العرقي.

اليوم تحول اغلب مجلس النواب الى قطيع من الغنم, غير قادر على اتخاذ القرار, في إقرار قانون انتخابات جديد بديل لقانون 2005 سيئ الصيت, وفي حركة مسرحية تقرر رئاسة مجلس النواب تحويل الموضوع الى المجلس السياسي, الذي يتشكل في أساسه من رؤساء الكتل, لاتخاذ القرار وإبلاغ القطيع ( النواب) من اجل التصويت على القرار المطبوخ.

هكذا مسرحيات سيئة ستؤدي الى إحجام الشعب العراقي عن المشاركة الفعالة في الانتخابات القادمة, ويبدو لي أن هذه النتيجة هدف تسعى له عدد من الكتل الكبيرة بعد أن شعرت بتمرد المواطنة والمواطن العراقي عليها, والخلل الذي أحدثه انسحاب المرجعية الدينية من التدخل في الشأن السياسي, وخروج تظاهرات مطلبية بعد أن فهمت الجماهير أن المرجعية الدينية لن تقف حجر عثرة أمام طلباتها, أملا في اقتصار المشاركة الانتخابية على قواها المستفيدة منها, والتصويت لها للبقاء جاثمة على قلوب العراقيين في مسرح البرلمان العراقي, خاصة وأنها ( الكتل الكبيرة) لم تفي بالوعود التي قدمتها لناخبيها في انتخابات المجالس المحلية.

هنا جاء دور القوى الديمقراطية والجماهير المتضررة في اخذ دورها, فعلى الأولى أن تتضامن وتتحالف تحت راية خدمة الجماهير وتشكيل ثقل انتخابي مهم, وفضح كل الممارسات السلبية للكتل المستفيدة على حساب العراقيين, والثانية في المشاركة الفعالة في الانتخابات, واختيار القوى الديمقراطية التي وقفت وتقف الى جانب مصالح الشعب العراقي, كي لا تجثم الطائفية والقومية والحزبية الضيقة والمليشيات الإرهابية على قلوب العراقيين في مسرح البرلمان العراقي.




 

free web counter