كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الأحد 21/9/ 2008

كنا في حضرة كامل شياع ماجد فيادي لم أكن اعلم عندما شاركت ضمن فريق عمل مهرجان اللومانيتيه في باريس الكثير عن التحضيرات التي هيئت للفعالية من قبل منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فرنسا تحت اسم جريدة طريق الشعب, فقد جرت العادة على تقديم العديد من الفعاليات السياسية والثقافية, في زحمة السلام والتحايا والقبلات العراقية المعبرة عن الحب الاجتماعي وعبارات التفقد والسؤال عن الأحوال والمرور بكل فرد بابتسامات وضحكات تخرج من القلب وتصل الى الطرف الآخر دون تكلفة, كان لابد أن تستوقفك لوحة جدارية تتوسط الخيمة فوق مسرح صغير احتضن بالحب فعاليات الفنانة شروق الحلوائي وفرقة الاستعراض للفلكلور العراقي لمنظمة الأنصار الشيوعيين, هذه اللوحة لشهيد الثقافة كامل شياع رسمها الفنان صلاح جياد. خلال أيام المهرجان كنت أشاهد العديد من المشاركين ضمن خيمة طريق الشعب يقفون قريبين جدا من هذه اللوحة يطالعون بها, كأنما يحادثون كامل شياع ويسألوه عن المجرم الذي خطفه من بيننا في لحظة كره لم تكن ضمن مفاهيم كامل الإنسانية التي نشرها عبر العديد من النشاطات الثقافية التي ساهم بها والمقالات الفكرية التي نشرها في مجلة الثقافة الجديدة وطريق الشعب والعديد من الصحف العراقية والمواقع الالكترونية. وزع خلال المهرجان ضمن فعاليات خيمة طريق الشعب, هويات علقت على صدور المشاركين تضمنت صورة للشهيد كامل شياع وعبارة كتب عليها كلنا كامل شياع, ولأنني وصلت متأخرا للمهرجان فلم احصل على هذه الهوية, عندما طلبت هوية أسوة بغيري من محبي كامل شياع ومحبي الثقافة, تعذروا مني لان العدد الموجود قد نفذ ولم تبقى واحدة, كان من حصل على إحدى هذه الهويات يعلقها على صدره بفخر وحب طيلة أيام المهرجان حتى عندما يغيروا ملابسهم من يوم الى آخر, كانت الهويات تبقى معلقة على الصدور طيلة اليوم. خلال أيام المهرجان قدمت الفنانة شروق الحلوائي على مسرح خيمة طريق الشعب العديد من ألاغاني العراقية والعربية التي شدت بها جمهور المستمعين الذين استمتعوا بغنائها, كما قدمت مجموعة من المشاركين في الخيمة عرض أزياء ورقصات فلكلورية جميلة بعد أن تركوا مواقعهم في الإعداد للفلافل والكباب والشاي العراقي أبو الهيل, قدم هذا الغناء والعرض أمام صورة شهيد الثقافة كامل شياع ونحن نقول له ليس لرصاصة أطلقت من فوهة مسدس بيد جاهل قيمة ومكانة الضحية أن توقف الفكر الإنساني من الاستمرار في الإبداع. حقا كان جميع الحاضرين كامل شياع بما يحملوه من فكر إنساني منفتح على الجميع, يجيدون الفرح ويستمتعون به رغم كل صعوبات الحياة, رغم خسائر العراق التي لا تحصى ولا تعد, ولعل السر يكمن في الفكر الإنساني الذي يحملوه, عبر مفكرين عراقيين أمثال شهيد الثقافة كامل شياع.