| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد فيادي

saliem200@hotmail.com

 

 

 

                                                                                      الثلاثاء 21/6/ 2011

 

الطاقة النظيفة هم اوربي بامتياز

ماجد فيادي

يعود تاريخ اكتشاف النفط للولايات المتحدة الامريكية في العام 1945، وما أن ادرك العالم اهميته في استخدامات الطاقة حتى قامت دول اوربية استعمارية، بالبحث في دول الشرق الاوسط، لتكتشف بريطانيا اهم منجم للنفط في منطقة الخليج العربي، وبتوالي اكتشاف ابار النفط وتطور التكنلوجيا، صار النفط ومن بعده الغاز، اهم مصادر الطاقة، وادى استخدامهما المفرط الى ارتفاع نسبة الكاربون في الغلاف الغازي للكرة الارضية، وتغيرات كبيرة في المناخ، دفعت العلماء الى البحث عن الطاقة النظيفة.

إهتمت مجموعة من المهندسين العراقيين المقيمين في اوربا بمتابعة مشاريع وافكار ترتبط بالطاقة النظيفة، أملا في اللحاق بركب التطور العلمي، و الاهتمام بآخر ما توصل له العالم في هذا المجال، لهذه الاسباب ولقدراتهم العلمية، اقام الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولون امسية علمية عن الطاقة النظيفة بتاريخ 2011/6/4، استضاف فيها المهندس هيثم الطعان والمهندس عبد اللطيف الشيخلي، لتعريف الجمهور بمراحل تطور الطاقة النظيفة، وفكرة عراقية المانية لتوليد الطاقة الكهربائية بدون تلوث بيئي.

تحدث المهندس هيثم الطعان عن مشروع (ديزيرتك) الالماني بتمويل من كبريات الشركات الالمانية مثل البنك الالماني وشركة سيمنز وبدعم من الحكومة،لانتاج الطاقة الكهربائية من اشعة الشمس الساقطة على صحراء شمال افريقيا والشرق الاوسط، يوفير 15% من حاجة اوربا للكهرباء وكل افريقيا والشرق الاوسط من الكهرباء والمياه النقية ابتداء من عام 2050، كما انتقل الى حجم تكلفة المشروع الاساسية والبالغة 400 مليار يورو، معرجا على معوقات انشائه من جوانب علمية واقتصادية وسياسية، مؤكداً أن اوربا ماضية في مشروعها رغم كل الصعاب.
وخلال شرحه لتنقنية عمل المشروع تناول المعوقات الفنية التي يطرحها مناوئي المشروع، مثل بعد المسافة بين افريقيا واوربا، فقدان الطاقة المنقولة، وتأثير الظروف البيئية كحركة الرمال والعواصف الرملية، اضافة الى مشكلة تعاقب الليل والنهار، وضرورة انتاج الطاقة ليلا دون الحاجة الى الشمس.


كما تناول تاثير المشروع على خلق حالة الاستقرار السياسي و الاقتصادي على المنطقة كلها من خلال التاثيرات المباشرة والغير مباشرة على الاوضاع السياسية في البلدان المعنية.

ثم طرح المهندس عبد اللطيف الشيخلي فكرة مشتركة مع مهندس الماني، سعيا لتوليد الطاقة الكهربائية من الماء، عبر مخطط يوضح امكانية تبخير الماء ضمن دورة مغلقة ومن ثم اعادة تكثيفه للاستفادة من الطاقة الكامنة عند سقوطه لتحريك توربينات تولد الطاقة الكهربائية، واشار الى أن الطاقة المستخدمة لتسخين الماء يمكن ان تأخذ من اشعة الشمس أو وسائل اخرى ذات تكلفة قليلة، كما وضح أن كفائة انتاج الطاقة من هذه الدورة المغلقة يصل الى 99%، لكن العائق امام هذه الفكرة، يكمن في الحصول على راعي مالي لتنفيذ المحطة واجراء التجارب.

بعد حديث المهندسين طرحت الاسئلة من قبل جمهور الامسية، ودار نقاش عكس مدى اهتمام الجالية العراقية بالطاقة النظيفة، ورغبتهم في نقل هذه التكنلوجيا الى العراق خدمةً للشعب العراقي، كيف لا والمانيا تعد البلد الرائد في انتاج الطاقة النظيفة.

يذكر أن المانيا وبعد انفجار المفاعل الننوي جيرنوبل ومن بعده انفجار مفاعل فوكوشيما، تصاعد النقاش السياسي عن اهمية الطاقة النظيفة، وضرورة انفاق الاموال لتحقيق مشاريع تزود البلاد بالطاقة دون الخوف من اخطار مستقبلية، تضر بالبيئة والانسان معاً، حتى دخلت الطاقة عامل حسم في الانتخابات المحلية لصالح حزب الخضر، مما يعكس وعي الشعب الالماني باهمية البيئة والطاقة النظيفة.

 

 

free web counter