ماجد فيادي
الأحد 1/4/ 2007
شموعنا لن تنطفئ
ماجد فيادي
من الصعب القول في مكان, أن عمر الحزب الشيوعي العراقي ثلاثة وسبعون عاما, لان في هذا ظلم لطلائع الشيوعيين العراقيين قبل هذا التاريخ, لكن جرت العادة على تثبيت تاريخ معين لغرض الاحتفال به, عليه فان شموع الحزب الشيوعي العراقي الثلاثة والسبعين, قد أوقدها مناضلون ضحوا بالكثير من اجل التأسيس لهذا الفكر المتقد منذ انطلاقه.
اليوم والعراق يمر بمرحلة لا يختلف عليها اثنين, إنها مفصلية وانتقالية, يقف الحزب الشيوعي العراقي مع جماهيره, من الأصدقاء والمؤيدين, بوجه المغريات التي ضعف أمامها الآخرين (دون تحديد), بالانتقام والفساد الإداري والطائفية
المقيتة والقومية المتعصبة والحزبية الضيقة والسعي الى السلطة بأي ثمن, كل هذا وذاك لم يوقع الشيوعيين في فخاخها, بل على العكس فقد نبهوا الى العديد من هذه الفخاخ قبل الوقوع بها, وقدموا الحلول التي أدار لها الجميع ظهورهم ليعودوا لها دون الاعتراف بدور الحزب الشيوعي العراقي في طرحها, بل ذهب البعض الى التبجح الإعلامي في نسبها لنفسه, لكن هذا لم يثني الشيوعيين في التفاني بخدمة الشعب العراقي والسعي لوضعه على درب الخلاص في الاستمرار بتحليل الأوضاع وتقديم الحلول المناسبة والممكن تطبيقها.
يستند الحزب الشيوعي العراقي على تاريخه, معتمدا على النظرية الماركسية في تحليل التاريخ واستشفاف المستقبل, تنير أفكاره, شموعه الثلاثة والسبعين التي لم تنطفئ, وشهدائه الذين لم ولن يبخلوا على الوطن بدمائهم الزكية, كما يعتمد على واقع الشعب العراقي, المتعدد الأفكار والقوميات والأديان والطوائف, في طرح القضايا وحلولها.
هناك من يعتقد أن الشموع تنطفئ, لكن هذا فقط عندما تكون خالية من الفكر, فهي تقدم خدمة وينتهي دورها لحظة انطفائها, لكن عندما تحمل هذه الشموع فكر وأحاسيس وطموح وأمال, فإنها تبقى ما دام الفكر باقيا, متقدة تشتد نورا كلما تقدم الزمن بها.
يقدم الحزب الشيوعي العراقي اليوم, نموذجا رائعا للشعب العراقي, يتميز به عن باقي الاحزاب والتيارات الفكرية الأخرى, فهو يقدم نموذج علماني ملتزم بخدمة الشعب العراقي, ولا يستغل الوضع الراهن بما فيه من فرص يسهل استغلالها, يقدم نموذج يوازن بين دراسة أخطاء الماضي والواقع الجديد للعراق, وما يشفع له أخطائه الحالية أنه يكاد الحزب العراقي الوحيد الذي يعيد دراسة مواقفه وينتقد أخطائه ويصححها, وهو الحزب العراقي الوحيد الذي ينتهج مبدأ الديمقراطية والانتخابات داخل تنظيماته, وهو الوحيد الذي أعلن نظامه الداخلي وبرنامجه السياسي للمناقشة العامة قبل إقرارها.
الحزب الشيوعي العراقي يقدم اليوم, نموذج بشموعه الثلاثة والسبعين التي لن تنطفئ, يقدم نموذج سيغير خارطة العراق السياسية, إن أراد الشعب العراقي التقدم نحو الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.