| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد فيادي

saliem200@hotmail.com

 

 

 

الأحد 11/1/ 2009


 

منتخب العراق لكرة القدم تتقاذفه أقدام السياسيين

ماجد فيادي

لم تكن نتائج المنتخب العراقي لكرة القدم في خليجي 19 مفاجئة, بل هي طبيعية لتاريخ العراق الكروي منذ بدأ الحرب العراقية الإيرانية وتولي عدي صدام حسين لزعامة الرياضة العراقية, عندما كان يعامل الرياضة بانتقائية, مسخرا إياها لمصالحه الذاتية, كانت نتيجة هذه السياسة الدكتاتورية موت أنواع كثيرة من الرياضات, كان العراق يمثل رأس الرمح من خلالها للرياضة العربية, مثل كرة السلة والطائرة وكمال الأجسام والملاكمة والشطرنج وغيرها, ناهيكم عن دوره في قتل الرياضة النسوية بشكل لا يصدق.

في الأمس القريب وبعد سقوط الصنم, لم يحصل للرياضة العراقية طفرة نوعية نحو الأفضل, وهي حالة منطقية لان كل شيء في الحياة حتى يتطور يحتاج الى عدة عوامل منها التخطيط والإنفاق والوقت, كل هذا لم تحصل عليها الرياضة العراقية, بسبب الاحتلال ودور قوى الإرهاب والظلاميين وسياسة المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية للقوى السياسية العراقية.

هذا بشكل عام, أما ما يخص منتخب كرة القدم فله خصوصية, لان كرة القدم تعد الرياضة الأولى في العالم, ثم امتلاك العراق لمواهب احترفت اللعب في دول خليجية وآسيوية وافريقية (دون الرياضات الأخرى), اجتمعوا على يد مدرب مغمور أوصلهم بسبب الحالة النفسية للاعبين, المتأثرة بظروف العراق الأمنية, وهم يبحثون عن فرحة عراقية ولو في ميدان غير ساحة المعركة الحقيقية ضد الإرهاب, هذه المواهب فجأة حصلت على الأنوار في بطولة أمم آسيا لتخطف البطولة والكأس, فتشعل الشارع العراقي بلهيب من المشاعر الوطنية الفياضة, مكتسحين من يقف أمامهم من قوى سياسية ودينية وقومية تحاول اخذ العراق الى بر التجزئة الطائفية والقومية والحزبية تحاول جني مكاسب ضيقة على حساب الشعب العراقي.

في عودة لاستمرار استخدام الرياضة لمصالح سياسية, فقد عملت اللجنة الاولمبية العراقية على زج كرة القدم في نزاعات لأطراف المفروض بها تجمع العراقيين ولا تفرقهم, ولم يقتصر هذا الدور عليها بل امتد الى الأطراف السياسية الفاعلة في الحكومة العراقية, فانحازت لجهة دون أخرى, عندما انتبهت لأهمية الرياضة ودورها في تسييس الشعب العراقي. السيد حسين سعيد يقيم في عمان ويعلن انه لا يعود للعراق خوفا على حياته من الاغتيال, السادة المنافسين يتهمون حسين سعيد بالتخطيط لاغتيال احمد مكية, مستشار السيد رئيس الوزراء يقترح حل اللجنة الاولمبية وإجراء انتخابات مبكرة, اشتداد ألازمة وإدخال الفيفا طرفا فيها, وتهديدات بحرمان العراق من المشاركات الدولية, سبق ذلك إقالة السيد فييرا مدرب المنتخب العراقي لأسباب تترنح بين قلة الكفاءة وعدم القدرة على دفع اجوره المالية, الاحتفال بالمنتخب العراقي في الإمارات العربية يتخلله عزف السلام الجمهوري للنظام السابق, إهمال واضح للمنتخب خلال بطولة أمم آسيا عندما اضطر للانتظار فترة طويلة بعد البطولة لانه لا توجد طائرة تنقله الى العراق, بعد البطولة عيين السيد عدنان حمد مدربا للمنتخب العراقي ليشترك في بطولة خليجي 18 ثم يقال ويحرم من تدريب المنتخب الى حين, لانه خرج من الأدوار الأولى للبطولة, لحقه خروج العراق من بطولة كأس العالم.

هنا جاء دور المنقذ السياسي الذي لم يتردد إعلاميا من استغلال الفرصة في الدعاية الانتخابية, عندما تدخل السيد على الخطيب في الاتصال بالفيفا وترتيب عقد تدريب للسيد فييرا, ينقذ من خلاله اسود الرافدين الجريحة في لعق جراحها, والنهوض من جديد, هنا لابد أن نتساءل, هل السيد علي الخطيب خبير رياضي ؟؟؟ هل مارس كرة القدم عبر أي نادي عراقي ؟؟؟ هل يمتلك شهادة تدريبية بكرة القدم ؟؟؟

في كل الأحوال الكل أنتبه الى جوهرة اسود الرافدين, والدور الإعلامي الذي لعبوه في توحيد الشعب العراقي, مكسرين كل الفواصل التي فرضها الارهابيين والاحتلال وأغلب الأحزاب السياسية, منذ السقوط الى يومنا هذا, ومن قبله دور الدكتاتور في خلق حالة غير طبيعية بسياسته الرعناء ( أذكركم بانسحاب العراق أمام الكويت ليفسح له المجال بالحصول على كأس الخليج لأسباب سياسية).

إذن تضافرت الجهود ليس في رفع شأن الرياضة العراقية, بل في أخفات بريق جوهرة اسود الرافدين, كي لا تستغلها جهة سياسية دون أخرى, أتساءل أين السيد علي الخطيب بعد هذا الفشل في بطولة خليجي 19؟؟؟

أين السيد حسين سعيد وهو يقود المنتخب من فشل الى آخر؟؟؟ لماذا حضر السيد حسين سعيد تكريم المنتخب الوطني في دبي, ولم يحضر مباراته في ايطاليا, عندما لعب ضد نجوم العالم المحترفين في ايطاليا؟؟؟

هو تساؤل لكل السياسيين الذين استغلوا نجاح اسود الرافدين في أمم آسيا, أين أنتم من البطل العالمي العراقي بكمال الأجسام بوزن 65 كيلو غرام؟؟؟

هي حكمة قالوها... الهزيمة يتيمة, والنصر له ألف أب.

 

free web counter