ماجد فيادي
صورة واحدة تبعث الامل
ماجد فيادي
لم يجد المتابع لأداء الحكومة العراقية, ما يوحي بالجدية في اصلاح النظام, بل على العكس يجد هناك اصرار على الاستهزاء بعقلية المواطنة والمواطن العراقي, خاصة ممن خرجوا في تظاهرات مطلبية, ومصرين على مواصلتها.
كل ما قدمته الحكومة, جملة من الكلام المعسول, وطلب مهلة للشروع بالاصلاح, مع امتصاص لنقمة الجماهير في تقديم استقالة هنا وهناك, من قبل بعض المحافظين, رافق ذلك خطب رنانة في البرلمان العراقي, يفهم منها أن المخطأ احد كائنات المريخ, وليس الحكومة أو البرلمان العراقيين.
من الامور المخيبة للامل في الاصلاح, رمي الكرة بين المجالس المحلية والمحافظين والحكومة والبرلمان, والكل يدعي انه غير مسؤول, ولم نعد نعلم هل الشعب هو المسؤول عن هذه الفوضة والفساد المالي والاداري؟؟؟ قد يكون ولماذا التهرب من المسؤولية, خاصة وقد عبر عن ذلك بتظاهرة الندم, معترفاً بالخطأ في انتخاب من لا يستحق الانتخاب.
لكن هناك من يقول أن الشعب تجاوز الهويات الفرعية, وقد تظاهر في كل المحافظات, معلناً أن الانتماءات الضيقة, لم تعد تنفع للسكوت على كل الفساد والمفسدين والمزورين من اتباع الاحزاب الطائفية والقومية, فلماذا لا تعترف هذه الاحزاب بتقصيرها لترتقي الى مستوى الشعب العراقي؟؟؟
صور لا تبعث على الامل في حل المشكلة, التقطت جميعها بعد قيام التظاهرات المطلبية .
صورة من مجلس محافظة بابل, وهو يرفع جلسته منقسما على نفسه, في انتخاب محافظ جديد, ومطالبة باستحداث منصب نائب ثاني للمحافظ .
صورة من مجلس النواب, عندما يقرأ النائب يونادم كنا تقرير اللجنة المكلفة بتلخيص مطالب المتظاهرين, دون الاشارة الى تقليص الوزرارت أو الغاء الحقائب الوزارية أو تقليص نواب رئيس الجمهورية والوزراء والبرلمان, مع تفادي الاشارة الى تشريع قانون الصحفيين وتعديل قانون الانتخابات .
صورة من مكتب رئيس الوزراء, وهو يرسل قوة من الشرطة لغلق مقر الحزب الشيوعي العراقي وجريدته طريق الشعب, وقوة اخرى لغلق مكتب حزب الامة .
صورة من المنطقة الخضراء, الوزير السابق فلاح السوداني وهو في الاقامة الجبرية في احد قصور الدكتاتور صدام حسين, متنعما بكل وسائل الترفيه, دون تقديمه الى محاكمة حقيقية, في حين تعرض العديد من العوائل الفقيرة في زمنه الى الحاجة, نتيجة سوء وفقدان مفردات البطاقة التموينية .
صورة للبرلماني عباس البياتي وهو يقول في مقابلة تلفزيونية, أن مدة المئة يوم ليست لتقييم الوزراء, بل هي للشروع في تحسين الاداء الوزاري .
صورة للجنة برلمانية, تتحدث عن تقليص وتحديد رواتب المناصب العليا, دون الاشارة الى المنح والمكافئات والتقاعد الذي يتلقاه البرلمانيون والوزراء والمجالس المحلية والمحافظون ووكلاء الوزراء, على خدمة قصيرة جدا في عمر الزمن لا تصل الاربعة سنوات عمليا.
صورة لآمر لواء الرد السريع نعمان داخل, وهو بالجرم المشهود, في استلام رشوة, لكن حمايته تضرب اعضاء هيئة النزاهة, لتسمح له بالفرار الى جهة مجهولة.
صورة للسيد رئيس الجمهورية, وهو يصف كركوك بقدس الاقداس للشعب الكردي .
صورة للسيد ابراهيم الجعفري, وهو يدافع عن حقوق الشعب العراقي في البرلمان, متناسياً انه استلم كامل رواتبه في البرلمان السابق, دون أن يحضر 99,99% من جلساته .
صورة للسيد اياد علاوي, وهو يتخلى عن مجلس الدراسات الستراتيجية, بعد مباحثات دامت عام كامل, وشغلت البرلمان عن عقد جلساته, والقيام بواجباته تجاه الشعب العراقي .
صورة للسيد المالكي, وهو يرمي بالمسؤولية على البرلمان العراقي, في تأخير تشريع القوانين التي تسهل عمل حكومته .
صورة لوزارتي الداخلية والدفاع, وغرفة الوزيرين خاليتين, لان الكتل البرلمانية لم تتفق على تسمية وزيريهما, بعد عام على الانتخابات .
الحقيقة أن البرلمان والحكومة والمجالس المحلية والمحافظين في عموم العراق, يتحملون المسؤولية لما جرى ويجري, فقد بلغ الفساد المالي والاداري مستوى لم يعد بالامكان اخفائه, وقد انفقت من الاموال ما يساوي مليارات الدولارات, دون أن يحصل الشعب العراقي على ما يوازيها من خدمات, في حين ينعم المسؤولين من احزاب السلطة بكل الامتيازات التي كانوا ينتقدون النظام السابق عليها .
صورة لا يمكن تفاديها لشبيبة عراقية رائعة وهم يقطعون عشرات الكيلومترات, مشيا على الاقدام, للمشاركة بالتظاهرات المطلبية, ليرسموا تقليداً جديداً, لشعائر وطنية عراقية خالصة .
إن ما يريده الشعب العراقي, بعديدا عما تقوم به الحكومة والبرلمان من ترقيعات, فالمفسدين والمزورين من اتباع الاحزاب الحاكمة, لا يزالون بعيدين عن المحاسبة, ويشغلون المناصب الحساسة, التي تسمح لهم بارتكاب اكبر السرقات والجرائم, والهرب خارج العراق كما فعل, آمر لواء الرد السريع نعمان داخل, ومن قبله ايهم السامرائي وحازم الشعلان وفلاح السوداني ومحمد الدايني وما خفية كان اعظم .