| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

موسى فرج

 

 

 

                                                                                     الأربعاء 2/3/ 2011

     

مظاهرات شباط العراقية تقتفي أثر .. عواصف التغيير في المنطقة العربية ...

موسى فرج  

مصر بدأت تحصد ثمار التغيير وتونس أيضا وتكاد ليبيا .. ثورة التغيير اجتازت رياحها اليمن والبحرين لتحط اليوم في مسقط وأيضا في السعودية التي باتت تواجه المطالبات الرسمية بالإصلاح السياسي ، والإصلاح السياسي المطلوب في السعودية تكاد بنوده تتطابق مع بنود الإصلاح السياسي المطالب به في العراق ..فهل أن تضحيات العراقيين للفترة الممتدة بين آذار 1991 وآذار 2011 ذهبت أدراج الرياح وباتت الحالة العراقية التي كان يفاخر بها الساسة في العراق لغاية أسابيع مضت متخلفة ...وتجاوزتها رياح التغيير التي انطلقت في المنطقة العربية لتقتحم الصين ؟.. هل أن النظام السياسي القائم حاليا في العراق قادر على توفير متطلبات المعيشة والخدمات والأمان للشعب ؟ ..هل أن النظام السياسي القائم حاليا في العراق يتصف بالاستقامة ؟.. هل أن النظام السياسي القائم في العراق حاليا ديمقراطي ؟..هل أن النظام السياسي القائم حاليا ودون الإصلاح السياسي الجذري قادر على توفير متطلبات المعيشة والخدمات والأمان للشعب ؟..هل أن النظام السياسي القائم حاليا في العراق قادر على استيعاب فكرة الإصلاح السياسي ؟.. وفي حال عجز النظام السياسي القائم في العراق حاليا عن توفير المتطلبات المعيشية للشعب وبعيدا عن الاستقامة ولا يحتكم على مقومات الديمقراطية ولا يمكنه توفير مقومات معيشة الناس دون إصلاح سياسي جذري وفي نفس الوقت غير قابل لاستيعاب فكرة الإصلاح السياسي وفي ظروف اجتياح عاصفة التغيير للمنطقة العربية وبلوغها مشارف الصين .. هل ينتهي الأمر بإسقاطه ؟..ما هي الفرص المحتملة لإصلاح النظام السياسي في العراق ؟ وما هي احتمالات سقوطه ..؟ كم هو حجم وعمق الخطل الذي ترتكبه الحكومة والطبقة السياسية في العراق .. إن لم تحسب للأمر حسابه وتمنحه حق قدره ..؟.. . 1 . ثبت عمليا نجاح الثورات الشعبية الشبابية في تونس ومصر وليبيا في إحداث التغيير الانقلابي لأنظمة الحكم المستبدة والفاسدة وبوقت قياسي وتضحيات قليلة رغم التفاوت بين تونس ومصر وليبيا (ولا يعني هذا بخس التضحيات حق قدرها) .. ولكن التضحيات التي سبق لتلك الشعوب إن دفعتها بين قمع وقتل وسجون في مسيرتها مع أنظمة الاستبداد والفساد أكثر جسامه ، والتضحيات المترتبة عن بقاء تلك الأنظمة أكثر جسامة بكثير .. .

2 . ورغم أن النتائج السياسية والاجتماعية والاقتصادية المترتبة على نجاح تلك الثورات لم تظهر كاملة على الأرض وتحتاج إلى وقت ليس بالقصير ، إلا أنها كانت حاسمة في انجاز الصفحة الأولى من الثورة وهي تقويض أنظمة الحكم وإسقاطها وحتما ستكون النتائج اللاحقة منسجمة مع ذلك وان لم يحصل التطابق كليا وقد بدأت الصفحات التالية منها تظهر تباعا فقد استقال الغنوشي اليوم وسبقه إلى ذلك زميله المصري ، وبدأت التغييرات الجذرية في الدستور المصري تظهر وتلاحقت قضايا اعتقال رؤوس الفساد ومواجهة القضاء المصري لهم .. .

3 . عندما تسقط رؤوس الحكم ينهار معها هرم القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي كانت منصة تعتليها و حاضنة منتفعة من وجودها وسورا لحمايتها ..وتسقط أيضا الممارسات والمناهج التي تحولت إلى ثوابت وقيم وسياسات عامه في مجالات الحكم والسياسة والاقتصاد والمجتمع وهذا ما يحصل بالفعل في مصر وتونس لذلك فان تلك الثورات ناجحة بكافة المقاييس ومنتجة ومثمرة وفق كافة الاحتمالات ( لقد اعتبرت الثورة الليبية في صفحتها الانقلابية منجزة مثل التونسية والمصرية رغم إن ألقذافي لم يقتل أو يفر بعد.. لكنه سقط عمليا .. فدرجة الافتراق بين ألقذافي والشعب الليبي باتت واسعة للغاية بسبب ما اقترفه في الأيام الأخيرة الماضية من مجازر وباتت زاوية افتراقه عن الشعب الليبي أوسع بكثير من درجة افتراق بن علي أو حسني مبارك عن شعبيهما ومن يفكر في استمرار نظام حكم ألقذافي على ليبيا فان فرصة بن علي أو مبارك في العودة للحكم قد تكون أسهل مع استحالة ذلك من بقاء القذافي في الحكم ورغم أن نظام ألقذافي قد يستمر في احتضاره في طرابلس طويلا .. لكنه ونظامه انتهى عمليا .. .

4 . الذي جعلني اجتهد في وضع ثورات تونس ومصر وليبيا في خانة مختلفة عن خانة الحركات في اليمن والبحرين والعراق هما عاملين أساسيين : . الأول : طبيعة التناقض ، والثاني حجم الكتل المتناقضة: فطبيعة المشكلة في كل من تونس ومصر وليبيا هي الاستبداد والفساد .. والاستبداد يعني الانفراد في الحكم و القمع المفرط للناس والانتهاك المفرط لحقوق الإنسان وللحريات العامة وهو ما يشكل القاسم المشترك لأنظمة بن علي ومبارك والقذافي ولو كان صدام باق لحد الآن لكان ترتيبه بعد بن علي وقبل مبارك رغم انه سيفعل بالعراق أضعاف ما فعله القذافي وقد تطول فترة احتضاره لأضعاف فترة احتضار نظام القذافي لكنه في النهاية يسقط كما سيسقط القذافي .. سبب ذلك هو إن الكتلة البشرية المناهضة له واسعة جدا وتشمل كل الشعب عدا المنتفعين من عناصر حزبه .. .

5 . من خلال ما نسمعه ونقرأه فان الوضع ألمعاشي في ليبيا قريب جدا من مستويات الوضع المعاشي في أي من دول الخليج رغم التبديد الهائل من قبل القذافي لثروة ليبيا ( الدخل الإجمالي المحلي السنوي يبلغ أكثر من 92 مليار دولار ، عدد السكان 6 مليون ).. ولأن ليبيا بلد نفطي وبسبب محدودية عدد سكانها فان الأوضاع المعيشية فيها لا يمكن مقارنتها بالأوضاع المعيشية في كل من تونس ومصر ، رغم ذلك فان الاستبداد والانفراد في الحكم جعل ما حصل يحصل في ليبيا رغم انه شكل مفاجأة أكثر بكثير من مفاجأة مصر وتونس فالمسموع عن الشعب الليبي وخصوصا الشباب عدم الاهتمام بالشأن السياسي والانغماس في حياة الترف التي توفرها عائدات النفط وقلة السكان .. حتى إن الأمر كان صعب التصديق على القذافي نفسه ،واعتبرته وسائل إعلام عربيه عين حسود .. ولكن لم يكن الفقر في ليبيا هو العامل الحاسم ..بل كانت الحرية..وكان جنون القذافي فتهور الحاكم أو جنونه يؤدي إلى ذات النتيجة وليس الضعف في الحاكم من يقتله بل غروره وحمقه ... .

6 . العامل الثاني هو: حجم الكتلة البشرية المناهضة : العامل المشترك بين كل من نظام بن علي وحسني مبارك والقذافي إن أنظمتهم في خندق وغالبية شعوبهم في خندق والعامل المشترك الثاني إن أنظمتهم علمانية وان استخدموا الدين لخدمة مصالحهم وحسب الحاجة ، هتافات أعوان القذافي تكاد تكون واحدة وهي : (الله ، معمر ، ليبيا .. وبس )..ومعمر قبل ليبيا وقد يقصد بليبيا الأرض دون الشعب ، إما كلمة الله فيبدو أنها جاءت لإكمال الصورة فقط ، الأمر الذي جعل الأهرامات التي كانوا يقفون عليها ليست مرتفعة كفايه .. فكانوا قريبو المنال لمن يسعى للانقضاض عليهم ، والمساحات التي تحيط بهم ليست شاسعه.. إنما تنحصر ضمن مساحة المنتفعين وعددهم لا يكون عادة بالكثير وينحصر ضمن الأحزاب التي صنعوها بأنفسهم ولا أيدلوجية لها باستثناء الولاء للحاكم وطبقا لمبدأ الثواب بقدر المشقة وعندما ينقطع الثواب أو يشك في تحققه فلا يوجد دافع في تحمل المشقة ..ربما انتفاع الدائرة المحيطة بالقذافي أوسع نسبيا ولذلك طالت مدة احتضاره فمن عناصر لجانه الثورية إلى امتداداته العشائرية إلى امتداده خارج الحدود الذي وفر له إمكانية استجلاب المرتزقة من خارج ليبيا لقاء المال ـ هذا لا يعني بالمرة إن الثورات في تونس ومصر وليبيا كانت سهله ..أبدا.. لقد كانت إعجازا بكل ما تنطوي عليه هذه الكلمة من معاني ـ .. في اليمن الأمور أصعب في طريق التغيير و إسقاط النظام ، بسبب التشابك الحزبي القبلي لكن التراكم النوعي في المواجهة ضيق الفضاء الذي كان يسبح فيه نظام علي عبد الله صالح فقد بدأ العقد ينفرط بعد تخلي اثنتين من اكبر القبائل اليمنية عنه .. الأمر في البحرين أكثر صعوبة لأن التناقض كان طائفيا ومادام قد اتخذ من العنوان الطائفي شعارا فان الحل سيكون جزئي .. سيتمثل في إرضاء الطائفة المغبونة بمساحة من الحكم ولن يذهب التغيير أكثر من هذا.. لأنهم اختاروا التناقض الطائفي عنوانا للصراع وما الشعارات المطالبة بإسقاط النظام إلا للمزيد من التنازلات تسعى الطائفة المهمشة للحصول عليها ، وذلك لن يخلق التغيير النوعي المماثل للذي بدأ يحقق نتائج ملموسة في مصر وتونس وقريبا ليبيا و التشابك الطائفي في البحرين أكثر صعوبة لأن مساحة النظام النسبية اكبر بكثير مما هو الحال من نظام بن علي ومبارك وعندما اختار البحرينيون الاضطهاد الطائفي عنوانا لانتفاضتهم صعبوا الأمور عليهم فباتت كتلة واسعة شيعية في مواجهة كتلة سنية ينتمي إليها النظام وهي اقل عدديا من الكتلة الأخرى لكنها تمتلك عناصر القوة وتملك الحكم وضمن محيط إقليمي ساند وداعم وحامي والمساحة التي تحيط بالحكم في البحرين هي قطعا اكبر بكثير من الناحية النسبية من المساحة المحيطة بكل من بن علي أو مبارك أو القذافي لكنهم في البحرين يبدو أنهم اختاروا النموذج العراقي في التغيير فرفعوا ذات الشعار ( إخوان سنه وشيعه هذا الوطن منبيعه ..) ولو نصحوا بأن ذلك يعني صراع بيني أعنف وأطول وأنهم في يوم ما يضطرون للعمل على تهديم ما يبنونه اليوم للشروع في بناء الديمقراطية والمواطنة على أنقاضه وستكون عملية رفع الأنقاض مكلفة جدا وصعبه ربما غيروا بوصلة انتفاضتهم باتجاه بناء الديمقراطية في البحرين.. .

7 . في العراق المشكلة اعقد بكثير من أي من الدول المشار أليها وللأسباب التالية : رغم إن صفحة الاستبداد الفردي قد طويت منذ ثمان سنوات لكن التغيير جنح بعيدا عن الديمقراطية والحكم الصالح وباتت كلفة الترميم أكثر من البناء من جديد وللأسباب التالية :

1 . لم يعد انفراد صدام بالحكم قائما وهي الصورة المماثلة للحالة الليبية.. ففي العراق اليوم 90% من الأطراف السياسية في البلاد تقبع في خيمة النظام الحاكم ومساحة النظام تغطي مساحة كل العراق من الناحية الشكلية.. ليس بفعل الديمقراطية للشعب بل بسبب الديمقراطية على حساب الشعب... فهي حالة شاذة من دكتاتورية الديمقراطية سبق إن أسميتها بالنظام السياسي غريب الأطوار .. فجميع الأطراف السياسية عناصر من النظام ولا يوجد من بينها ما هو خارج المنفعة فان انهارت الخيمة انهارت على رؤوسهم وان تم طيها بقوا جميعا في العراء .. لكن الشعب خارج النظام السياسي عمليا وخارج الخيمة فعليا ..ووحده يواجه القيظ والزمهرير .. هذا لا يعني أن الشعب وحده طرفا في الصراع والأطراف الحاكمة تشكل الطرف الآخر..وهنا تكمن المصيبة .. بل إن الصراع قائم وعلى أشده ..لكنه صراعا بينيا.. بمعنى انه صراع ولكن بين الأطراف الحاكمة نفسها سعيا لانفراد كل منها بالحكم .. .

2 . وقد تجاوز الصراع بين (ممثلي) الطوائف أو كما يطلقون عليه ( المكونات ) ليدخل في الدائرة الأضيق .. الصراع بين أحزاب الطائفة الواحدة أما الصراع بين الشعب وبين نظام الحكم فانه يجبر من قبل الأحزاب الحاكمة لإدخاله قسرا في أنفاق الصراع البيني .. ولكن عند الضيق كل واحد يتذكر عمامه وان لم يكن بارا بهم لكن العصبية الجاهلية قائمة والآمال الكاذبة موجودة ولسان الحال يقول الرمد ولا العمى ..في ظروف إملاق فاضح في الوعي السياسي الشعبي.. فمتى ما احتاجوا الطائفة عادوا أليها ليركبوها ويتخلوا عنها بعد عبور النهر.. .

3 . الأطراف التي تراصفت مع الأمريكان لإسقاط نظام صدام لم يكن من طبيعتها أو ضمن منهجها إقامة ديمقراطية بل كان كل منها يسعى للحصول على اكبر مساحة ممكنة من تركة الحكم ليس أكثر من ذلك ..بادعائها بأنها ممثلة لشريحة ظلمها صدام .. وكذبت تلك الأطراف جميعا ولم تكن نزيهة بالمرة .. فلو كان الأمر كما ادعت لكان كل منها قد عمر منطقة شريحته و اشبع الحاجات الأكثر مساسا بحياة شريحته وطور ظروفها في كافة المجالات معيشة وعمرانا وأنماط حكم ..لكنهم كانوا كذابون جميعا .. وفاسدون جميعا ..وظفوا المقابر الجماعية لمئات الآلاف من العراقيين وقتلاهم ومعاناتهم سلما للصعود إلى منصة الحكم وفقا لقسمة الغرماء وبما ينطوي عليه من نفوذ وثروة لهم ومقربيهم ووظفوا الشعب بمقدراته البشرية والاقتصادية والمالية لخدمة مراميهم الضيقة والمبتسرة .. فكانت أرواح الناس ساحة لمعاركهم من اجل السلطة وقذائف كل يرمي ما يحتكم عليه منها على ساحة الآخر فتحترق الساحات حمما وهم ندماء كل إلى غايته الرخيصة يسعى ..كان من نتيجة ذلك تقسيم الوطن إلى كانتونات للحكم وتهشيم الشعب إلى طوائف وتفتيت الطوائف في عشائر وأحزاب لا خلاف بينها غير الاستقتال على السلطة والثروة .. فتسببوا في تقاتل الناس وهم بعد الفواجع ندماء إلا بقدر ما يوظفون ذلك كي يزحف بعضهم إلى ما يراه في يد الآخر من نفوذ .. فكانت الديمقراطية في مهب الريح إلا من اسم وشاخص وذهبت سدى كل تلك الدماء والأرواح والمقابر الجماعية والتعذيب والمطاردة التي واجهها الشعب على مدى 40 سنة (1963 ـ 2003).. .

4 . لقد فشلوا فشلا ذريعا في تامين متطلبات معيشة الناس وتسببوا في إغراق الناس بالفقر رغم توفر الأموال الهائلة وتسببوا في انعدام الخدمات الأساسية وتسببوا في البطالة .. وهو ما يشكل الباعث الأول للثورة الشعبية ..ولم يكونوا مستقيمين فكان العراق يرزح في قعر الدول الأكثر فسادا في العالم وهو السبب الثاني الباعث على الثورة الشعبية..ولم يقيموا ديمقراطية وهو السبب الثالث الباعث للثورة الشعبية، وكانت السنوات الثمان سفرا لتدافعهم على المناصب وبما تنطوي عليه من سلطة ونفوذ إما معيشة الشعب وحياته فهي آخر ما يتم الاهتمام به وباتت معاناة الشعب من الفقر والبطالة وعدم توفر مفردات البطاقة التموينية وانعدام الخدمات والعبث الحكومي بأموال الشعب والعبث السياسي في مصير الشعب قد بلغت مديات قاسية جدا وفي مثل هكذا ظروف باتت الانتفاضة فرض عين ..

5 . في عشية مظاهرات 25 شباط والتي سبقتها وعلى مدى الأسابيع الفائتة مظاهرات انطلقت من المدن والقصبات الأكثر فقرا في العراق ..الحمزه الشرقي ، عفك ، الشنافية ، ناحية النصر في ذي قار ، شط العرب في البصرة ، الكوت ـ السليمانية ومن المناطق الأكثر حرمانا في بغداد ..الحسينية وبوب الشام والمعامل.. الاتجاهات العامة للمظاهرات يمكن قراءتها بوضوح وكما يلي :

1 . البعثيين من غير المنخرطين في ما يسمى العملية السياسية ( المحاصصة ).. قد اعدوا العدة بشراسة لاستغلالها بهدف إسقاط النظام السياسي القائم والبديل عندهم نظام استبداد وريث لنظام صدام وان أكثر همجية ودموية .. سيحولون وجهة المظاهرات من مواجهة الفقر والبطالة وانعدام الخدمات و الدعوة لإصلاح النظام السياسي جذريا إلى المناداة بإسقاط النظام السياسي والعملية السياسية.. باعتبارها من صنع الاحتلال ..وقد أصدرت جهات متبنية للإرهاب مثل الضاري بيانات بشأن استغلال المظاهرات لإيقاع الخسائر بين المتظاهرين والجهات الحكومية على حد سواء .. .

2 . الشركاء في الحكم وفي مجلس النواب من غير المناهضين للعملية السياسية ومن غير الأحزاب ذات الصبغة الدينية واعني بهم تحديدا كتلة العراقية .. و رغم أن لهم الكأس المعلى في السلطة والنفوذ فإنهم تبنوا المظاهرات وأعلنوا عن مشاركتهم وقيادتهم فيها وهم يسعون لإسقاط الحكومة دون النظام السياسي ..لا بهدف إصلاح النظام السياسي ولا بهدف بناء الديمقراطية في العراق بل.. للظفر برئاسة الحكومة .. باعتبار أنهم حققوا النسبة الأكبر في الانتخابات البرلمانية التي وظفوا من اجل بلوغها ثلاث قضايا حاسمه : حالة إخفاق شركاءهم من الأحزاب التي تتخذ من الواجهات الدينية عنوانا لها والتي تسيطر على السلطة التنفيذية رسميا ..، ووظفوا منهج شركاءهم المناهض لحرية الناس والمتهم بالارتباط عضويا بإيران ..وسعيهم لم يكن على الإطلاق إلى ما يدعون أليه في التصدي للفساد والنهب ومواجهة الفقر والحرمان فهم يشكلون الآن النسبة الأكبر من وزراء الحكومة ومنهم نائب رئيس الحكومة ومنهم اكبر عدد من أعضاء البرلمان وبإمكانهم لعب دور حاسم في البرلمان إن هم أرادوا في معالجة الفقر والفساد والبطالة وبإمكانهم التأثير جذريا في عملية الإصلاح السياسي فهم يشكلون النسبة الأكبر من الوزراء ومنهم نائب رئيس الوزراء وهم يشكلون الكتلة الأكبر في البرلمان ومنهم رئيس البرلمان ومنهم أيضا نائب ريس الجمهورية ولم يسمع الشعب عن مسعى واحد قاموا به لتقليص العدد الشاذ لوزراء الحكومة البالغ 44 وزير والعدد الشاذ لنواب رئيس الحكومة البالغ 3 والعدد الشاذ لنواب رئيس الجمهورية البالغ 4..بل صدرت مطالبة من احدهم بان يكون عدد نواب رئيس الجمهورية 6 ..! ولم نسمع أن واحد من نوابهم قد رفض استلام 23 مليون دينار مخصصات الحماية التي تشكل سرقة بأوضح معانيها لأموال الشعب أو رفض استلام قطعة الأرض أو السيارة المصفحة ولم نسمع من قيادتهم غير الاستماتة على منصب مستحدث وغير دستوري مناظر لمنصب رئيس الحكومة.. .

3 . الأحزاب ذات الصبغة الدينية المتشاركة بأفضلية في الحكم منذ سقوط نظام صدام .. وهذه ليست طرف أساسي في المظاهرات فحسب بل إن لها النصيب الأعظم في الدعوة لها و تأجيجها لقطف ثمارها بدلا من الشعب وجني النتائج يكون بالزحف على ما يقع في حوزة رئيس الحكومة وحزبه من بساط الحكم ويبدأ الأمر بإسقاط المحافظين الذين ينتمون إلى حزب رئيس الحكومة لاستخلاف آخرين عليها منهم وهم سبق إن حكموا ولم يرى الشعب منهم غير ما يدمي القلب .. .

4 . حزب رئيس الحكومة ..هؤلاء يشعرون إن كل الأطراف المشار أليها آنفا ضدهم وتسعى لخطف السلطة منهم وتعمد إلى استعداء الناس وتأليبها ضدهم .. في حين أنهم ليسوا بأخيّر من مناوئيهم فلم يخلصوا للشعب ولم يعملوا له وكانوا قد بنو ستراتيجيتهم على أساس أن اللعبة تنحصر بينهم وبين شركائهم ولا صلة لذلك بالشعب أو مصالحه الأساسية فيعطون هذا مما لا يملكون ويهبون لهذا مما عليه لا يحتكمون ومع ذلك فإنهم رضوا لأنفسهم أن يكونوا المصب العام لكل البزول وجداول المياه الآسنة .. طمعا في الحكم ولا شئ غير الحكم ..ولم يكن في حسبانهم طبعا إن يحصل الذي حصل في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين و إيران .. هؤلاء إن حدثتهم عن توفير الماء والمجاري والكهرباء والخدمات البلدية والسكن قالوا إننا تسلمنا بنية تحية مهدمة وان حدثتهم عن إصلاح العمل الحكومي قالوا أنها مرحلة انتقالية ..في حين أن الأمر يتعلق بثمان سنوات عجاف يكفي ربعها لمعالجة الأمور، ويتعلق الأمر بمئات المليارات من الدولارات خرجت ولم تعد وأهدرت وصرفت دون نتائج على الأرض.. ويتعلق الأمر بموازنات سنوية عندما كانت 82 مليار دولار فإنها تفوق موازنات 4 من الدول المجاورة ..في حين أنها محسوبة على أساس سعر برميل النفط يبلغ 72 دولار وفي ظروف القفزة الحالية لأسعار النفط إلى 112 دولار للبرميل تكون الإيرادات الفعلية لهذا العام 2011 مقدارها 120 مليار دولار ونسب الفقر والبطالة في العراق لا تدانيها نسب الفقر والبطالة لا في تونس ولا في مصر وطبعا لا.. في ليبيا..

5 . المعتدى عليهم في معاشهم وفي كرامتهم وفي حقوقهم في ثروتهم ونظامهم السياسي وفي مستقبلهم .. هم سواد الشعب العراقي وهم الفقراء والمحرومين والذين لا يجدون فرص عمل والذين يئنون من انعدام وسوء الخدمات هؤلاء الناس بعضهم يتمسك بطبع الخضوع واللامبالاة السلبية بالحكمة الموروثة من عهود الاستبداد والقمع والتهميش ولسان حالهم يقول :( قالوا لأبي الحصين ..زاد الشط ..قال : إن زاد أو نقص فما حصتي منه غير لطعه ).. وبعضهم دفعه الفقر والحرمان والفساد لأن يرمي كل تميمة لا تنفع .. تخلى عن قناعاته وقرر أن يواجه ..ومنهم من يعيش في ظروف معاشية أفضل نسبيا ولكنهم تبنوا الدفاع عن المثل العليا وعن أبناء شعبهم من الطبقات الأكثر فقرا هذه الشرائح من الناس هي صاحبة المصلحة الحقيقية والمشروعة والنبيلة في التغيير ..ولكن أنى لها التخلص مما يملأ الفضاء ممن تمت الإشارة أليهم .. وكيف تفرز نفسها عن تلكم المخلوقات الكريهة من ذوي الأغراض.. هذه الشرائح ستقع بين نارين .. نار الدفع باتجاه الحريق ونار القمع من قبل جهابذة الأخدود .. أولئك يسعون لتحقيق غاياتهم الشريرة من وراءها وأولاء يوجهون نقمتهم عليها بالذات تحت ستار محاربة أصحاب النوايا والبواعث الشريرة ...

6 . كانت الجهود المحمومة للانقضاض على انتفاضة الشعب على أشدها و تحاصرها من الجانبين فضائيات مسعورة معروفة باستماتتها من اجل إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل عام 2003 تحاول تصوير المظاهرات بأنها وثبة لإسقاط النظام السياسي وتجيرها للبعث لتستعدي عليها الحكومة والـ 90./. من الأطراف السياسية المشاركة في نظام الحكم والمنتفعة منه على حساب الشعب وتدفع الحكومة غير الحكيمة في بغداد لضربها بأقصى ما تستطيع القيام به من هوج بانية تلك الفضائيات كما الضاري خطتها وفقا لمنظور عبد السلام عارف وطلفاح في التعامل مع الشعب العراقي ( لنجعلها بين كاكا حمه وعبد الزهره فموت أي منهما يصب في جيوبنا ).. رؤيتها تقوم على أساس انه في الحالين تتحقق أهدافها إن بإسقاط النظام السياسي أو بإمعان الحكومة في إيقاع اكبر قدر من الخسائر في صفوف المتظاهرين لدق الإسفين وخلق ظروف اللارجعة في الصراع .. ومن الجانب الآخر تحاصرها الحكومة والأطراف الحاكمة فقد تنبهت و تنبهوا إلى أن المظاهرات العراقية قد تمضي قدما لوجاهة أسبابها وقد تتجه إلى ذات المسارات التي اتجهت أليها المظاهرات في تونس ومصر وليبيا والنتائج معروفه .. فوظفت الحكومة ووظفت أحزابها وامتداداتها زعيق تلك الفضائيات لوأد الانتفاضة وإقناع الناس و الأحزاب والمراجع الدينية بأنها مظاهرات مشبوهة تقوم بها عناصر البعث والقاعدة لتمتنع تلك الجهات عن إجازتها بعد إن دعمت قيامها وفعلا أصدرت الأحزاب بيانات بمنع المشاركة فيها وأصدرت المرجعيات فتاوي بعدم مشاركة الناس فيها باعتبارها مريبة !.. وعمدت الحكومة إلى إصدار البيانات لمنع الناس من المشاركة في المظاهرات وفرضت حضرا على المركبات وبما فيها الدراجات الهوائية في عموم بغداد ومنع قدوم الناس من المحافظات إلى بغداد إلى جانب غلق معظم شوارع بغداد وجعل الوصول إلى ساحة التحرير وهي مكان تجمع المتظاهرين عملية مستحيلة إلا على القريبين جدا من ساحة التحرير..أو ممن مشين أو مشوا بين 5 ـ 6 ساعات سيرا على الأقدام لبلوغ مكان التجمع ..وبالنتيجة تقلص عدد المشاركون في تظاهرات ساحة التحرير إلى بضعة ألاف في حين كان المتوقع لولا تلك المعوقات أن يقترب العدد من نصف مليون مشارك .. .

7 . فاجأ المتظاهرون الطرفين الساعيين إلى وأد تلك المظاهرات بما لم يكن في الحسبان و سحبوا البساط من تحت اقدامهما معا فقد أسدل المتظاهرون الستار على أسطورة البعث وأهالوا عليها التراب ولم يرتفع أي شعار للبعث أو القاعدة .. ولم تنطلق صيحات لإسقاط النظام إلا من حناجر معدودة .. وتركزت هتافات الناس على الجوانب المعيشية: الفقر والبطالة والخدمات وتعالت صيحاتهم ضد الفساد وتعالت صيحاتهم لإصلاح النظام السياسي وليس لإسقاطه وتعالت صيحاتهم لاعتماد الكفاءة والنزاهة للوزراء والمسئولين ( جيبوا وزراء بنغلاديش بلكي عدهم ضمير ..)..وقبل أن تمضي 24 ساعة حتى ترددت ذات الشعارات في مسقط ومدن عمانيه ( الشعب يريد إصلاح النظام ..والشعب يريد لجم الفساد ..والشعب يريد العدالة الاجتماعية ..)..لم تجد الحكومة لدفن رأسها في الرمال من سبيل إلا من خلال فعلين متناقضين : . الأول : ضرب المتظاهرين بعد إن انتهت المظاهرة وقتل بعضهم وإصابة آخرين وخطف متظاهرين والاعتداء عليهم واعتقالهم والاعتداء على فضائية الديار وتهشيم موجوداتها واعتقال موظفيها في حين أنها الوحيدة من بين الفضائيات العراقية التي لم تمول من المنهوب من أموال الشعب سواء في مرحلة صدام أو في مرحلة النظام غريب الأطوار ، وهي الوحيدة التي لم تكن بوقا للطائفية أو العرقية أو الإرهاب أو العمالة للأجنبي إنما كانت صوتا لفقراء الشعب ونافذة لتعميق ذائقة الناس بكل ما هو راق وجميل .. الثاني: وجه رئيس الحكومة الشكر للمتظاهرين ووصف المظاهرات بأنها كانت مظاهرات رائعة وتنطلق من أسباب مشروعة ومطالبها موضوعية عادلة ..وتعهد بتنفيذ كافة تلك المطالب..! في حين إن عدد القتلى لذلك اليوم بلغ 14 شهيد وعدد الجرحى 114 .

8 . نتائج المظاهرات العراقية : 

أولا : أثبتت جدوى مواصلة واستمرار المظاهرات كسبيل ثوري وفعال في مواجهة الفساد والفقر والبطالة وتردي الخدمات ..وأيضا في إصلاح النظام السياسي .. ولم يعد ينظر لها باعتبارها فعل تخريبي ينطلق من بواعث وأجندات غير وطنية بل باتت ممارسة ممتعة ووطنية وأخلاقية في آن معا ..ومعنى هذا أنها باتت تجتذب أعدادا متزايدة من الشباب العراقي .. .

ثانيا : لا يمكن بعد اليوم اتهام المتظاهرين بالبعثيين أو عناصر القاعدة فقد طويت تلك الحجج ولن يجرؤ أحدا بان يندس في تلك المظاهرات وهو يحمل فيروسات البعث أو القاعدة ويجاهر يهما وباتت بضاعتهما كاسدة ..ووصف المتظاهرين بها مدعاة للنكتة والسخرية ..وان كان بعض المتظاهرين يتمنى أو يسعى إلى بعث مضى ..وحتى الفضائيات التي كانت تروج بشدة لذلك وجدت نفسها مجبرة لتسويق نفسها من خلال هذا المسار وليس من مسار التغني بأمجاد نظام صدام .. .

ثالثا : فوجئت الطبقة السياسية العراقية إن ما بنته في ثمان سنوات احرقه المتظاهرون في يوم واحد فلم تظهر نوازع طائفية أو عرقية أو مناطقية أو عشائرية في المظاهرات أو بين هتافات أو سلوك المتظاهرون..إنما كان اسم العراق وحده يتعالى في الآفاق ..

رابعا : الحكومة تحول وضعها من الهجوم إلى الدفاع ازاء المظاهرات والطبقة السياسية باتت تتبنى شعارات المتظاهرين مع إن معظم أطراف تلك الطبقة منافق .. .

خامسا : بات واضحا للحكومة انه لم يعد بالإمكان تكميم الأفواه لأن الدارمي العراقي الذي صدحت به حناجر المتظاهرون لم يبدأ من حيث بدأ الآخرون ..بل بدأ من حيث انتهوا .. فكانت الهتافات والجمل والعبارات سياط رفيعة تلسع ، وأظافر حادة تقرص وبما فيها العبارات التي تتجه مخصوصة للأشخاص .. .

مظاهرات شباط العراقية تقتفي أثر .. عواصف التغيير في المنطقة العربية ...
 لم يعد منع النقل المباشر للمظاهرات مجديا وسقطت رؤية أهل مدينة الشطرة المتوارثة حيث إن تكلم الجالس منهم على ضفة النهر مع صاحبه محتدا قال له سأجعل أفعالي يسمع بها الناس في الصوبين ..! في حين أن عرض النهر لا يتجاوز العشرة أمتار ..! فقد باتت أخبار المظاهرات تتناقلها وسائل الاتصال الاجتماعي ليسمع بها الناس على صوبي الأطلسي وليس شط ألشطره ..

سابعا : خلقت مظاهرات شباط فجوة عميقة بين النزوعين للتظاهر وبين الجهات الدينية التي أساءت لهم الحكومة وورطتهم بإصدار فتاوى لم يتقيد بها الجياع والفقراء والشباب من أتباعهم بعد إن حثوا على المظاهرات ونكلوا دون سبب وجيه فأصدروا فتاوي ضدها ..ولسان حال الناس يقول : إما أن تحملوهم على الاستقامة ومغادرة الفساد أو تخلوا بيننا وبينهم .. .

ثامنا : مظاهرات شباط العراقية دفعت وبشكل هائل موضوع التواصل الاجتماعي بين الشباب والمثقفين العراقيين وباتت الآلاف منهم تلتقي على مدار اليوم عبر الفيسبوك والأنترنت .. وابتدعوا طرقا في ذلك من بينها طريقة المجموعات والحلقات النقاشية عبر تلك الأجهزة ..التي ثبت عالميا أنها ثورة حقيقية ومصنع مجرب للثورات الشبابية على امتداد العالم .. .

تاسعا : إما النتائج الميدانية : فقد حققت مظاهرات شباط العراقية نتائج مهمة من بينها : .

أ. إقالة عدد من المحافظين والملاحظ أنهم جميعا من حزب رئيس الحكومة يتقدمهم السيد شلتاغ البصرة ، وقد تساهل السيد رئيس الحكومة في موضوع إقالة أو استقالة أولائك السادة بوصفهم مشاعل عثره ومشاعل العثرة هي تلك الألغام التي تزرع على فتحات الدخول للمعسكرات أثناء الحرب فيعثر بها بعض المهاجمون فتنفلق ليستيقظ الجنود .. .

ب . بات شبه المسلم به إجراء انتخابات مبكرة لمجلس المحافظات والمحافظين والمجالس المحلية في الأقضية والنواحي وقد أبدى السيد رئيس الحكومة مرونة عالية في تقبل الأمر إلى حد تبني الدعوة أليه رغم أن الغالبية منهم ينتمون إلى حزبه وقد اعتبرهم الحجابات الأمامية لامتصاص الصدمة والحجابات الأمامية مجموعات من الجنود توضع على مسافة بعيدة من الجيش تستخدم كجرس إنذار ينبه الآخرين بان العدو قد هجم .. .

ج . أمهل السيد رئيس الحكومة وزراءه 100 يوم لتحسن أداءهم وبخلافه ستتم إقالة غير الكفوئين منهم ..وتحضرني في هذا المجال قصة الحلم الذي راود هرون الرشيد ذات ليلة فوجد نفسه وقد سقطت كل أسنانه ..وفي الصباح أرسل في طلب خيرة مفسري الأحلام في الإمبراطورية الذهبية فدخل عليه أحدهم ..وقص عليه الحلم وطلب منه تفسيرا ..فضرب الخبير أخماس بأسداس وتوصل إلى التفسير .. وقال له : يا أمير المؤمنين : ما عندي من الأخبار إلا انك تكرط كل عائلتك وذويك يعني كلهم يموتون وتراهم بأم عينك وبضمنهم العزيزة الزبيدة فأدمعت عينا أمير المؤمنين فما كان من المرافق الأقدم مسرور الكبير إلا وعجل الخبير بعجل على قفاه فأطار من هول العجل صوابه وطرده شر طردة لأنه أبكى أمير المؤمنين .. فخرج الرجل ويكاد قلبه يرفرف طائرا قبله رعبا فتلقاه زميله المفسر الآخر .. وسأله عن أمره فقص عليه ما جرى له بين يدي أمير المؤمنين .. وافترقا على عجل ليمثل الثاني بين يدي أمير المؤمنين فوجد إن وجهه لازال محمرا من الأثر وبصعوبة أعاد عليه الحلم وطلب منه تفسيرا .. قال المفسر أتأذن لي يا أمير المؤمنين بسؤال وحاشا لأمير المؤمنين أن يكون يوما في موضع سؤال .. قال : سل .. قال : كم ترى عمر البشر وان طال ؟ .. قال : مئة مثلا ..قال : يا أمير المؤمنين لو كان طول أطول أعمار ذويك 100 ، 200 ، 500 ، 1000 سنه فان عمرك أطول من عمره بألف .. صاح الخليفة : أعطوه 10 آلاف درهم ومثلهن دنانير ..بل املأوا له شليله .. وانفرجت أسارير أمير المؤمنين .. وصح الباقي أن أمير المؤمنين مات بعد بضع سنوات ودفن في طوس إحدى أعمال الجمهورية الإسلامية الاشتراكية العظمى .. واني على يقين إن استمر ولد الملحة بمظاهراتهم فان دولة رئيس الحكومة ستجدونه في مجلس الوزراء وحده إلا من مسرور الكبير .. وان لم تستمر تلك المظاهرات فإنها ليست إلا أضغاث أحلام ..كل الوعود ... .

مظاهرات شباط العراقية تقتفي أثر .. عواصف التغيير في المنطقة العربية ...
من أهم النتائج المتحققة عن مظاهرات شباط العراقية هي الحاجة لاستمرار المظاهرات وتوسيعها وتعميقها لأن الحكومة والطبقة السياسية العراقية لن تعطيك شيئا من ذاتها بل يؤخذ منها عنوه وبطريقة لي الأذرع وطي السيقان ..والطريق في بدايته .. واتساقا مع شدة التعقيد في الحالة العراقية فان الرحلة ستكون طويلة دون شك ..

 

 

free web counter