| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

موسى فرج

 

 

 

                                                                                     الجمعة 2/3/ 2012

     

هل أننا أمام ..حكم السفهاء ...؟

موسى فرج

قرأت أمس عن جدل دائر بين برلمانيين عراقيين من قائمة رئيس الحكومة السيد نوري المالكي وبين برلمانيين من قائمة السيد أياد علاوي.. ( وفقا للسومرية نيوز ..) , سبب الجدل هو أن بعض من نواب العراقية ( علاوي ) يطالبون بأن يكون رئيس وفد العراق في مؤتمر القمة المتوقع انعقاده في بغداد أواخر شهر آذار الجاري أسامه النجيفي رئيس مجلس النواب , في حين يرد عليهم نواب من قائمة رئيس الحكومة نوري المالكي بأن رئاسة الوفد العراقي في مؤتمر القمة ستكون لرئيس الحكومة نوري المالكي ...

الحجة التي يستند إليها نواب قائمة علاوي تقول بان نظام الحكم في العراق نظام برلماني وبالتالي فان مجلس النواب هو أعلى سلطه في العراق .. بينما ما يستند إليه نواب المالكي من حجة تقول بان نواب علاوي لا يفهمون الأصول الدبلوماسية وإنهم جهله وإنهم يسعون لإفشال انعقاد القمة في بغداد .. وفي ضوءه أشير إلى الآتي :

أولا : في النظام الرئاسي يكون رئيس الجمهورية هو من يمثل الدولة في حضور المؤتمرات الدولية التي تنعقد على مستوى رؤساء الدول فمثلا يحضر الرئيس الأمريكي والرئيس السوري والرئيس الصومالي ولكن يرأس الوفد رئيس الحكومة في الدول التي تعتمد النظام البرلماني فتحضر ديمريل عن ألمانيا ورئيس وزراء لبنان ورئيس وزراء إسرائيل ورئيس وزراء استراليا وهكذا.. من هذه الناحية فان حجة النائب عن قائمة علاوي ساقطة ولا أساس لها من الصحة طبقا للعرف الدبلوماسي الدولي ..

ثانيا : وفقا للقوانين المرعية فان حجة النائب عن قائمة أياد علاوي ساقطة أيضا ومثل تصرفه هذا يطلق عليه في المحاكم العراقية تصرف فضولي لأنه ليس واحدا من طرفي الخصومة .. طبقا لقانون أصول المحاكمات .. إذ أن طرفي الخصومة في مثل هذه القضايا هما رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ...

ثالثا : هذا الموضوع وأمثاله هو ما يشغل أذهان الأطراف في الطبقة السياسية العراقية عن ما سواه ولم يكن الأول فقد حصل تراشق بالنيران المتوسطة والخفيفة بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية في العراق الديمقراطي قبل عدة سنوات حول من يرأس الوفد العراقي لاجتماع القمة في الأمم المتحدة وكاد الأمر أن يصل إلى ذهاب الاثنين وحضور الاثنين معا بوفدين منفصلين .. العراق ( أ ) والعراق ( ب ) ولا أتذكر كيف حلت المعضلة ..

رابعا : في مؤتمر رؤساء البرلمانيين الذي انعقد في اربيل ترأس الوفد العراقي وتبعا لذلك المؤتمر ( كونه منعقد في العراق ) السيد محمود المشهداني رئيس مجلس النواب في حينه ولم يترأسه رئيس الحكومة أو رئيس الجمهورية ..

خامسا : من جراء الفوضى السياسية و العبث واحتدام حالة السعي لخمط السلطة بين تلك الأطراف فان المواطن العراقي بات ( لا يعرف رجلها من حماها ..!) واقرب مثال لهذه الحالة هو ما اطلعت عليه في فيلم مصور لكلمة ألقاها السيد مقتدى الصدر في تجمع لأنصاره في إحدى خطب الجمعة وهم يهتفون بشكل متكرر ولا يتيحون له الاسترسال بالكلام فصاح عليهم : جهله !.. جهله !.. جهله ..!... مع أن الحالة التي وصف بها السيد مقتدى أولائك الناس مبررة بكونهم من الأوساط الشعبية الفقيرة والكثير منهم غير متعلمون .. ولكن ما قولكم بطبقة سياسية تحكم العراق وتتأبط الشهادات المزورة وتنعم بالمصفحات والدولار واليورو ...؟..

سادسا : عندما قرأت عن مجريات المعركة المحتدمة بين الطبقة السياسية العراقية في هذا المجال بالذات تمثل أمامي أمران:

الأول : إن الأنظمة العربية التي توصف بأنها أنظمة ممانعه لتطبيع علاقاتها مع نظام الحكم في العراق فان هذا الجدل يتيح لها مبرر لعدم حضور المؤتمر والتملص منه ..

الثاني : تذكرت تصرف عبد السلام عارف الخادش للذوق والحياء يوم كان يخطب في حشد من الجنود اعتقد في البصرة وكان احد الجنود يقف ليس بعيدا عنه وكلما بدأ الرئيس بجملة قاطعه الجندي بهتاف بحياته فـ ( زهك ) عبد السلام عارف وترك المايكروفون وانحنى يبحث عن ( أحجاره ) فقذف بها على الجندي وهو يقول للجندي مهتاجا : كلب ابن الكلب د خلينا نأكل ( ...)..

سابعا : شارفت الدورة البرلمانية على انقضاءها والطبقة السياسية في العراق في حالة عر وجر مستدامة .. من يكون رئيس الحكومة وما هي صلاحيات رئيس مجلس السياسات..؟ ومن هو نائب رئيس الوزراء ومن هو وزير الدفاع ..؟ ومن هو الذي يرأس وفد العراق في مؤتمر القمة العربية ..؟.. وهل يشتري النواب لأنفسهم مصفحات أم مدرعات ..؟.. وهل يوجد زاغور لم يتم تجريبه لزيادة الملايين لجيوب جيش الطبقة السياسية في العراق ..؟..

الوضع العالمي المتأزم لا يشغل ساسة العراق .. الوضع الإقليمي الذي يوشك على الانفجار .. لا يشغل الطبقة السياسية في العراق ... الوضع الداخلي الأمني والمعاشي والاقتصادي والخدمي الخرب .. لا يشغل ساسة العراق ...!.. أننا حقا أمام حكم السفهاء في العراق وان ما يلزمنا هو استعارة عبد السلام عارف من منكر ونكير لمدة شهر ...

ثامنا : لفت نظري فيلما مصورا لكلمة للسيد عمار الحكيم في الملتقى الثقافي .. وهو يدعو الفنانين العراقيين لبذل الجهود للحصول على جائزة الأوسكار .. فقفز على طرف لساني رد يقول : مولانا : آنا أتعهد بهم .. الفنانون العراقيون بان يحصلوا على ثلاث جوائز أوسكار على أن يحصل قبل ذلك الساسة في العراق على جائزة الدب الفضي وليس الأوسكار.. ولكن في الفهم وليس في الفن ..

بالتزامن مع متابعتي لما قاله السيد عمار الحكيم حول الأوسكار والفن والفنانين سمحت لطرفي أن يتابع على الشاشة أغنية لفريد الأطرش ضمن فيلم تعرضه إحدى الفضائيات كان فريد فريدا من نوعه وهو يلاحق ويلاعب خيزرانة لا تستطيع التمييز بينها وبين أم هرون .. كانت ساميه جمال تتلوى بين ذراعيه وهي تسلب اللب .. وهو يغني : ( مره يهنيني .. ومره يبَكيني ... على شان كلمه تجيبني .. وكلمه توديني !..) .. وعرفت انه يتكلم عن شعب العراق فيقول ما يعانيه ذلكم الشعب , ويشخص السبب في ما آل اليه حاله.. وعندما يغادر هذه الغفلة ولا تعود كلمة تجيبه وأخرى توديه .. فانه لن يكون بإمكان هؤلاء الساسة أن يضحكوا عليه .. ( ومناه ورايح لن احرم طرفي من متابعة ساميه جمال ولا هاي اللي مورمه شفافها اللبنانيه .. أنسى اسمها عجرم عجرم .. وإذا كالوا ليش ..؟ أكوللهم سيد عمار الحكيم طرفه مو بس يتابع عجرم .. لا .. يتابع الأفلام التي تحصد الأوسكار .. تروحوا شوفوا أشبيها ...! ).. .

free web counter