كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

الأربعاء 23/11/ 2011

ما أكذبهم , ما أفسدهم , لا درّ درّهم ..! (1) موسى فرج لقد أعيتني الطبقة السياسية العراقية هذه .. فلم أجد في مصطلحات لغة الضاد المعاصرة ما يمكنني من وصف سياسيو المحاصصه من خلاله , فوصفهم بات عصياً حتى على اللغة , الأمر الذي دفعني إلى العودة إلى ما قبل عصر نفطويه فأستعنت بتعبير (لله درهم ..!) بإعتبار أن المقصود به التعجب في حده الأقصى .. لكن الشك داخلني بشأنه : فهل أن (لله دره) تستعمل للمدح أم الذم ..؟ وإذا كانت تستعمل للمديح فكيف كانوا يعلموننا القول المأثور : لله در الطمع ما أعدله , بدأ بصاحبه فقتله ..! فهل أنهم يمدحون الطمع ..؟ وعندما قصدت اللغويون وجدتهم مختلفون في هذا .. لكني وجدت ضالتي في مختار الصحاح لا اقصد أني تحملت مشقة التجوال في المكتبات والغوص في بطون الكتب .. فوصفهم لا يستحق مني هذا الجهد إنما استعنت بالسيد (كوكل ) فوجدت أن : الدر هو اللبن , ويقال في المديح : لله درّه, بمعنى بورك الثدي الذي أرضعه .. ويقال في الذم لا درّ درّه أي لا كثر خيره .. وأنا ابحث عن هذا المعنى دون سواه .. فلا كثر خيرهم ولا بارك الله بثدي أرضع كل من ألحق ويلحق الضرر بهذا الوطن أو آذى شعبه .. انتم تسمعون الضجيج هذه الأيام والجلبه .. !.. ما الأمر ..؟ شنو الموضوع ..؟ .. نريد إقليماً ..؟ إما الإقليم أو نخرّب الملعب .. وننهي اللعبه السياسيه .. أية لعبة سياسية تقصدون ..؟ المحاصصيه ..؟!.. لا درّ درّها .. متفلشوها .. وتفضوها .. والله زمان ..! يا زمن ... دعونا نسألكم كي نريكم ما هي حقيقتكم : السؤال الأول : هل أن ما تطالبون به كالمطالبة بإقليم البصرة والكوت أم مثل المطالبة بإقليم الجنوب ...؟.. فإذا كان الأمر مثل مطالبة البصرة والكوت والحله .. فنحن معكم قلبا وقالبا , وان كان ما تطلبونه مثل إقليم الجنوب .. فان ذلك يفضي إلى تطبيق رؤية بايدن في تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات متناحرة ، شيعيه وسنيه وكرديه .. بعدين انتم تسمعون بان مواطنيكم الجنوبيون المتهمون بالصفوية رفضوا إقليم الجنوب وتمردوا على ساستهم .. فهل يعني هذا أن داء الصفوية قد انتقل منهم اليكم فبرأوا منه وبه انتم ابتليتم ..؟.. ألستم عروبيون ..؟ ألستم عراقيون ..؟ هل ما زال كيان النجيفي اسمه عراقيون ..؟ وهل لا زالت كتلتكم اسمها العراقيه ..؟.. السؤال الثاني : هل انتم تريدونه وفقا للدستور..؟ ..طبعا .. طبعا .. يعني مماثل لما هو عليه الحال بالنسبة لإقليم كردستان ..؟.. إلى حد النينيه .. طيب .. ألا كنتم مناهضين حد النخاع للأقلمة وتنادون بالعراق الواحد الأحد ..؟ وتعيبون على الآخرين .. فكيف تدعون إلى خلق تنهون عنه ..؟.. السؤال الثالث : هل أن ما هو قائم في كردستان .. فيدرالي .. أم كونفيدرالي ..؟.. الجواب : كونفيدرالي .. السؤال الرابع : مخصوص لرئيس كتلة دولة القانون العين خالد العطيه : تقول يا شيخنا أن ما هو قائم في كردستان حالة خاصه قامت تحت ظرف الأمر الواقع .. لماذا يا شيخنا وانتم من اعد الدستور لم تفرزوا بين كردستان وبين محافظات العراق الأخرى فتقولوا الفيدرالية والأقاليم تعني كذا وكذا .. وإقليم كردستان حالة خاصه ويشكل استثناءً لا يجوز القياس عليه .. بل عممتم حالة كردستان ..؟.. السبب أنا اعرفه وأنت تعرفه .. لكنك لا تقوله وأنا أقوله .. هو أنكم تحتاطون للأمر كي تحققوا غاية في أنفسكم وهي أنكم تتوقعون أن يؤول الحكم لنظرائكم فهيئتم أنفسكم للطفرة من الجدر .. مثل إقليم كردستان .. وعندما رجعتم إلى جماهيركم فوجئتم بأنهم يرفضون الطفرة من الجدر ومتمسكين بوحدة العراق وما يشترون الصفويه بعانتين .. وإذا صارت وحده من الثنتين يقولون لكم : برا .. بنفس الوقت أنتم صرتم حكام .. فتريدون (الجدر) كله .. نظراءكم يسعون للاستحواذ على الحكم كل الحكم .. انتم بقيتم فاهين .. مطمئنين على أن أيلولة الحكم لكم باتت سرمديه .. الجماعه ..يعني نظراءكم انتبهوا على أنفسهم ( وليس على العراق طبعا .. ) قالوا : منهوب النص مو خسران .. طالما إن استعادة ( حقنا ألتأريخي ) في حكم كل العراق باتت مستحيله فلنظفر بحكم محافظات (المكون السني) ونعتبره (راس حاجه ونجالش داير مدايره ..) هذا من ناحيه ، ومن ناحيه ثانيه.. هل يخشون أن يعيرهم الناس بأنهم تخلوا عن المبادئ ويتسببون في تمزيق كيان العراق ؟.. يقولون لهم : ما دام الثمن زوالي حمرا تنفرش تحت أقدامهم موضوع المبادئ سهله .. السؤال الخامس : مخصوص للنجيفي وطارق الهاشمي : المعروف انه عندما تتم المطالبة بتحويل محافظه إلى إقليم فإنها تنطلق من سكنة المحافظة أنفسهم فهل أن النجيفي من سكنة صلاح الدين ..؟ أم أن طارق الهاشمي من سكنة صلاح الدين ..؟ لا .. طبعا .. فلماذا يقود الحملة النجيفي وكيانه لا زال اسمه عراقيون ..؟ ولماذا يقود الحملة الهاشمي وكتلته تسمى العراقيه ..؟.. أم أن الأمر مرهون بالترويج للانتخابات وقد ضحكتم على ذقون العراقيين وانهمرت أصواتهم في جيوبكم ..؟ وانتهى الأمر فعدتم إلى وجهكم السني الطائفي ..؟.. هل تدّعيان أن الأمر يخص مجلس محافظة صلاح الدين ولا شأن لكما به ..؟ إذن لماذا تتصدران المطالبة ..؟ أم أن غيرتكم على بنود الدستور والتجاوز عليه ..؟ أليس الدستور أمامكم يخرق يوميا ..؟ وهل بقي شئ في الدستور ..عامر ..؟ من جراء ممارساتكم ونظراءكم ..؟. ألا يجدر بكم الوقوف بحزم لحماية وحدة العراق .. وتؤلبون العراقيين أينما كانوا في الجنوب أو الوسط أو الشمال ضد من يدعون تمثيلهم في حين أنهم يسعون إلى تهشيم كيان العراق ..؟.. السؤال السادس :  مخصوص لدعاة الإقليم ومن يتصدر حملتهم : انتم تنسقون مع السيد مسعود برزاني منذ سنه لدعمكم في حال طالبتم بإقليم وقد شجعكم .. ولو كنت في مكانه لفعلت الشئ ذاته لاني أسعى إلى دولة كردستان وليس دولة العراق .. وقبل أيام صرّح ممثله في البرلمان وهو النائب الثاني لرئيس المجلس بأن المسئولين الكرد يشترطون لدعمهم إقليم صلاح الدين تسليمهم المناطق المتنازع عليها .. وهذا يعني ضمناً وبشكل جلي أنهم يشترطون عليكم في حال وسعتم إقليمكم كما هو مقرر أن تسلموا الأراضي المتنازع عليها .. إما كركوك فتكون حكماً من ضمن إقليم كردستان .. هل تعرفون هذا .. طبعا ... وفي كل الحالات فإنكم تلعبون بالشعب والوطن لأنكم في حال أنكم تقصدون من وراء ذلك إرغام رئيس الحكومة وكتلته على إعطائكم مزيداً من التنازلات فإنكم عندها توعزون لأتباعكم فيسحبون طلبهم بشأن إقامة إقليم صلاح الدين بدعوى الصحوة الوطنية والعراقية..! لكنكم لا تبالون في إعادتكم تشكيل ثقافة المجتمع باتجاه التحفز للانفصال .. وسيبقى في ذهنه مشروع قائم يحركه ويستكمل بناءه متى ما ضخختم شحنة مرة أخرى .. فان كنتم لا تسعون إلى ذلك حقا فان السبيل إلى ذلك تعديل الدستور أولا بما ينطوي على أن إقليم كردستان حالة خاصه وان استحداث أي إقليم عدا ذلك يكون كما يلي .. السؤال السابع : مخصوص لرئيس الحكومة والمشاركين معه محاصصياً : هل يدرك دولتكم بأنه إن حصل تهشيم لوحدة العراق فان فشل الأداء الحكومي واستشراء الفساد ونزعتكم المركزية واستئثاركم بكل شئ يشكل 60 % من أسباب تمزيق وحدة العراق .. أم أنكم لا تدركون ذلك ..؟.. السؤال الثامن : للعراقيين الذين لازالت ضمائرهم نظيفه : هل أن تمزيق العراق إلى أمارات طائفية وعرقية يجعل منه أفضل حالاً من الصومال ...؟.. وهل انه لو حصلت محافظه على عضوية الأمم المتحدة.. هل أن بمقدور نبوخذنصر إرجاعها إلى أحضان الوطن الأم ..؟.. وهل يوجد سبيل آخر أمامنا غير تبصير الناس لإعادة تشكيل الوعي الجمعي عندهم وتحصينهم ضد ألاعيب ساسة المحاصصه لا درّ درّهم..؟.. ولا بارك الله لا في لبنهم ولا في نفطهم ..!. للحديث بقيه ...