|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الثلاثاء 10/7/ 2012                                 موسى فرج                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

إلى السيد إبراهيم الجعفري مع أطيب التحيات.. .
الإصلاح هو إصلاح النظام السياسي ...وليس ما تتحدثون عنه

موسى فرج

تصاعد الحديث في الفترة الأخيرة عن مساعي تبذل للإصلاح.. وصدرت بيانات وتصريحات من السيد إبراهيم الجعفري رئيس الائتلاف الوطني في هذا الشأن.. وإسهاما منا في المساعدة على وضع الأمور في نصابها الصحيح أو على الأقل إرسال رسالة إلى المتصدين لهذا الأمر توضح لهم وعلى رؤوس الأشهاد أن العراقيين يميزون بين الثرى والثريا وبين الغث والسمين وبأنهم يضعون الجميع أمام مسؤولياتهم الأخلاقية والوطنية والتاريخية أبين الآتي :

أولا: الذي يحصل في العراق حالياً هو هذا : 

1 . في العراق .. فوضى أمنية تضرب أطنابها منذ سقوط نظام صدام عام 2003 والقتل اليومي للناس متواصل ومستمر والأرواح التي تزهق شهريا في العراق يفوق عديدها بعدة مرات تلك التي تزهق في سوريا والتي ما انفك مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعاته المتواصلة بسببها حتى في العطل الرسمية .. .

2 . وفي العراق.. الفساد مستشر في طول الجهاز الحكومي وعرضه و الإعلام الأمريكي يتحدث عن ثروة للساسة العراقيين بلغت 700 مليار دولار وهي تفوق المليارات التي نهبها القذافي خلال 40 سنه بعشر مرات.. .

3 . وفي العراق.. فشل الأداء الحكومي إلى الحد الذي باتت فيه مفردات البطاقة التموينية تنحصر في مفردة يتيمة واحدة .. والفشل في تأمين الكهرباء للناس رغم إنفاق ما يقارب 37 مليار دولار ورغم انقضاء 9 سنوات من المعاناة المستدامة مع وجود معدات ومحطات كهرباء منسية في أحد المخازن بلغت قيمتها 7 مليار دولار ومنذ خمس سنوات .. .

4 . وفي العراق.. الفقر المدقع يضيق الخناق على ربع الشعب العراقي والبطالة كابوس يجثم على صدور العراقيين وآلاف المدارس لازالت طينية والسيد الجعفري نفسه أشار قبل شهرين إلى التناقض بين غنى العراق ونسبة الفقر فيه .. .

5 . وفي العراق.. بات الاقتصاد الريعي المعتمد على صادرات النفط سمة وعنوان وحيد لاقتصاد العراق ولا أمل في قطاع زراعي أو صناعي وباتت الفوضى الاقتصادية بديلا عن التخطيط والتمنية في العراق .. .

6 . وفي العراق.. ميليشيات مسلحة تفرض سطوتها على الشارع والحكومة عاجزة عن أن تقول لها أوف لدواع توفيقية وانتهازية ..

7 . وفي العراق .. جرت العودة بالأوضاع الاجتماعية إلى ما قبل نشوء الدولة من خلال النفخ بالقيم العشائرية وفرض سطوتها على المجتمع والدولة وأيضا لدواع انتخابية انتهازيه .. .

8 . وفي العراق .. علاقة إقليم كردستان بالحكومة المركزية بين تهديد يومي بالانفصال وعلاقة مستنفرة تفضي إلى استنزاف الكيان العراقي .. .

9 . وفي العراق .. علاقة المحافظات بالحكومة المركزية باتت مثل الأجرام السماوية المنفلتة من الجاذبية لا هي ضمن المجرة ولا هي خارجها وفي كل مرة تهدد وحدة البلاد.. .

10 . وفي العراق .. ملايين العراقيين مغتربون في معظم دول العالم توظف إمكاناتهم وخبراتهم لصالح تلك الدول في حين يحرم بلدهم منها.. وملايين مثلهم مغتربون ولكن ضمن حدود البلد وملايين أخرى استبدل الاضطهاد تجاههم من الاستبداد البعثي إلى سلسلة من البدائل البغيضة من أشكال الاضطهاد تحت شماعة الأكثرية والأقلية .. .

11 . وفي العراق .. لازال دور مجلس النواب غير محسوم فهل أن دوره تشريعي أم أنه يبصم على ما تشرعه الحكومة فقط.. .

12 . وفي العراق .. لازال دور وكيان المحكمة الاتحادية في مرحلة الطمث.. .

13 . وفي العراق .. لازال الأمر غير محسوم لجهة الالتزام بالدستور هل هو واجب أم مستحب .. .

14 . وفي العراق.. لا زالت التعديلات الدستورية لم يباشر بها رغم أن الجميع يعلن أن في الدستور نواقص جدية ومشاكل عميقة ..

15 . وفي العراق .. لا زال الفصل بين السلطات أحجية لم يتم التمكن من فك رموزها بعد .. .

16 . وفي العراق .. لازال التعداد السكاني في العراق لم ينجز بعد وسيتم قبول تركيا في الاتحاد الأوربي وستدخل إيران النادي النووي والعراق لم ينجز الإحصاء السكاني .. .

وفي العراق .. لازال ولازال ولازال .. ولا زال.. . فهل يصالح ما يقوله السيد الجعفري هذا ..؟ وهذا الذي يقوله : .

1 . ملء الشواغر لوزارتي الدفاع والداخلية .. .

2 . المحكمة الاتحادية وطريقة التعامل.. .

3 . تنسيق العلاقة البنـّاءة بين السلطة التشريعية ممثـَّلة ًبالبرلمان والسلطة التنفيذية..

4 . الحفاظ على التوازن في المسؤوليات وما شاكل ذلك في الشأن.. .

ولولا بقية تقدير للسيد الجعفري لقلت لهم : لست ادري هل تضحكون على الشعب العراقي أم تضحكون على أنفسكم ..؟.. مع أن الذي سيدفع فواتير هذا الضحك أيا كان شكله ومصدره هو الشعب العراقي وليس غيره .. .

ولو توفر الحد الأدنى من قيم الاستقامة والوطنية في ساسة العراق لأقروا بأن كل هذا الذي يحصل في العراق وغيره سببه الفوضى السياسية التي تضرب العراق منذ سقوط نظام صدام في عام 2003 ولغاية تاريخه.. والفوضى السياسية ناجمة عن بناء النظام السياسي على أساس الطائفية السياسية .. وما بني عليها من محاصصة ومن توازن ومن فساد وما نجم عن ذلك من وأد للوطنية والمواطنة .. فهل أن ما تتحدثون عنه من إصلاح يمس الطائفية السياسية..؟ والمحاصصة..؟ والفساد ..؟.. إن لم يكن فيه هذا فإنكم بالفعل تضحكون على الشعب العراقي وتضحكون على أنفسكم قبل ذلك .. .

في بقية دول العالم يكون وقت التنازع على السلطة محصور ضمن فترة الانتخابات وعند إعلان النتائج يتوقف كل شيء .. وبعد أداء اليمين الدستورية تطوى صفحة التنازع على السلطة بانتظار الانتخابات القادمة.. ولكن في العراق حالة التنازع على السلطة حالة قائمة ومستدامة من المهد إلى اللحد .. في مرحلة التهيئة للانتخابات تستخدم كل أصناف التدليس والإغواء والإغراء والرشا والخدع البصرية والحسية .. وفي أثناء الانتخابات تبتكر كل الأنواع الدخيلة على الأمانة من تزوير وتجيير وغسيل للأصوات .. وبعد إعلان النتائج تستنفر المحكمة الاتحادية ويجبر قضاتها على ممارسة دور روح روح تعال تعال.. ومن ثم تمارس لعبة فرض الإرادة إن بالخديعة أو الابتزاز .. وعند تشكيل الحكومة تطرح نتائج الانتخابات جانبا وتستبدل بالتوافقات .. وبعد تشكيل الحكومة تطرح قضايا الشعب والمعضلات الوطنية لتبدأ مرحلة التنابز والتغامز والتشاتم وتجييش عواطف الناس وتفعيل العداء الطائفي والركون إلى المفخخات والكواتم التي تحصد أرواح الأبرياء من الشعب العراقي كلغة للتفاهم بين أقطاب السياسة في العراق .. .

ثانياً: لماذا يحصل هذا ..؟.. .

يحصل هذا للأسباب التالية : .

1 . في العراق.. الحكم ليس وسيلة بل غايه .. الجميع يتقاتل من اجله فإما الظفر به أو قتل الشعب وافتعال الفوضى في كل شيء .. .

2 . وفي العراق.. الحكم لا يراد منه وضع الرؤى والبرامج الاقتصادية والاجتماعية موضع التطبيق إنما الغاية من وراءه السلطة والنفوذ والمال .. .

3 . وفي العراق .. الانتخابات ليست العامل الحاسم لأن الجميع يرى أحقيته في الحكم وتلك الأحقية يتم التقاتل من اجلها قبل وأثناء وبعد الانتخابات فكل العراق كربلاء وكل أيام السنة عاشوراه للتنازع على الحكم .. .

ثلاثة أطراف تركب القطار نفسه لكن وجهاتها مختلفة : .

1 . مجموعات ترى في نفسها ممثلة للشيعة في العراق وهي الأولى بالحكم كون الشيعة يمثلون الأغلبية السكانية في العراق .. هذه المجموعات توهم محيطها بان الانجاز لا دخل له بالموضوع ولا شأن للجدارة والاستقامة والمؤهلات إنما وصول الشيعي لإشغال أي منصب هو الغاية وهو الفتح المبين .. به يستكمل منهج علي عليه السلام وبه تتواصل ثورة الحسين عليه السلام وهو الذي يفرح الزهراء البتول ويداوي هضيمة الحوراء زينب.. وعندما تقول لهم أنا محسوبكم شيعي يقولون لك : إن حزب الله هم الغالبون وكل منهم يدعي أن شلته والمقربون من حزبه والخلص من عائلته هم حزب الله وما عداهم فزبد يذهب جفاءاً..! في حين أن كل ذلك محض هراء فعلي القائل : إن إمرتكم هذه إن لم أقم بها عدلا وادحر باطلا لا تساوي شسع نعلي .. والحسين الثائر على الفساد لا يمكن أن يتبنى فاسدين .. والبتول إن كانت البتول التي نعرفها تتألم لكل ثكلى .. والحوراء التي نعرفها تحزن مع حزن كل يتيمة أو يتيم .. تلك الرموز لا يريحها البتة أن تستغل مصائبها لتجييش الناس ضد بعضها واستخدام ذلك التجييش للاستعراض وفرض السطوة على الآخرين .. ثم من هم هؤلاء الذين يمثلون منهج علي والحسين ..؟ هل أنهم أبناء الإقطاعيين وأعمدة نظام نوري سعيد أم غيرهم ..؟ من منهم يربط الحجر على بطنه ..؟ ومن منهم يكتفي لغذائه بماعون واحد ..؟ ومن منهم بقر العلم بقراً ..؟ ومن منهم كان همه أداء الأمانة وصدق الحديث ..؟ من منهم ، من منهم ..؟...

2 . في حين ترى مجموعات أخرى تدّعي تمثيل السنة وأن الحكم من اختصاصها وانه حق مقترن بها دون غيرها بالاستناد إلى الحق التاريخي الذي لا يمكن التخلي عنه للشيعة تحت أي ظرف .. هؤلاء لا يجيدون غير العزف على أوتار: الروافض والمجوس والفرس والعمالة والصفوية في حين أن مؤسسي مذاهبهم كلهم فرس.. والذين بقروا العلوم في تاريخ الدولة الإسلامية العربية جلهم من أقوام أخرى غير عربية .. وفي الوقت الذي قدمت فيه الأقوام الأخرى الفارابي وبن سينا وابن النفيس وعبد الجبار عبد الله فإنهم قدموا ابن تيميه وبن لادن وبن باز وعدنان الدليمي... . .

3 . أما البعثيين فإنهم يرون أن حقهم يستند إلى مبدأ الحيازة فقد كان الحكم وتبعا لذلك الشعب والوطن ضمن حيازتهم لعدة عقود خلت وهو حق لا يقوى الحق العددي أو الحق التاريخي مجاراته.. و24 ساعه ططوتهم عزة الدوري يتلو البيانات من إحدى مستنقعات السبخ في ارض الرافدين ويضع على كتفه رتبة مهيب متشبها بنابوليون بونابرت .. ويدّعي انه يزاول عمله من بغداد .. من يدري ..؟ ربما .. ماذا عندهم هؤلاء ..؟ هؤلاء يصفون الحكم الحالي بزمرة الأميين والعملاء والصفويون ويأخذون عليهم الفساد وسوء الخدمات والفقر الذي أصاب الشعب العراقي في عهدهم.. على اعتبار أن عهدهم كان زاهراً وان قادتهم لم يكونوا إلا شرطي أول وعريف ونائب ضابط ومتخلف يسمي نفسه (خير من الله طل وفاح) في حين أن نصف زائد واحد من النظام الجديد هم المتحولون من أزلامهم .. ولم تأكل الناس في عهدهم الزاهر حو.. ولم يعبر كيمياوي عن حرصه على سلامة الشعب العراقي عندما أطلق عبارته المشهورة بأنه لا يمانع من اختزال عدد العراقيين من 25 مليون عراقي إلى خمسه فقط من اجل أن يحكم البعث .. .

4 . كتلة علاوي التي لم تتحدد هويتها بعد هل هي بعثية أم سنية أو سعودية أم قطرية أم تركية أم كوكتيلا من كل هذا ..؟ قادتها مولعون بضرب الأرقام القياسية فمنهم من بز أقرانه بحجم ثروته ومنهم من حاز على السبق في من تآمر أو وجه باغتيالهم من العراقيين ومنهم الذي خرج من المنصب من الباب ليعود من الشباك ويفكر بالمغادرة من الرازونة لأنه لم يمنح صلاحيات ومعه حق لأن علماء الإدارة يقولون بان مسؤوليات بدون صلاحيات جنون .. ومنهم من يملأ الدنيا عويلا مثل عجوز البدو ولا يخرج من عملية سياسية إلا ويدخل أخرى وكل عملياته السياسية فاشله.. ولا ادري هل أن عملياته الجراحية التي كان يجريها يوم كان طبيبا فاشلة مثل عملياته السياسية ومن جراء ذلك عاف مهنة الطب ليزاول التجارة ..؟..

ثالثاً : فإننا نقول اليوم إن الإصلاح ليس ما تتحدثون عنه إنما الإصلاح يكون بإصلاح النظام السياسي في العراق وينبغي أن تتوجه الجهود إلى الآتي : .

1 . الخروج على الطائفية السياسية ورد الاعتبار إلى المواطنة التي لا يوجد فيها ما يميز عراقي عن آخر لا في الحقوق ولا في الواجبات .. .

2 . الخروج على المحاصصة ورد الاعتبار إلى الاستقامة والجدارة والوطنية .. .

3 . مواجهة الفساد ورد الاعتبار إلى قيم وإجراءات ووسائل النزاهة والاستقامة.. .

4 . الخروج على التوافقات التي لا تزيد عن صيغ بيزاريه وسوقيه ورد الاعتبار إلى الدستور .. .

5 . تنقية الدستور من كل ما يعتريه من تناقض ونواقص لا ينكرها حتى الذين شاركوا في إعداده وهم إنما يهزئون بأنفسهم قبل أن يهزأ بهم الآخرون إن هم فكروا يوما أن اشتراكهم في إعداده يضفي عليهم أي قدر من التقدير .. .

6 . إصلاح قانون الانتخابات .. والارتقاء به وبأدوات تنفيذه ليرتقي بوعي الشعب ويعبر عن مصالحه الأساسية ويحول دون الطائفي والفاسد والبعثي عن حكم الشعب.. .

7 . إعادة النظر في العلائق الدستورية بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان بما يضمن حسم الأمر إما فيدرالية ضمن العراق أو انفصال الإقليم عن العراق .. .

8 . إعادة رسم العلاقة بين الحكومة المركزية وبين المحافظات وبما يضمن اكبر قدر من اللامركزية الإدارية وفي نفس الوقت إبعاد وحدة العراق عن عبث الساسة الفاسدين .. .

9 . وضع حد للميليشيات المسلحة التي تأتمر بأوامر المتنفذين من ساسة وحكوميين ورجال الدين بما يضمن نزع أسلحتها وانصياعها للقانون .. والتخلص من سطوتها وابتزازها .. .

10. الارتقاء بالمجتمع العراقي والعلاقات الاجتماعية فيه إلى مصاف الدولة الحديثة القائمة على أسس المجتمع المدني والذي يتناقض كليا مع استشراء القيم العشائرية التي تتناسب سعتها مع ضعف وانحلال الدولة .. .

11 . مواجهة النزعات الدكتاتورية بمنع التجديد للمسئولين الحكوميين من منصب وزير فأعلي لأكثر من دورتين انتخابيتين وتحت أي مبرر أو ظرف .. .

12 . إعادة تشكيل مجلس القضاء الأعلى والمحكمة الدستورية بما يضمن الاستقلال الحقيقي لهما والنأي بهما عن أية ضغوط واختيار العاملين فيهما من الشخصيات المبدئية المحصنة ذاتيا عن الأهواء والضغوط .. .

13 . تأسيس مجلس اقتصادي أعلى من شخصيات معروفة باستقلاليتها وعلميتها ووطنيتها لإعادة هيكلة الاقتصاد ورسم أولوياته ووضع الخطط اللازمة بالنهوض بالاقتصاد العراقي والخروج من حالة الاقتصاد وحيد الجانب .. وربطه مباشرة بالحد من البطالة وتقليل الفقر وتوسيع الخدمات وتحقيق الرفاه .. .

14 . التخلص من هيمنة نطائحكم وعناصركم الفاشلة التي تهيمن على الجهاز الحكومي ورفده بالقيادات المهنية الكفوءة والمباشرة في تطوير الجهاز الحكومي من حيث النظم والعاملين والإجراءات بما يضمن التحول من جهاز يمتص معظم تخصيصات الموازنة بصيغة نفقات تشغلية دون أن يشبع من جوع أو يروي من ضمأ إلى جهاز حكومي منتج وبنفقات تشغيلية يتحدد سقفها الأعلى بـ 40 % من تخصيصات الموازنة .. .

خاتمه ..

الإصلاح الحقيقي يبدأ بشكله الحقيقي عندما يرعوي هؤلاء الساسة ويرى كل منهم سواد وجهه هو قبل أن يرى سواد وجه الآخر .. ففي العراق لم يعد الحال كما كان عليه أيام علي الوردي حيث يقتصر الأمر على غرابين أسودين اثنين فقط يعير الواحد منهم الآخر بان وجهه اسودا وهو لا يدري أن لون وجهه اسودا أيضا بل أكثر سوادا.. فقد باتت الساحة تكتظ بأسراب الغربان والكل ينعق بسواد وجوه نظراءه مع فارق بسيط هو أن الغربان الحقيقية لا تدري أن وجوهها سودا في حين أن البشر يدري ويدري انه يدري أن وجهه بل ضميره وفعله كلها سود .. مع ذلك فهو مصر على النعيق ولا يفيد معه الإقناع إنما ( ألطك على الخشم ..) ولكن من أين تأتي بالقبضات الواعية الجسورة التي تكفي للطك على تلك ( الخشوم )..؟..

تنويه :
لا اقصد بالغربان شخص بذاته .. إنما كل واحد من عناصر الطبقة السياسية العراقية التي خربت العراق وما زالت مصرة على تخريبه .. ولا اقصد بالخشوم خشم محدد بل خشوم الذوات جميعاً....

 



 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter