موقع الناس     http://al-nnas.com/

بـس مـات ثـغـر العراق


محسن ظــافـــر غريب - لاهاي

الثلاثاء 6 / 6 / 2006

عمل درامي محلي كويتي قديم بعنوان" بس يا بحر"، يقابله في العمق الحضاري العراقي قول: كفى خنقا لثغرالعراق الذي كان باسما حتى وهب أمير البعث الصدامي المحظور، ما لا يملك من نصف شط العرب لمن لا يستحق، آخر ملوك فارس بهلوي، تسابقا معه على التحالف مع أسيادهما الأميركان، وحتى وهب البعث التوأم من العراق ومن مسقط رأسه سوريا قضاء الكويت السليب وميناء إسكندرون الى آل صباح في أطراف عمقنا الجنوبي والى جارتنا الشمالية المسلمة تركيا، بعد التآمر مع العربي عبد الناصرمصرالذي نصره الأجنبي الأميركي في عدوان السويس الثلاثي سنة1956م إبّان لعبة الحرب الباردة، وبإعتراف البعث أول مرة بإستقلال محمية الكويت وبزيارة أمينه العام بشارالأسد لحكام تركيا الإسلاميين، كإعتراف ضمني ببقاء الحال كما كان في سبيل البعث، وبالحريّ" في سبيل التاج"( وهذا أيضا عنوان عمل درامي عن رواية أجنبية بذات العنوان).
مائة رصيف على ثغرالعراق رفعت منسوب التعاون السوري الإيراني لأهمية خاصرة مضيق هرمز تاريخيا دوليا وأميركيا حصرا مُذ إكتشف البرتغاليون بعد ضياع فردوس العرب والمسلمين المفقود الأندلس لرأس الرجاء الصالح سنة1498م، كي يرث العالم الجديد أميركا، أملاك بريطانيا العجوزالتي لاتغرب عنها الشمس في أعالي البحار حيث شبه القارة الهندية يوم كان التجارالعرب قد أوصلوا الإسلام الى شواطىء الهند الموصولة بدفء مياه هرمز وبرمال لعبة الأمم المتحركة في خليج البصرة الدافئة في زمن الحرب الباردة إبان العصرالسوفيتي وحتى تخوم عصرالعولمة لإنجاز المشروع البديل: "الشرق الأوسع" وقلبه النابض إسرائيل التي مدّت على الأفق مجسّاتها من جبال كشمير مرورا بجبال العراق وحتى مراكش وشواطىء المحيط الذي أخطأ الرحالة في الدوران حول رأس الرجاء الصالح وسموه الأطلسي حيث يقبع واقع المارد الأميركي بلا ضفاف.
كان البرتغاليون قد إستولوا على نقطة التجارة الدولية الأهم هرمز بتوصيف الرحالة المغاربي ابن بطوطة، حيث كانت البضائع ينقلها التجارالعرب بحرا من شواطىء شبه القارة الهندية عبر بحر العرب حتى ما كان يسميه العثمانيون بخليج البصرة، عندما كانت الكويت جيب جنوبي لسنجق البصرة، لتصل حلب الشام برّا ثم لشواطىء البحرالأبيض المتوسط ومن ثمت لأوربا العجوز إن لم تمرّ في سواكن وعيذاب على البحرالأحمر لتصعد مع نهر النيل الى الأبيض المتوسط، فدرب الأربعين شمال غربي القارة الأفريقية بدء من ميناء الإسكندرية المتوسطي أو دمياط فالبندقية جنوبي أوربا أوأسيوط صعيد مصر المملوكية حتى الواحات ثم مالي وغانا وبمعنى أدق أن خراب البصرة بدأ بإحتلال البرتغاليين لهرمز وانتهى بخراب مالطا وروما ملتقى خارطة الطرق التي تحاصرأقطارالعرب لولا خلاص ميناء عدن في عقر دار منبع أرومتهم اليمن، من أخطبوط قراصنة أعالي البحار البرتغاليون ثم الهولنديون والبريطانيون، لإغلاق مضيق باب المندب، وفشلهم في الإستيلاء على ميناء جدّة على البحرالأحمرغربي شبه جزيرة العرب الأمرالذي أوقف حملتهم الصليبية الجديدة على بيت المقدس!.
كانت مصر سنة 1505م، أرض الكنانة يوم أمخر أسطول" حسين الكردي" البحري الحربي المصري، بأمر سلطان المماليك قانصوه الغوري المدعوم من العثمانيين ومن تجار البندقية في حوض المحيط الهندي الموصول بخطوط التجارة الى" البصرة الفيحاء" وحلب الشهباء، فحصّن البحرالأحمر أي جدّة وعدن وعرج الى الهند ليتحول البرتغاليون مضطرين الى الأطلسي حيث ميناء لشبونة قبل هزيمة الأسطول المصري ومواصلة أدراجه الى جدّة من جديد وتحول التجارة الى أطلسية نيويوركية مع غزوة أيلول الأميركي الأسود سنة أولى الفية ثالثة للميلاد 2001م.
سنة1517م إنطلق البرتغاليون الغزاة من هرمزالى جدّة وعادوا خاسئين لتصدي القائد العثماني سليمان الريّس لهم و لتعقبه سير خطهم الى جزيرة قمران، وقد خسر والي مصر سليمان باشا العثماني حرب ملاحقتهم ملاحيا إنطلاقا من ميناء السويس بأسطول بحري قوامه80 قطعة بحرية حربية طواقمها20 ألف جندي من مصروالبندقية والشام إثر ضم الشام للخلافة الإسلامية، لطردهم من الهند.
ومُذ 5 قرون، بدء من سنة1507م خرّب البرتغاليون خط البصرة التجاري الملاحي، إثرطردهم من باب المندب، من قبل الدولة العثمانية وسجالها البري البحري الطاحن الدامي الذي دام معهم بين عامي1550-1583م، إنطلاقا من السويس فإستعاد الأسطول العثماني سلطنة عُمان لتحمله الرياح الى شاطىء كجرات الهندي فيستقرالأسطول في البصرة عاجزا عن تحريرها وعن عودته عبرسواحل اليمن والبحرالأحمرالى السويس، يوم كانت الكويت إطلالة ميناء البصرة على خليج البصرة، وكانت التجارة، إكسير حياة ما قبل النفط وما قبل هزيمة العثمانيين في المتوسط سنة1571م وما قبل الحرب الكونية الأولى وتقاسم الغرب بإسم" الثورة العربية الكبرى"لأسلاب الرجل المريض أرض العرب ومواصلة زخم الغرب حربه برّا وبحرا وجوّا بإسم قضية العرب المركزية فلسطين ثم خارطة الطريق العراقية الفلسطينية، طمعا بغاز ونفط قطر وبنفط الإمارات والمنطقة الشرقية لجزيرة العرب، الدمام والقطيف والظهران والكويت وعبادان إيران وسوى ذلك.
وعلى أول حكومة عراقية منتخبة اليوم مواجهة إرث البعث الرث بدء من عملية طوارىء" البصرة الفيحاء الآمنة" ومواجهة كل هذه القطع البحرية للأسطول السادس الأميركي وكل القواعد البحرية والبرية الحربية عند مضيق هرمز من سلطنة عُمان ودولة قطر ومملكتي البحرين والسعودية في الخبر والظهران، صعودا الى درة خليج البصرة، وشاطىء البصرة حتى الأحساء، مرورا بكويتها السليبة وجزيرتي طمب وأبوموسى ووربة وبوبيان وفيلجة وخوري عبدالله والعميّة وأم قصرالتي أخذ كيان آل صباح يأتي على جنوبها فينقصه عدوانا كما هو عدوان كيان آل صهيون على جنوب لبنان (*).
على حكومة المالكي مواجهة جيبي جنوب وشمال العراق حماية لنفط البصرة الفيحاء الطيبة وكركوك العراق المصغّر والتآخي، ومساعي مشيخيتي: آل صباح وجحوش بشتاشان ولنشاط مشبوه مكشوف، وفحوى تصريح لوزير شوفيني فاشي مستحدث ؛ بأن على الحكومة الحالية أن تحترم الوقت وأن لاتتصرف كالحكومات السابقة، لأن التباطؤ في حل مسألة كركوك هذه المرّة ليس في صالح العراق والعملية الديمقراطية!. ومغزى ما نـُشر في مثل صحيفة المليارديراليهودي الروسي المقيم في العاصمة البريطانية لندن ريبيريسفنسكي " كومرسنت" الإقتصادية الروسية، بصدد أبعاد بادرة إنشاء أول قاعدة روسية خارج الإتحاد الروسي، بعد مباشرة العمل بها بالتنسيق مع بشارالأسد الذي زار موسكو قبل نحوعام بعلم واشنطن في لعبة تركيع(الأسد والقذافي) ليعمرا معا في السلطة ويرثانها صاغرا بعد صاغر جيلآ بعد جيل!. ثم بعد ذلك عودة هذه الصحيفة، لتنشر تصريح أحد طاقم سفارة روسيا في سوريا(فلاديميرزمين) بأن بديل قاعدة سباستبول الروسية في أوكرانيا منطقة القرم المستأجرة على البحرالأسود كما يفترض حتى عقد قادم من الآن، سيكون لاحقا قاعدة"ميناء طرطوس" الدائمة على البحرالأبيض، المحمية بنظام دفاعي مضاد للطائرات عصري متطوربعيد المدى إستراتيجيا، وأن العمل جار فعلآ على؛ توسعة ميناء اللآذقية وتعميق ميناء طرطوس السوريين على ساحل الأبيض المتوسط، لإحياء الحرب الباردة ضمن إتفاقية تعود لأواخرالعصرالسوفيتي بين روسيا وسوريا.
تزامن مع ذلك مساء 3 حزيران يونيه الجاري2006م مصادقة برلمان جمهورية الجبل الأسود ( ونموذجه العراقي جيبي جنوب وشمال العراق) على إستفتاء جرى في21 من شهرأيارماي الماضي لإستقلال هذه الجمهورية الإتحادية المطلة على أعالي البحارعبرالبحرالأسود والأدرياتيك ، عن صربيا التي تفقد إطلالتها الباسمة الوحيدة تلك على مدى 88 سنة كما فقد ثغرالعراق بسمته ومات أو كاد، لتكون الكويت دويلة لآل صباح وعضو في جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة تماما أسوة بالعراق العضو المؤسس الفاعل بهما، وتكون جمهورية الجبل الأسود العضو رقم192 بمنظمة الأمم المتحدة كما بشر رئيسها فيليب فويانوفيتش، وتسرّح قاعدتها أعداد جُند بحريتها في تيفات البحرية كما تم تسريح الجيش القديم في العراق وبيع عدّة أسطولها خردة، كقذائفها الحربية وقطعتها العسكرية ساوا - 831 للقذافي ولمبارك المعمرين بالسلطة الوراثية الليبية المصرية ولأقطار آسيوية منها سيلان التي تسمى اليوم سري لانكا، لتعويض خسائرإعصارتسونامي ولمواجهة ثورة نمورالتاميل.
والأهم على حكومة المالكي ووزير دفاعها متابعة ثروة العراق الوطنية المضيّعة مع بناء صدام السجين للقصور، عبرصحف مثل صحيفة الغارديان البريطانية العالمية(**).


(*) إستنتج ابن بطوطة بعد رحلته الشهيرة في القرن13هـ بأن هرمز: مدينة على ساحل البحر تسمى" موغ ستان" تقابلها في البحر هرمزالجديدة... ومدينتها جرون، وهي مدينة حسنة كبيرة، لها أسواق حافلة، وهي مرسى الهند والسند، منها تحمل سلع الهند إلى العراقيين وفارس وخراسان.

(**) موضوع "الطرادتين العراقيتين(طارق بن زياد وموسى بن نصير)"، وهما جزء من طلبية تعاقد عليها العراق مع شركة فنكانتيري لصناعة السفن الحكومية منذ سنة1980م بعقد مشابه لتفريط وزيرالدفاع الشعلان المتهم الفار، مقداره 960 مليون دولار ويشمل طرادتين من طراز ازميرالدا وأربع طرادات من طراز وادي، محملة بمروحيات وصواريخ وقاذفات صواريخ وطوربيدات مضادة للغواصات مع أربع فرقاطات من طراز لوبومسلحة بصواريخ قصيرة المدى وسفينة مؤونة. بيد أن حرب الخليج الأولى ضد الجارة المسلمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الوليدة توا، لم تغفر لصدام حرب الخليج الثانية، ثم شؤم 13 سنة حصار جائت مثل رياح بما لا تشتهي السفن!" ويبلغ وزن الطرادة 680 طن بطول 70 متر مزودة بالصواريخ والمدافع . وقد دفع العراق من مقدرات أجياله مع أسلحة الدمارالشامل(!)، الثمن قبل عقدين من الزمن، منذ سنة1986م. ويقول المحلل البحري جيم ماكوي من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن : كان يمكن لهذه الطلبية ان تغير نوعية وقدرات الاسطول العراقي . وقد تم حجز بعض هذه السفن في ميناء مدينة لاسبيزيا الواقعة شمال غربي ايطاليا على رأس خليج لاسبيزيا، وهي إحدى أهم الموانيء العسكرية والتجارية في ايطاليا وفيها أيضا أكبر الصناعات العسكرية. وتعتبرمدينة حديثة تعود غالبية مبانيها الى سنة1920. وميناء لاسبيزيا مركز للناتو متخصص بصناعات واختبارات الأسلحة البالستية تحت الماء وهو أيضا مركز اختبارات لمروحيات AH-101 التي تصنعها بريطانيا وايطاليا وثمة جيل جديد من غواصا - طرادات وبوارج بحرية اشتراها العراق في عقد ثمانينات القرن الماضي وبقيت محتجزة بالموانيء الإيطالية والمصرية حتى اليوم و بعضها صار مجهول المصير. وثمة موقع بتعقب مصير القطع البحرية العسكرية العراقية، اجنادين. البحر العربي. موسى بن نصير. طارق بن زياد ! ويقوم على الطلب من القراء ممن يعرف معلومة عن مصيرها أن يذكرها لأن الناتو تبنى ذلك .حسب ما جاء في تحقيق الغارديان البريطانية و صحف اسبانية وايطالية، مع بعض الصور لسفن عراقية سرقتها البحرية الإيطالية وتستعملها تحت أسماء أخرى، وعن تفاصيل معيشة البحارة على السفن التي احتجزت في ايطاليا، والحصار المدمر الذي مورس عليهم بعد حجزهم في الميناء الإيطالي المذكور طوال فترة الحصار. فلم يسمح لهم بصيانة الطرادات ولا حتى بتدوير المحركات. وكل ذلك تفاصيل هامة يجب أن يعلمها وزير الدفاع العراقي الجديد والتاريخ ليظهر الإفراط والتفريط بمقدرات وثروات العراق. و"السبب الرئيس لعدم تسلم العراق سفنه لم تكن حرب الخليج الأولى. لأن ايطاليا كانت تبيع أسلحة لإيران عبر شركه OTO MILARA . بل لأن خطة العراق كانت استخدام هذه السفن في منطقة مضيق هرمز وعلى أساس ذلك وقع البعث الصدامي اتفاقيه مع اليمن لإنشاء قاعدة بحريه هناك وتم إرسال أكثر من 130 طالب يمني للتدريب في الاكاديميه البحريه في البصره ما بين سنه 1983 – 1984. الأمر الذي يعني خروج صدام السجين عن النص".