| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن ظافر غريب

algharib@kabelfoon.nl

 

 

 

 

الجمعة 5 / 1 / 2007

 

 

صدّام في الشهر والبلد الحرام

محسن ظـافــر غريب

1
بعد أن طلع علينا صاحب صحيفة"القدس العربي" عطوان، في كلمته أمس الأوّل تحت عنوان سيتقدم صدّام الى المشنقة مرفوع الرأس، وأنّ الأنفال وصمة عار في جبين كلّ عربي(موازنا بين الجلآد والضحيّة وكأنّ القاتل والمقتول على صعيد واحد في الجنة أوالنار) عاد في كلمة عدد الأمس ما قبل عطلة صحيفته خلال العيد وتنفيذ حكم الإعدام بصدّام المُدان، ليتحفنا بما ينمّ عن مثل تهافت عطوان هذا بذات النفس الوهابي بقوله؛ سيرقص الصفويون فرحا لإعدامه.. يرتعدون من نظرات عينيه.. آخر رئيس للعراق الموحد..(يعني العراق الذي تقسّم عمليّا بسبب صدّام المقبور وحزبه المنقسم على نفسه، الى كردستان وخطوط عرض دوليّة وطوائف ونحل وملل عرقيّة- إثنيّة!) ويختم بأمنياته المريضة الساذجة غير الطيّبة للعراق وأهله. اليوم يُكمل أحد أبناء وعّاظ السلاطين السعوديين، مدير فضائية"العربية" السعوديّة عبدالرحمن، نجل الشيخ الوهابي" حمدالراشد" الذي صلىّ على جنازته الراحل ابن باز، بأنّ؛ اليوم الذي تمناه صدّام نفسه لأنه يعرف أنه سيستفزّ مشاعر الأغلبيّة وأحاسيسهم. اليوم الذي أعفى فيه الله سيّدنا إبراهيم من تقديم إبنه إسماعيل قربانا وصار رمزا ويوما للعفو والرحمة، والموالون لصدّام إستفادوا من مثل هذه الأخطاء الشكليّة كما حدث حين ضربت القوّات الأميركيّة الفلوجة والنجف في شهر رمضان، وإن جرت في مثل هذه الأشهرالحُرم في الغرب بأن لا يُرسل المحكوم عليهم الى الإعدام في يوم عيد الكريسماس لأنه مثل بقيّة الأعياد مناسبة للتسامح والرحمة. لكنّ هذا الكاتب دعي الليبرالية، يخلص في موضوعه هذا المنشور في صحيفة "الشرق الأوسط" السعوديّة اللندنيّة31ك1/2006م، الى قوله؛ وما كان إعدامه(صدّام الذي قـُبر فجر اليوم قريبا من مقبرة ولديه وحفيده في قريته العوجة) إلآ مُجرّد تطبيق للعدالة في أصدق صورها وإن جرى تنفيذها في أسوأ أيّامها. موازنا بين جُبن جُفاة شعوبهم مثل كيان آل سعود في شبه جزيرة العرب وكيان نهر الأردن المصطنعين و فرعون مصر الخرف المُخضرم ورئيس حكومة حماس هنيّة الذي بعد أن تعرّض لمحاولة إغتيال سياسي على معبر رفح الحدوديّة مع مصر، وصف واجب تنفيذ السلطة التنفيذيّة العراقية للقضاء العراقي سليل أوّل قانون للبشريّة بأنه"إغتيال سياسي"، والقذافي المُعمّر بالسلطة الليبيّة الذي إختطف ضيفه الإمام اللباني موسى الصدر وغيّبه، بدأ العراق بالإحتجاج رسميّا على إعلانه الحداد في ليبيا على صدّام الإجرام، حزنا خلافا لفرح الكويتيين وكرد العراق قبل أغلبيته الشيعيّة، وهو الذي زعم أنه نصير الكرد. هذا من جهة ومن جهة أخرى بين الراشد ليبراليته المحافظة الجديدة ومرجعيتها واشنطن، مُجتهدا في تجاهل التاريخ الأموي، الذي يُذكرنا بنحر الجعد بن جرهم بيد خالد القسري، أضحية بعد صلاة العيد. وإغتيال مؤسس جمهوريّة العراق الخالدة الزعيم الخالد الشهيد عبد الكريم قاسم الصائم في النصف من شهر رمضان القائم على شرف المسؤوليّة التي فرّ منها صدّام الى حفرته خشية قبره الذي أراحه من حياة الذل القصيرة إثر إعدامه في تمام الساعة6.10 من صبيحة رمي الجمرّات، بتوقيت بغداد التي عيّدت وفق عاصمتها الروحيّة "النجف الأشرف"، اليوم وليس غدا ولا بالأمس. بغياب مُدعي عام محكمة ضحايا صدّام في الدجيل ضمن الحجيج(السيّد جعفرالموسوي)، وغياب مدعي عام محكمة ضحايا صدّام في حملة الأنفال عن حضور إعدام صدّام( منقذ آل فرعون) الذي صرّح بتجويز قانون محكمة الجنايات العراقيّة أولآ للتنفيذ بعد 55 يوما من تثبيت دائرة تمييز حكم هذه المحكمة الذي وصفته دعاية البُداة الجُفاة(الممتد بين19ت1/2005-30ك1/2006م) بالإعدام المُتعجل الذي تورّط في توقيته الرئيس المالكي، تارة وبالمُتأخر تارة أخرى، وثانيا بمثل غيابه وزميله وتوقيع رئاسة جمهوريّة العراق الشكلي، في ظلّ إرادة شعبيّة وطنيّة إنبثق عنها دستور العراق وإنتخابات30 ك2/2005م الوطنيّة العراقية في الداخل وهنا في الخارج، التي شرّعت توقيع الرئيس المالكي على ما إحترمه الخارج Saddam Hanged شنق صدّام، كثمرة من ثمرات الإنتخابات في30 ك1/2006م، وإقترن بعيد الأضحى المبارك، كجزء من الماضي، ومن صفحته المطويّة في مثل هذه الأيّام آخر أيّام عيد الأضحى سنة1995م؛ كان عشائر الدليم؛ البدرانيين، البومحيميد، البومحل، البوفهد، البوشُمّر الكبيرة، البوعيسى، البُعيثة، العانيين الخريط، ومنهم نائب أسبق لجمهوريّة العراق بين عامي1965-1966م، ورئيس الحكومة الأسبق اللواء الطيّارعارف عبدالرزاق، وأوّل رئيسين منتجبين إستحدث لهما منصب رئيس جمهوريّة العراق الأخوين عارف على التوالي قبل خيانة القصرالمسروقة في30 تموز1968م، وهما من عشيرة" الجميلات" المُتحدّرة من الرمادي وهي فخذ من الدليم. ناهيك عن آخر وزير خارجيّة لصدّام وأخيه مرتضى وناجي الحديثي من حديثة ومحمّد عايش الذي أعدمه صدّام، ومن راوة البعثي أياد فتيح الراوي ومن عانة وعموم محافظة الأنبار تحدّر رئيس إستخبارات عارف الثاني وخائن قصره عبدالرزاق النايف، عشائر غاب رئيس أكبرعشائرهم البونمر، الشيخ حسين عبوش البدراني عن لقاء صدّام إنسجاما وإنتفاضة عشائر الدليم(750 ألف نسمة) يوم الجمعة الدامية17 أيارماي1995م، عندما إعتلى شيخ الطريقة الرفاعيّة حسين عبّوش البدراني منبرجامع الرفاعي في الرمادي، وقال؛" إنّ الضرب في الميت حرام.. وما شاهدناه اليوم من تشويه وعبث بأجساد هؤلاء الناس حرام، وإذا كانوا مجرمين حقا فالقانون والمحاكم هما الفصل في ذلك( كتب صدّام على جثمان أربعة من أبنائهم؛ مجرم متآمر)، الى المقبرة؛ الله أكبر وله الحمد. الله أكبرعلى الطغاة. وقد إقترح البعض من أهالي الدليم دفن محمد مظلوم الدليمي بدون غُسل لإعتباره شهيدا!. وأنهم أشراف .. إنهم في الجنة (ردّا على محافظ صدّام في الأنبار القائل؛ إنّ هؤلاء خونة ومجرمين- بعد عادة إطلاق العشائر للرصاص)، وردّ العشائر الدليميّة على قوّات طوارىء صدّام، فولت الأدبار في الأنبار!، حتى جاءت قوّات الطائش الهالك عدي صدّام"فدائيي صدّام" مساء ذلك اليوم لتوقع المجزرة التي إستمرت الى اليوم التالي، ثم إعلان دعاية صدّام عن برقيّة الى صدّام؛ أهالي الرمادي على العهد باقون؛" جدد أهالي مدينة الرمادي وقوفهم المطلق خلف راية"الله أكبر" التي رفع لوائها صدّام دفاعا عن العراق العظيم!"(الذي مزقه صدّام ثم كتب على راية التكبير لفظ الجلالة ليتوالى ذلّ هزائمه في ظلها وإعدامه. كانت نكبة العراق في8 شباط1963م بقيادة كتيبة 14 تموز التي تأسست مع مولد جمهوريّة العراق في14 تموز1958م، حيث كتيبة الدبابات بنظام الجيش المُنحل مسلكيّا مع حزب البعث على أيدي صدّام والمُحل تنظيميّا مع البعث على أيدي بريمر المُحتل، تتكوّن من أربعة رعائل، الرعيل=12 دبابة، مع طواقمها وآلياتها وذخيرتها. وكانت تعادل كتيبة لواء مشاة إداريّا، أما الرعيل فيُعادل إداريّا قوّة فوج. وأوّل إنتفاضة مسلحة بعد إنتفاضة ضابط الصف حسن سريع في3 تموز1963م على نكبة العراق في8 شباط من ذات العام، كانت في14 حزيران1995م، عندما آمر اللواء المُدرّع العاشر، اللواء الركن تركي إسماعيل سلطان الدُليمي من عشيرة البونمر في الفلوجة، قاد 5 دبابات فقط من أصل35 دبابة، من مقر اللواء المذكور في معسكر الرشيد- لتحرير سجناء معسكرأبوغريب الذي أغلق بعد فرار صدّام وحزبه، ومنهم850 مواطنا عراقيّا من قبيلة الدليم، وقد فرّ السُجناء وتوزّعوا على الأحياء والقرى المجاورة وغربي بغداد، وكان اللواء الدُليمي يفتقر الى الإسناد الجوّي الذي عوّل عليه، وقد وصلت قواته مع وصول عناصر صدّام الى المُرسلات الإذاعيّة ليسحق كتيبتي حرس صدّام الثانية والسادسة، وقوامها قططه السمان المربّين على الرُشى في المال والرُتب ليكونوا سببا لإندحاره وحزبه في ذكرى ميلادهما نيسان2003م وخلعه من قبل أسياده الذين أتوا بحزبه على قاطرة أميركيّة في نكبة شباط1963م، وتسليمه للحكومة العراقيّة لمحاكمته وإعدامه. سيطر الدُليمي على مُرسلات الإذاعة والتلفزة العراقيّة التي تبعد2-3كم عن سجن أبوغريب المُزال اليوم، كما فعل الشباطيون في الشهر الحرام رمضان سنة1963م، ثم زحف على قصور الشعب الرئاسيّة في مزرعة الرضوانيّة وعلى بغداد لإستباق نهاية صدّام المقبور على يديه وتتويجا لإنتفاضة الدليم على إعدام صدّام للواء الطيّار محمد مظلوم الدُليمي. فأعلن صدّام حالة الطوارىء بإنذار درجة ج القصوى في جيشه المهزوم مرارا تحت راية التكبير التي أعدم في نهاية المطاف ذليلآ في ظلها، وأسفرت إحدى هزائمه تلك عن هلاك 150 مرتزقا من حرسه، وتدمير20 دبابة وناقلة جُند و5 طائرات مروحيّة جاثمة على مُدرّج مطار أبو غريب العسكري مع إسقاط طائرتين مروحيتين إمعانا في إهانة سلاح الجيش القديم وهي من مُقدرات الشعب العراقي المُغيّب. ليوكد مسؤول في الإدارة الأميركيّة التي أرغمت حليفها السابق صدّام خلال حرب الخليج الأولى، على توقيع شروط إستسلامه في حرب الخليج الثانيّة داقة مسمارا بنعشه ودقّ عنقه في غرفة الإعدام التي مساحتها10م2 في مقر قوّت حفظ النظام التابع للشرطة العراقيّة في مدينة الكاظميّة شمالي العاصمة بغداد، المبنى الذي أسسه صدّام سنة1980م لتعذيب وأعدام أحرار وأبرياء العراق بإسم"الشعبة الخامسة للإستخبارات العسكريّة، وكد ذاك المسؤول من واشنطن؛ إنّ أجهزة الإستخبارات الأميركيّة رصدت وقوع تبادل لإطلاق النار بين وحدات عسكريّة قرب محطة راديو قريبة من بغداد يوم14 حزيران1995م. وبهذا الخبر إعلان عن تفكك الجيش القديم الذي قادته عناصرصدّام وجحوش كرد العراق والعرب الشيعة ضدّ طائفة السنة من آل جبوري الذين يكثرون في الموصل وإنفصالهم عن صدّام منذ ت1/1994م، وهم وسواهم كثر، منهم اللواء راجي التكريتي الذي أتهم برفض تسلط صدّام وهو من تكريت التي كان يخدم أبناء قرية العوجة لديهم ويتسمّى صدّام بأنه تكريتي ثم رفاعي متحدّر من شجرة الرسول(ص)، حتى تفكك الدولة العراقيّة ذاتها. فكان إستشهاد محمد مظلوم الدُليمي الشرارة التي أشعلت شمال وجنوب ووسط العراق، وذيولها ظلت تتوالد بالإنشطار الذاتي في الفرات الأوسط وفي وسط الدليم الممتدّ من جنوب الموصل حتى حدود مملكة أسرة آل سعود، وكان الإسم لواء الدليم قبل مولد جمهوريّة العراق وفيه معسكرH3 وقاعدة بحيرة الحبّانيّة التي عسكر فيها الإنتداب البريطاني على العراق وفيها مناجم الفوسفات. ثمّ تغيّر إسم هذا اللواء الى محافظة الأنبار ومركزها مدينة الرمادي. وهي اليوم من الناحية الجغرافيّة ثلث مساحة العراق وتضمّ مُدن الفلوجة، هيت، حديثة، كبيسة، القائم، والرطبة، أهلها فيهم العراقي والطائفي والمتعاون مع الإحتلال لبقاء الإحتلال ولإعادة الإختلال وفيهم من يسعى بوطنيّة لإزالة آثارهما وآثار صدّام الذي إستقدم قدم العم سام. أيضا في7 آذار1995م، أعلنت هيئة الإرسال العراقيّة في شمال العراق والتابعة للمؤتمر الوطني العراقي المعارض لصدّام؛ إنّ قوات المؤتمر سيطرت فجر اليوم على في الشرق والشمال الشرقي من مدينة التآخي العراقي كركوك النفطيّة الخاضعة لعصابة صدّام، على كتيبة مدفعيّة الفرقة38 التابعة لقوّات الفيلق الخامس، للجيش القديم، في هجوم كاسح لقوّات المؤتمر. وفرضت سيطرتها الكاملة على الموقف في محورعمليّاتها كما جاء في تضاعيف نشرة وزعتها الهيئة المذكورة. وغنمت8 مدافع ميدان من طراز2ملم و3 عجلات حاملة للدوشكا للمدفعيّة المُضادة للطائرات وكميّة كبيرة من الذخيرة والأسلحة الخفيفة، وأنّ70% من جنود الكتيبة وضبّاطها إلتحقوا بقوّات المؤتمر الوطني العراقي، إضافة الى أفراد الفوج الثاني والثالث من اللواء848 التابع للفرقة ذاتها من الجيش القديم، هذا فضلآ عن تدمير مُدرّعتين وعجلتين عاملتين للمدفعيّة المُضادة للطائرات من فرقة العابد التابعة لحرس المقبور صدّام، والفرقة العاشرة للجيش في العمارة. في ذلك الوقت أعلن مؤسس المجلس الأعلى للثورة الإسلاميّة الحاكم اليوم في العراق، السيّد آية الله محمّد باقر الحكيم، بأنّ الموصل وسامرّاء شهدتا قلاقل خلال الأيّام الماضية، وهو ما تصاعد حتىالسقوط الشاقولي المُدوّي لوكيل وحليف الأميركان الطاغية الكارتوني الخائن صدّام الذي عاش على التخوين والتخويف ولم يفهم سوى لغة القوّة والغدر، مستعينا بالعشيرة ثمّ الحزب المدعوم من الأجنبي والدولة. حتى أقرب المقربين له من عصابته المحترفة للجريمة من عشيرته"البيجات"، لم تسلم من غدره، عندما إستدرج قبل عقد من زمنه الشاذ الردىء، زوجي إبنتيه من الأردن ليسلط عليهما عصابته من أسرته فيقتلانهما إثر عودتهما الى العراق في في أوّل أيّام عيد الفطر سنة1416هـ الموافق20 شباط 1996م.

2
إثر مجزرة الجمعة17 أيارماي1995م، التي إجترحها صدّام الإجرام، ضدّ أهالي الرمادي ليومين متتاليين، إنتفضت عشائرالدليم وتضامنت معها الفلوجة، عشائر زوبع، البوعيسى، المحامدة، تميم، آل فيّاض، والوافدين عليها من غربها؛ آل كبيس، الراوي والعاني، والرصافي، وإستمرّت إنتفاضتهم5 أيّام. ولم يُشارك رئيس كبرى عشائرهم" البونمر"، في لقاء صدّام، إحتجاجا في آخر أيّام عيد الأضحى، مثل هذه الأيّام. وفي عيد الفطر سنة1416هـ من العام التالي 1996م، جعل صدّام كيده فيأقرب المقربين إليه، نسيبه زوج إبنته المقيمة في الأردن رغد، وصنيعته في الإجرام حسين كامل حسن؛ الذي وُلد في قريته العوجة"(قرية ومدفن صدّام في مبنى لتقبّل العزاء فيها، بناهُ صدّام) . حسين كامل هذا، أيضا من عشيرة"البيجات"، وهذا ما أهله ليكون برتبة ضابط صف في الجيش المُنحل بعثيّا عمليّا بفرار جنوده ومراتبه وضبّاطه ومن بعدُ المُحل أميركيّا بفرمان بريمر، وأحد مرافقي خال صدّام(الأشرّ طلفاح المُسلط) الذي أصبح محافظ بغداد. سنة1970م. نقل حسين كامل خدماته لمقرّ نائب أحمد حسن بكرالتكريتي(صدّام التكريتي. الأربعة؛ أحمد حسن بكر وطلفاح وحسين كامل وصدّام قبروا) في ما سُمّي بالمجلس الوطني، القريب من قصر البكر(الجمهوري، الذي بناهُ مؤسس جمهوريّة العراق الشهيد عبدالكريم قاسم ولم يسكنه) في كرّادة مريم. وكان ذلك سنة1973م، ليلتحق حسين كامل بدورة أمنيّة عسكريّة في بلغراد لمدّة نصف سنة فقط ليُمنح رتبة مُلازم ثان سنة1978م، ويُرفع خلال الحرب ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة الوليدة الى مُلازم ومُرافقا لصدّام المقبور. منتصف عقد ثمانينات القرن الماضي تزوّج كبرى بنات صدّام، رغد، ليتزوّج شقيقه صدّام كامل حسن، إبنة صدّام الوسطى، رنا(الأخيرة، حلا، تزوّجت من المسؤول العسكري أحمد مصطفى التكريتي). أصبح حسين كامل مُشرفا على جهازالأمن الخاص الذي لعب دوره بتوجيه صدّام في الحرب ضدّ إيران ليقفز الى رتبة فريق أوّل ركن(عبدالكريم قاسم في آخر جدول ترقية له عندما كان الجيش جيش، بلغ مسلكيّا رتبة فريق ركن فقط، أي أدنى من سائق الدرّجة الناريّة حسين كامل!) ووزيرا للصناعة والمعادن رئيسا لهيئة التصنيع العسكري، وكان أحد ثلاثة ساهموا في إدخال القوّات العراقيّة الى الكويت في2 آب1990م مع ابن عمّ صدّام علي حسن مجيّد وأخ صدّام غير الشقيق سبعاوي إبراهيم الحسن، وقاد إقتحام أرتال الحرس الجمهوري مدينتي كربلاء والنجف المُقدّستين، لإخماد إنتفاضة ما بعد حرب الخليج الثانية. شغل حسين كامل لمدّة4 أشهر منصب وزيرالدفاع!، لكنه فشل فشلآ ذريعا بما لايمكن التستر عليه، في السيطرة على مدينة كلار الكرديّة أواخر1991م. عولج من ورم في رأسه في مدينة الحسين الطبيّة بالعاصمة الأردنيّة عمّان لمدة شهر. يتميّز حسين كامل بالهدوء وحسن الإستماع، وعليه أصبح شقيقه صدّام من ضباط حرس صدّام(الجمهوري) وزوج إبنته. في يوم8 آب 1995م، أعلن صدّام إنذار ج في الجيش القديم، للجوء حسين كامل وشقيقه صدّام وزوجتيهما إبنتي صدّام، وابن عمّ حسين كامل(عزّالدين محمد حسن) مع عائلاتهم ومعاونيهم ضمن عشرين آخرين مرافقين عسكريين، عن طريق البرّ وتوجّهوا فورا الى الديوان الملكي الأردني حيث إلتقوا والد الملك عبدالله الثاني(الحسين بن طلال) وخصص قصرالضيافة لإستضافتهم. وكانت قد سرت منذ العام الماضي شائعات عن رغبة أفراد من عائلة صدّام في القبول بعرض أميركي سرّي قدّم من خلال قطر عربي لضمان خروج صدّام ومائة من أقرب المُقرّبين له الى خارج العراق. وقيل أنّ لأرملة صدّام إبنة خاله المقيمة الآن في قطر ساجدة طلفاح، علم مسبق بنيّة إبنتيها رغد و رنا المقيمتان في الأردن بعد أن رملهما أبوهما المقبور وشقيقهما الطائش عدي وعمّهما مُهرج المحكمة المتظار بالرصانة سابقا(برزان)، وقريبهما علي كيمياوي، هؤلاء أدواة والدهما صدّام الذي يتم أحفاده ليلة أوّل/ ثاني أيّام عيد الفطر قبل عقد من الزمن، بعد عفوه الرئاسي الذي منحه بيده اليمين لينسخه غضبه بيده الشمال، وكأن شيئا لم يكن، لأنّ إبنتيه قررتا مرافقة زوجيهما الى الأردن. وهو ما أعتبر الهروب الأوّل الصغير لصهري صدّام وإبنتيه؛ قافلة قوامها35 سيّارة و15 شاحنة، نواة هروب البعثيين الى مضايف الأردن العروبيّة الأصيلة التي تعود لأيّام الثورة العربيّة الكبرى المتحالفة مع البريطانيين ضدّ العثمانيين، ثمّ الهروب الكبير الى الأردن والجوار وأقطارالعالم، بما لاسابقة له، وقد قيل؛ الناس على دين ملوكها، والسبب صدّام ابن أبيه، والعدواني الهالك عدي سرّ أبيه، الذي إعتاد إطلاق النار للقتل العمد، فأطلق النارعلى أخ والده غيرالشقيق وطبان الذي كان حتى1995م وزيرا لداخليّة صدّام، ومن ثمّ ثنى بإطلاق النارعلى زوجته ثريّا، وكأنه يتدرّب على الرماية، وفي المرّة الثالثة على ابن عمّه علاء وطبان ثمّ قتل ثلاثة من مُرافقي وطبان وذلك بعد حفل العشاء الأخير الذي أقامه صدّام بداره بتكريت مساء7/8/1995م. صدّام يُعلق فور فرار إبنتيه بحديث طويل؛" لقد خان حسين كامل وهو القريب منا، ولكن لن يكون له التأثيرالذي كان ليهوذا.. وأولى به أن لو أراد أن يُطهّرجانبا ممّا وقع أن يموت ولا يحيا حياة الذل.. سرق بضعة ملايين من الدولارات من الشعب العراقي". ( بعد أن يأس صدّام من جدوى الفرار الى حفرته والمراوغة الصبيانيّة في قفص المحكمة، إقتنع في حجرة الإعدام بأنّ الموت والله حق وطريق حياة الذلّ مسدود، مجبر أخاك لا بطل كي لا يحيا) ويردّ حسين كامل فورا في مؤتمر صحافي له بالديوان الملكي بعمّان على سيّده الذي خان سيّده قريبه بكر، إذ يعلن أنه خرج من العراق لأنه قرر تغييرالنظام ودعا كافة ضباط الجيش والحرس الخاص وموظفي الدولة العراقيّة وكلّ المجتمع العراقي للإستعداد للتغيير المُلح الذي سيجعل من العراق مجتمعا حديثا، وتأسيس علاقات حديثة متطوّرة نافعة للبلد والعالم وإعادة تطويرالمجتمع. وبدأ يتحرّك بسرعة لتنفيذ ذلك كله علنا وأنه حاول كثيرا الإصلاح من الداخل، ولكن دون جدوى. وأنه يُحذر تحذيرا شديدا من تناول " أمورا شخصيّة ليست صحيحة وغيرموجودة وإذا إستمرّت فسوف أفضح أمورا في غاية الخطورة.. سنعمل على رفع الحصار من خلال إتصالاتنا.. العمل سيكون من داخل العراق من الساحة العربيّة ولانتحمّل مسؤوليّة كشف أسرار البلد إلآ ما هو في مصلحة البلد"، ثمّ يردّ أيضا بأنه؛ تحدّث مع إبنتي صدّام قبل السفر بعشرة أيّام وشرح كلّ التفاصيل بدون تردد قائلآ:" كنتُ أخشى أن أخبرالعائلة ولم أبال وقلت إمّا أن تسافروا معي أو وحدي وفعلتُ، حضرتْ معي زوجتي والباقون الى عمّان. خرجتُ بشكل طبيعي لأنني معروف.. لم نأت لنضع في بالنا لنكون رؤساء لم أكن مسؤولآ عن التصفية. المنطقة الشمالية بعيدة عن سيطرة الدولة وليس هناك طريق سالكة ليلآ بين البصرة والعمارة والناصريّة أو الكوت أو السماوة. سنتحاور مع جميع العراقيين أكرادا وعربا.. لم أقتل صدّام لصلة القربى، إنتقدتُ طه ياسين رمضان وسعدون حمّادي"(على طريقة عدي في نقد طارق عزيز وإبنه زياد وسعدون حمّادي، في منافسة غير شريفة على النفوذ وما يدرّ من منافع بدعوى الأختلاف في الرأي!، شملت منافسة أعمامه) ويقول بأنّ السياسة العراقيّة الآن في عُزلة تامّة ولانهتمّ بإدارة شؤون البلد بل بتعقيد المشاكل مع العالم- وهو لاينكر قناعته بدخول الحرب ضدّ إيران لحماية العراق، مع دخول حرب الخليج. صحيفة عدي" بابل" تصف حسين كامل بالضابط الفار وأن لاجريمة أبشع من تلك التي إرتكبها، ولم يشهد عدي فرار والده منتحل أعلى رتبة في الجيش المُنتهك مسلكيّا" مُهيب ركن"!. وزير أعلام آل صباح(الشيخ سعود ناصر الصباح) يُعطى الضوء الأخضر لكسر رقبة صدّام وحسين كامل، بعد كسر صدّام للعظم والبادىء أظلم، وهو ما تمّ بدء بحسين كامل وإنتهاء ولو بعد حين بصدّام نفسه، فيقول وزير آل صباح؛" لو رجعنا الى من أطلق عليهم مجرمي حرب فسنجد حسين كامل في مقدمة القائمة. لكن الذي قتل حسين كامل في عيد الفطر سنة1416هـ شباط1996م، هو سيّده صدّام وأبُ مُطلقته". وفي زاوية" رؤية عربيّة " من صحيفة" الشرق الأوسط" السعوديّة اللندنيّة، كتب عبدالرحمن الراشد، في13 آذار مارس 1995م عراقيّون هائمون على وجوههم في أنحاء العالم وصاروا يُشكلون الرقم الثاني بعد بعد الفلسطينين..الحكومة التي زجّتهم في حربين متتاليتين دونما داع حقيقي يستوجب التضحية بمواطنيها. وهي رُغم كلّ مغامراتها التي فشلت في تحقيق طموحاتها لا تزال تعامل مواطنيها مثل فئران التجارب، تضعهم عرضة لمزاعمها المتلبسة رداء الوطنيّة"، ويعود الراشد ليكتب في العدد838 من مجلة"المجلة" السعوديّة اللندنيّة في آذار1996م؛" حسين كامل ليس بالرجل الذي يستحقّ أن نرثيه نظرا لأنّ يده مُلطخة بدماء كثيرة. فقد شارك في مجازر ضدّ الأكراد والشيعة والكويتيين وغيرهم، لكنّ مقتله وفر لنا دليلآ آخرعلى أنّ عقليّة الحكم لم تتغيّر رُغم آمالها في رفع الحصار. وقيامها بتصفية أفراد حسين كامل التسعة يُثبت رسوخ السلوك العدواني لديها حتى ضدّ الأبرياء". إحترق سيف من خشب كان مُسلطا من الخارج على الداخل العراقي، فهل تغيّرت الحكومة العراقيّة لتغييرالداخل العراقي، وهي أدرى بأجواء الخارج الموبوء وفيه رفاق الأمس على شتى مشاربهم في الشتات المنفى المنسى؟!.

3


المقبور صدّام لفهد: كل من له أخ أو أب أوأبناء عمومة ممّن تعتقد أنهم من النخوة أن يُحاولوا الثأر، أقتلهم!

لندن- جيرمي بوين- BBC

 صحيفة"القبس" الكويتيّة بتصرّف؛ حول بداوة وجفاوة المقبورين الحليفين السابقين في ظلّ أسيادهما الأميركان" فهد و صدّام "، يروي الصحافي الأميركي بوب وودوارد، في مؤلفه الثالث عن إدارة جورج بوش في الحرب، الموسوم بعنوان" دولة النقض"، نقلآ عن سفير آل سعود لدى مرجعيتهم واشنطن آنذاك، الأمير بندر بن سلطان. عندما يذكر الأمير بندر حديثا أجراه صدام المقبور مع الملك السعودي الراحل فهد إثر إعتصام زمرة من المُتطرفين في سنة خيانة صدّام الإجرام لمخدومه أحمد حسن بكر التكريتي وإجتثاثه لقيادة حزبه غيلة وغدرا كي ينفرد بالتسلط، سنة1979م، وذاك الإعتصام كان في المسجد الحرام المبارك بمكة المُكرمة، إجتهادا من لدنهم للتعبير عن إحتجاجهم على فساد أسرة آل سعود وعدم أهليتها لسدانة الحرمين الشريفين، وصولآ لتدويل عقلاء المسلمين للحرمين على غرار حاضرة الفاتكان في شبه جزيرة إيطاليا الأشبه ما تكون بأقاليم شبه جزيرة العرب(اليمن، إمارات الخليج، نجد، الحجاز، والأحساء).
عامذاك قبض على المعتصمين بحرمة ميقات الزمكان وأودعوا مطامير آل سعود، فأسدى المقبور صدّام لحليفه فهد؛" لابدّ من أنك ستقتل الخمسمائة جميعا، هذا مؤكد.. إستمع إلي جيدا يا فهد، كلّ من له أخ أو أب في هذه المجموعة إقتلهم، وإذا كان لهم أبناء عمومة ممن تعتقد أنهم من النخوة أن يحاولوا الثأر، اقتلهم".
'هؤلاء الخمسمائة أمرهم محسوم، ولكن لابدّ أن تنشر خوف الله في كل ما ينتمي إليهم، هكذا فقط تستطيع أن تنام ليلا'.
ويبدو أن هذا كان التكتيك الذي استخدمه صدّام في الدجيل سنة1982م ليكون مقتله، حينما قتل 148 شخصا بعد تعرّضه لمحاولة إغتيال. فأسرف في الجريمة لينفذ فيه القضاء العراقي بسببها حكم الله القصاص الوفاق الشنق.

تعميق الإنقسامات
لنتذكر، أنْ بعد سويعات قليلة من قبض صدّام في حفرته الحقيرة عام2003م، قال بول بريمر، الذي جاء على وقع سلوك صدّام الأخرق ليحكم العراق لأكثر من عامين، وبلهجة الظـافــر، قولته الشهيرة 'وي كارم'(قبضنا عليه) وسط هتاف الإبتهاج الشبيه بدقّ عنقه في يوم رمي الجمرات إستقبالآ لعيد الأضحى المبارك سنة1427هـ.
آنذاك أنار برج المراقبة في مطار حاضرة البصرة الطيّبة الخربة الحلوب بعبارة بول بريمر.
وكان الأمل يحدو الوطنيين العراقيين بقصم فلول الفاشيّة وأيتام صدّام المنقسمين على أنفسهم شقاقا ونفاقا لتحرير العراق منهم ومن أسياد فارسهم الوغد الخؤون الذي لا يرعى إلآ ولا ذمّة ولا يرعوي من شهر أو بيت حرام، ذاك الأمل الذي ظلّ مؤجلآ على العراقيين حتى حلول أعياد ميلاد نبي السلام السيّد المسيح ورأس السنة2007م وعيد الأضحى المبارك.
وبعد نحو أربع سنوات من ربيع بغداد، يبقى السؤال ما إذا كان إعدامه سيؤدي إلى خفض وتيرة الإرهاب الوهابي السلفي البعثي في بلاد الرافدين. وقد كانت محاكمة الماضي بمحكمة العصر في ظلّ الإحتلال منبرا لصدّام وعصابته الباغية الضالة المُضلة لإبتزاز أسلاب العراق بطمع أشعبي جشع، خبرناه طويلا فيهم كما خبرنا لغتهم الوحيدة التي ينبغي التعامل بها معهم، القوّة ثم الشرعيّة البرلمانيّة.

تبعات الحرب
كان بوش الإبن في صراع مع تبع الإدارة الأميركيّة السابق صدّام، ينبغي لتبعات ذاك التبع أن لا تنسحب على العراق الحضاري وعلى مكوّناته العرقيّة المتطلعة لروح العصر، الحريّة. وقد شارك مجلس النوّاب الديمقراطي الأميركي رئيسه الجمهوري بوش الإبن، القرار السياسي والعسكري في العراق الآن، لكي يقرر العراق مصيره بنفسه في حماية شعبه من آثار الإحتلال، بإزالتها مع إزالة فلول الإرهاب وأيتام النفاق. فلم يعد خارج المكتب البيضاوي، خيارات أخرى للأميركيين بعد حرق ورقة صدّام السبب المشكل، لتكون كلّ أيّام الله وكلّ أرض حرام حرمة الإنسان الأشدّ كرامة من حرمة الكعبة في الأشهر الحرم.

حمى الله الحمى الحبيب العراق