| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن ظافر غريب

algharib@kabelfoon.nl

 

 

 

 

السبت 4/ 11 / 2006

 

 

النـُطق بالحكم

 

محسن ظـافــرغريب

النـُطق بالحكم بإعدام المجرم المحترف الدعيّ" صدّام" وثلاثة عناصر من عصابته الإجرامية، سوف يُنهي على أقل تقدير تسفيه الدولة العراقية مُذ مشاغلته السلطات صبيّا، بأوّل جُنحة وجريمة له مخلة بالشرف حتى ناهز السبعين خريفا، عندما أعلن الناطق بإسم وزارة الدفاع " اللواء إبراهيم شاكر"، أمس الأوّل حالة الإنذار وإستدعاء كافة ضباطها ومنتسبيها وإلغاء إجازاتهم وإلتحاقهم بمقار أعمالهم قبيل إنعقاد جلسة الأحد للنـُطق بالحكم. وسيعلم كلّ من شاغله صغار هذا الصدّام، مدى سفاهته وحقيقته الكارتونية الخاوية، التي سبر سطحيتها نخبة من أحرار العراق الرافضين لصدّام وحزبه قبل فرارهما في ذكرى ميلادهما في نيسان2003 مُذ أوّل مشاغلة لهما للسلطات يُعاقب عليها القانون بذاتها كمشاغلة. تلك النخبة المثقفة الواعية لم تعترف بهذا المجرم المنحط قط ولم تذعن لصغاره مترفعة بمستويات نضجها ومتسامية بروحها ومتحصنة بثقافاتها، غير منفعلة ولا متأثرة بترغيبه ولا بترهيبه فلم تبايعه ولم تنتخبه لمرتين، في الثانية بنسبة 100% أيّ التي شملت حتى المجانين والذين وصفهم محاميه " خليل الدليمي" في رسالة " الإسترحام" التي رفعها الى رئيس الولايات المتحدة الأميركية بوش الإبن، بأنهم طرف في حرب أهلية محتملة لإشعال العراق والمنطقة والعالم في حالة النـُطق بإعدام صدّام، وبالتالي تكون تلك الصفوة الوطنية العراقية غير مسؤولة عمّا أنكرت منه مبكرا في داخل وخارج العراق. مُذ أوّل مشاغلة دفعه لها خاله الأشرّ(طلفاح المسلط) بترصد أحد أبناء عمومتهم ليلآ غيلة وغدرا بغدّارته وهو مخمورا عائدا لداره، وهو ذات الأسلوب الجُرمي الذي طبع كلّ "مبرزاته الجرمية" التي وثقت سيرته سيئة السمعة التي ختمت عمى بصيرته وباصرته وحياته المظلمة ذاتها بين الحفرة الحقيرة كحقارته، وبين قفص محكمة الجنايات التي تـُنطق بالحكم، مُذ مشاركته السلبية كنصير في حزب البعث في زمرة مسؤوله الحزبي غير المباشر" أياد سعيد ثابت"، بإستغلال كامل لحادث رأس القرية في شارع الرشيد ببغداد، في مثل هذه الأيام الخريفية مساء 7 تشرين الثاني 1959م، وقد إقتصر دور هذا الصدّام فقط بمراقبة جولة مؤسس جمهورية العراق الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم عن بُعد وتغطية فرار زمرة المؤامرة الأجنبية الغادرة، تلك الجولة المعتادة " زمكانا" وبدون حماية إلآ من مرافقه، سائق سيارته، بدء من إستغلال عنصر المباغتة الجبان كما فعل عندما جاء قريبه المغدور من وراء ظهره حتى تطبيل حزبه بإيعاز منه للحادث الذي ذكره في قفص الإتهام ذات مرّة، وفي مرّة أخرى قال بفلته من فلتات لسانه في ذات قفص محكمة الدجيل: " من يحاول قتل رئيسو إبن حرام" !. وما أكثر فلتات لسانه التي تنمّ عن معدنه الردىء، منها قوله قبل فراره ؛ أربعُ سنوات وطيّحنا حظ كريم قاسم - كذا!، وخلال حرب الخليج الأولى" سنسكب الماء الحار على الخميني حتى يضطرّ الى الخروج مثل الجرذ من جحره مستسلما !- الخ من أقوال، تعنيه هو قبل غيره هتك الزمن بها ما كان غشاوة على عيون أتباعه بفعل تسخيره بعضهم للدعاية له لخداع بعضهم الآخر مثل إستعماله بعضهم لتصفية بعضهم الآخر كما أستـُعمل هو من قبل ؛ وبإمكان هذا البعض الآخر من سنخ رفاق البعث الذين شعر صدّام ببقية من كرامة أو رجولة فيهم، فإستخدم رفاقهم بغير الرفق المفترض لتصفيتهم، أن يُحررهم " النـُطق بالحكم" من شبح مسخ حزبهم ومسخ إنسانيتهم بالصميم وحيواتهم بالذات، ويجتهدوا بمقدار ما يتمنون من أن يعودوا رقما في معادلة اللعبة السياسية اليوم ؛ عودة البعث الضال للأمّ أميركا تشرّف بدورالعرضحالجي محامي صدّام المدعو" خليل الدليمي" بصفته محامي الشيطان الأصغر ضمن جوقة 40 محامي في بغداد .عراق ألف ليلة وليلة، بدوره في عودة " البعث الضال" الى أحضان سيّدته وحليفته خلال حرب الخليج الأولى، الولايات المتحدّة الأميركية، برفعه مع راية الإستسلام عريضة إسترحام لرئيس إدارتها"بوش الإبن"، لأنه وفارسه الأشرّ الأذل صدّام لايفهمان إلآ لغة القوّة بإسم تفاوض وصفه لصحيفة"الأهرام لعربي"(28 ت1 أكتوبر2006م) بأنه"لاعيب فيه"، نيابة عن موكله صدام السجين الذي سوف لن يُعدم وسوف يعود لحكم العراق تفاديا لحرب أهلية ما دام فلول صدام بداهة قالوا نعم والشعب العميل قال عن بكرة أبيه نعم، فالمجموع في حسبة بسيطة = نعمين، وتقدم وإحنا أوياك إثنين، جيشين لصدام(السجين)!. لكنّ عضوهيئة التمييز بمحكمة الجنايات العراقية العليا القاضي منير حداد، أنار ما وراء العتمة الأكمة بتوكيده أمس الأول بأنّ بعد غد الأحد ت2 الجاري سيكون موعدا للنطق في قضية الدجيل التي يُتهم فيها صدّام وعصابته بدء بأخيه غيرالشقيق برزان الذي كان يكذب في المحكمة كما قبلها مدّعيا أنه معارضا رصينا لأخيه ليكون أول من تمتع في المحكمة بالديمقراطية وبالأميركان مهرجا وكان يبدو بالفانيلة مثل عمال الأفران ونائبه الأصلع البطين المستعرب الجزراوي ورئيس محكمته عواد" البندر"( صفوي الأصل والأهل يُنسب الى بندرعباس بالجمهورية الإسلامية الإيرانية) ويا صباح الخيرعلى أهل البندر على رأي مغنية معتزلة على أيام صدّام يُقال لها شريفة فاضل؛  و قد صرّح الإدعاء العام في المحكمة من جهته ( السيّد جعفر الموسوي) " يتمّ تنفيذ حكم الإعدام شنقا حتى الموت بعد 30 يوما إبتداء من اليوم التالي لصدور الحكم ويستمرّ التمييز قابلآ خلال مدّة الشهرهذه للطعن. وقال شاعرهم الشعبي؛ إلمن تلوك الرئاسة " :
إلمن اتلوگ الرئاسة ؟ للگضه بحفرة فراره.. وما وگع من إيده كاسه ؟، للطلب حق اللجوء.. وما دره بهموم ناسه ؟ للي ما نام بسواتروالقَصف ما وجع راسه؟، للي ما ضاگ الحصار.. وضيم عشر سنين جاسه ؟ للي ولده بجنّة الدوله گضوها.. واحنه علفانوس كملنا الدراسه للي باگ وصار بالقدرة مناضل.. وبالحرام انبنه ساسه ؟ چم نذل عدنه انولد ما نعرف اسمه وصار يحچي بالسياسه إتلوگ للماساوم بهذا العراق وشال من ترابه باسه.. إتلوگ للضحى لمبادئ وعاف جاهه وماله داسه.. إتلوگ للطيب كلامه مؤمن وصادق احساسه.. إتلوگ للصاحي ضميره ويفتخر لو رفع راسه.. إتلوگ للشايل وكاحة عناد وفنون بفراسه.. إتلوگ للحب العراق وبالمحن طاير انعاسه..إتلوگ للشالوا الرايه ودافعوا عنها بشراسه.. إتلوگ للحذر بلاده من الكفر ذوله النگاسه.. إتلوگ للصان الجوامع والكنائس وزاده هيبه وکل قداسه.. إتلوگ للعاد العراقه وگلبه خالي من النحاسه.. إتلوگ للگلبه حنين والكفر فدوه لمداسه.. إتلوگ للعينه حزينه عالعراق اشلون كل جامع تواسه.. إعرفت يا كاظم الغيظ إلمن إتلوگ الرئاسه؟
في موضوع سابق عرفنا الأب القائد للبعث أحمد حسن بكرالتكريتي، مولعا بالطرب الغجري البدوي والإستماع الى الشعر الريفي الأصيل على الربابة للملآ ضيف الجبوري، لينقله عراق ألف ليلة وليلة الى أعلى المناصب، وفي حزيران 1973م كانت جمهورية بلغاريا من الدول القليلة التي زارها في حياته، إحتفت بالعراق عندما إستقبلته رئيسا للجمهورية التي أسسها الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم، بشخص رئيسها ثيودور جيفكوف، فإصطفت الصبايا على طريق المطار الى قصر الضيافة حاملات أعلام العراق وبلغاريا ويافطات الترحيب، وحضرت الى قصرالضيافة فرقة فنية من المسرح خصيصا للنكر بكر بدلآ من حضوره المسرح لمشاهدة عروضها، فكان خجولآ حرونا في نظراته وفي ردّه إبتسامات جيفكوف الترحيبية بحضرته. ولدى عودته في 30 من الشهر، شرب مقلب نائبه الخؤون صدام بتنسيق مع مدير عام أمن البعث المجرم ناظم كزار( صفويّ الأصل) لتكريس ذاته النرجسية. كانت قرية الشويش على تخوم بلدة الحويجة التابعة إداريا لمحافظة التآخي كركوك هي منشأ تبعه خؤونه المسخ صدام التكريتي، وفد منها على قرية العوجة التابعة لناحية تكريت صبيا مع عقد من زمن وفادة البعث من مسقط رأسه دمشق الشام مع طلبة سوريين أواخرعقد أربعينيات القرن الماضي للدراسة في كليات العراق ليحرموا فتية تشردوا بسبب البعث من مقاعد الدرس، عندما تسببوا في موطن يُهددُ، وهم: فايزإسماعيل، وصفي الغانم، والشاعرالشهيرسليمان العيسى الذي إستقرّ به الحال الآن شيخا في أصل العروبة العاربة من وطنه العربي اليمن السعيد. وبعد كسبهم زملاء الدراسة في العراق، تولى عبد الرحمن الضامن، من سكنة منطقة الأعظمية من بغداد مؤقتا ضمان الإشراف على شتلة نبتة البعث وإرتباطها بمن تعهدها في أرضها دمشق وتلقي التوجيهات منها، وعندما يُسافر الضامن الى سورية يعهد مسؤولية الحزب الناشىء الى المحامي يحيى ياسين من أهالي الأعظمية أيضا، إلآ أنّ قيادة البعث أنيطت بالطالب التونسي بدارالمعلمين العالية في بغداد" أبو القاسم محمد عمر كرو" سنة1950م بأمر من البعث السوري الأصل( وما زالت تونس معقلآ لفلول البعث)، وكانت صيغة الإرتباط التنظيمي السرّي هي الإتصال الفردي، ولم يكن لما يسمّى بالقيادتين القومية والقطرية وجود بعد، وظلت السرية تطبع هذا التجمّع عند تسلم الطالب العراقي في كلية التجارة والإقتصاد" فخري قدّوري" أمانة سرّ القطر سنة الإنقلاب الأميركي على النفوذ البريطاني القديم في مصر1952م، بالمكاتبة مع فائز إسماعيل وشريك جناح عفلق(البعث المندمج به)" صلاح الدين البيطار" بعد عودة الطلبة الشوام الى موطنهم سورية، حتى مواصلته فخري قدّوري دراسته في الولايات المتحدّة الأميركية وإنعقاد المؤتمرالقطري الأوّل سنة1955م. وقد جرى كسب علي صالح السعدي( من أصل صفوي أيضا) في كليته التجارة والإقتصاد، وبعد تخرّجه يكون عضوا في القيادتين القومية والقطرية، عضو المكتب العسكري للبعث، مما يؤهلة للشهادة غير المجروحة بأنّ البعث جاء بقطارأميركي( غمزا من قناة قطار لينين الألماني) بصفته تولى منصب نائب رئيس حكومة برجنسكي(إنقلاب8 شباط الأسود1963م) ووزيرالداخلية في الحكومة التي أعقبت8 شباط وكان عضو ما سُميّ مجازا وتجاوزا بالمجلس الوطني لقيادة الثورة(عصابة تآمرالإنقلاب الخياني العميل)في نكبة العراق التي ما انفكّ منها حتى تحقيق الولايات المتحدة أهدافها في لعبة الحرب الباردة ونفاد صلاحية بيادقها ورميهم في سلة مهملاتها مع من كان أفضل منهم والأقرب عهدا بهم آخر ملوك إيران بهلوي الذي تعقب أثر أبوه في الولاء للأجنبي في تلك اللعبة ومن ثمت نفيه أيضا. علي السعدي هذا نفي أيضا الى العاصمة الإسبانية مدريد مثل نخلة الرصافة الشهيرة في الشعر. في تلك الكلية التجارة والإقتصاد، تمّ أيضا كسب الطالب(التعرضي الهادىء) في آن" أياد سعيد ثابت" لحاجة البعث الى عناصر تعوّضه عن فقره الفكري، حتى أصبح عضو القيادة القطرية ومشاركته الفعلية(خلافا للطارىء صدّام كما سيرد لاحقا) في مؤامرة رأس القرية من شارع الرشيد في مثل هذه الأيام من خريف1959م لإغتيال مؤسس جمهورية العراق قاسم. ظلّ إسم"الشباب العربي في العراق" يُطلق على البعث الذي حُجب حتى إثر مؤامرة عودة البعث محمولآ من خونة القصر الجمهوري النايف والداوود في 17 تموز، حتى سرقة تلك المؤامرة بعد شؤم 13 يوم في 30 من ذات الشهر 1968م (الإنقلاب الأوّل شباط سُمي عروس الثورات ومؤامرة 17 تموز المسروقة في 30 منه، ثورة ومجلس قيادة، تعود ملكيته الى متخلف عن الخدمة العسكرية يكون في بغداد ألف ليلة وليلة حقوقي ومهيب وركن يفرّ بمناسبة ذكرى ميلاد حزبه وميلاده نيسان 2003م لينتهي به المطاف في قفص الإتهام هو صدّام!) . وكانت أوّل قيادة للبعث ناهيك عن قواعدها القليلة في العراق بمعظمها معروفة صفوية الأصل بحكم التركيبة الإجتماعية العراقية المعروفة، ممثلة على هذا النحو: فؤاد الركابي( أمين السرّ) وعضوية؛ تحسين معلة، جعفر قاسم حمّودي، شمس الدين كاظم، علي صالح السعدي، فاهم كامل الصحّاف، وعبدالله الركابي. وأوّل إجتماع لها كان على منضدة فرش عليها علم الثورة العربية الكبرى بإمرة بريطانيا العظمى بدء بمس بيل وإنتهاء بأصغر عنصر سُمي بأبي ناجي كناية عن"الفرقة الناجية"(كوماندوس) الملتحقة بسفينة نوح(ع)!. في عام 1955م أتمّ ( صدام التكريتي) دراسته الإبتدائية عندما يفترض أنه بلغ سن الرشد18 عاما قبل عقد من الزمن(سنة1996م)، شهد إثنان من أعيان الشخصيات العراقية المعروفة؛ " د. منذر الشاوي"، وأستاذ القانون(أبُ علي)" د. سعدون القشطيني" في جامعة آل البيت بالأردن على كيفية حصوله على شهادة بالقانون من جامعة بغداد أثبتت محاكمته جهله بالقانون الذي كان يقول أنه مجرّد قصاصة ورق يكتبها ويمزقها، أي إنّ؛ نسخة رواية" الأيام الطويلة" الأصل، التي تدور أحداثها في غضون النصف الثاني للقرن الماضي قد زورت على نهج التزوير الطويل الذي هتكه مطلع القرن الحالي على أساس قاعدة؛ بإمكانك أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبإمكانك أن تخدع بعض الناس كل الوقت، ولكن ليس بإمكانك أن تخدع كل الناس كل الوقت"، إذ لم يكن صبي قرية عوجة تكريت في عالمه السفلي الوافد الى الشوارع الخلفية لبغداد منتصف القرن الماضي، سوى( تكملة عدد) فرضها تخلف أحد نكرات زمرة التآمر الأجنبي على حياة ابن الشعب البار الزعيم الوطني والرمز العراقي" عبد الكريم قاسم" الذي عوّد شعبه على تفقد أحواله ليكون صيدا سهلآ للعملاء، مع سائق سيارته، وبالكثير مرافق واحد، عاري الصدر ( طرزان، بوصف عبد الناصر مصر) إلآ من قميص مخضب بدمه قال أنه سيموت وهو يرتديه، وكان يجمع في مرحلة الإنتقال التي يمرّ بها الوطن، كلّ السلطات، لينطبق عليه المثل" المال السائب يعلم السرقة، ليختار البعث العميل على عجل - كحكم إضطرار- هذا الصبي المسخ الذي يليق به من تغنى به رهبة ورغبة بحظوة:" صدام حسين يلوك إلنا !" (يليق بنا، ليكون ذلك حسرة عليهم اليوم والى الأبد)، وهو في الحضيض لايخسر سوى قيود البؤس واليأس وكآبته على رأي سنخ مقولة لماركس عن البروليتارية التي تقتحم السماء خلال كومونة باريس!. لقد نبذ "حزب البعث العربي الإشتراكي" المنحل واقعا ثم دستوريا، جلآده في بيان صادر من " قيادة قطر العراق المؤقتة " في عراق عبد الكريم قاسم وفي مسقط رأس البعث الهارىء، "دمشق" الأمويين الوافد منها ويُعاني بها بالذات منذ أمد من الواقع، ليواجه الهدّام صدّام، مصيره المحتوم وفاقا قصاصا، منفردا في الذكرى السنوية الرابعة 13 كانون الأول 2003م، لقبضه في حفرته الحقيرة من قبل من إستعمله وخلعه بعد نفاد صلاحيته، منسجما وذاته، عندما يُنفذ به الحكم المرتقب، كما كان منفردا معتمدا على البعث الذي نبذه وبسبب تخبطه إنقسم اليوم على نفسه، ومعتمدا قوّة منصب العُجالة والعار المستحدث على جثة مؤسس" جمهورية العراق" الطاهرة ( منصب رئاسة جمهورية الخوف الذي نحتقره، في نكبة 8 شباط الأسود 1963م المنصب المنتجب غير الشرعي وغير المنتخب )، وقد جاء في نصّ بيان البعث :" حان الوقت لإعادة إعتبار الحزب، بأن لا نسمح لأحد مهما كان موقعه وعنوانه أن يضع نفسه فوق الحزب ويتصرّف على هواه، وعلينا أن نعترف بأنّ فرصة حزبنا في البقاء والتجدد تكمن في تبني الديمقراطية كخيار وممارستها في الحياة الداخلية للحزب، والعمل على رفده بدماء جديدة وقيادات شابة قادرة على النهوض بأعباء المرحلة.. وضرورة الإستفادة من دروس المرحلة السابقة لبثّ الروح من جديد في جسد الحزب لتجديد حيويته وشبابه، بعد أن أصيب بالوهن والشيخوخة ونقول بقوّة للمتشبثين بمواقعهم السابقة، إنّ المؤتمر القطري السابق مضى عليه خمس سنوات تقريبا وقد تعرّض الحزب خلالها الى زلزال وصدمة عنيفة أدّت الى سقوط التجربة وإحتلال البلد. كنا ننتظر من قيادة الحزب السابقة أن تتحلى بالشجاعة وتتحمل مسؤولية ما حصل وتعترف بفشلها بقيادة الحزب والدولة لتحظى بجزء من إحترام الحزب والشعب، لا أن تتشبث بموقعها وتقاوم عقد المؤتمر، وكأنّ الحزب ملك لها آل إليها بالوراثة. برنامج مؤتمر الحزب: العمل على إخراج قوّات الإحتلال بكافة الوسائل وتبني خيار الديمقراطية والتعددية وعدم العودة الى أسلوب الحزب الواحد ونبذ العنف وتحريم إراقة الدم العراقي والعمل على إقامة جبهة مع مختلف الأحزاب والقوى الوطنية والقومية، التي تؤمن بوحدة العراق وإنتمائه العربي. الدعوة الى الكادر المتقدّم في الحزب وجميع البعثيين في التنظيمات العاملة داخل وخارج العراق الى إعادة تنظيم صفوف الحزب والحفاظ على وحدته وتجاوز كافة الخلافات ". وقد ردّ "الكادر المتقدّم" والوسيط لتنظيمات " حزب البعث العربي الإشتراكي" لمحافظات بغداد وبابل وواسط في غضون ذات الأسبوع في بيان دعا الى عقد مؤتمر قطري لكادر الحزب " من أجل تقويم تجربة الحزب في العراق خلال المرحلة الماضية وإنتخاب قيادة قطرية جديدة جرّاء أزمة عميقة يمرّ بها البعث تمتدّ الى فترة ما قبل الإحتلال وقبل سنين الحصار لأن الحزب يفقد رؤيته الواضحة ويفتقد البرنامج المنهجي، إبتعدت القيادة السابقة في ممارساتها وسياساتها عن مبادىء الحزب الذي أغرقته تماما في مسئلة واحدة هي الولاء لقيادة الفرد والطاعة العمياء لكلّ قراراته وتصرفاته من أجل الحفاظ على السلطة بأيّ ثمن، متجاهلة كلّ الإستحقاقات والمتغيرات والظروف التي طرأت على المجتمع العراقي والمتغيّرات الدولية التي أحاطت به من كلّ جانب وأثرت عليه بكلّ الإتجاهات. ونحن نرى أنّ هذه الدعوة الصادقة لعقد مؤتمر قطري لحزبنا باتت ضرورية ملحة لإجراء النقد الصريح والعميق وتشخيص الأخطاء بدقة وموضوعية وعدالة وتحميل من يتحمل المسؤولية بلا أيّ محاباة أو مجاملة لأيّ طرف كان، لكي يتخلص الحزب من كلّ آثار المرحلة السابقة والتجربة التي ساهم فشلها بما يواجه بلدنا وشعبنا من المآسي اليوم. نحن موجودين على أرضنا الحبيبة وقد تحملنا الكثير، وجميعنا متفق على ضرورة إعادة تنظيم الحزب بنفس جديدة ورؤية جديدة من أجل خدمة العراق وشعب العراق وليس من أجل خدمة مجموعة من الأفراد الذين تسلقوا في الحزب وتسلطوا عليه وقادوا البلاد الى الإنهيار". صلاح المختار ردّ على ذلك بإسم فلول صدّام المجرم، عبرقناة " حوار" التلفزيونية مساء29 ت1 أكتوبر2006م بعقلية ما قبل فرار صدّام وحزبه في ( خيانة عظمى وتخلّ عن شرف المسؤولية) ذكرى مولدهما أبريل نيسان2003م:" إنّ من يدّعي أنه يُمثل الحزب والمقاومة وشكك بقيادة الحزب سينال عقابا صارما يجعله عبرة لمن لايفهم دروس التاريخ، والبعثي الحقيقي مناضل لايذهب لمناهضيه بل هم يأتون إليه للتفاوض مضطرين، وهذا يشمل أميركا وقبل أيّ طرف آخر. وأنّ على هؤلاء أن لا ينسوا ولو للحظة أنّ مصيرهم بيد الحزب وأنهم في قبضته، أينما كانوا وأنّ ذراع الحزب أقرب إليهم من أنوفهم ضباطا ومدنيين كانوا بعثيين قبل الغزو، تحذير إليهم من مغبة التعاون للقيام بإنقلاب عسكري لصالح الإحتلال، لأنّ الهدف الحقيقي للإنقلاب أو الإدعاء بتمثيل الحزب هو شقّ المقاومة والحزب وشنّ حملات فاشية ضدهما".
الأراذل وحدهم الذين صنعوا صنمهم على رأي القاضي السابق في محكمة الأنفال ( من فرعن فرعون وكان له العون)، فأكلوه كما كانت تفعل الجاهلية عندما تجوع تأكل صنمها الذي صنعته بيدها تبا لها، من تمر، يُفترض أنهم يتحملون دفع الحساب هنيئا لهم، لكنهم اليوم كما كان شأن البعثي، أوّل من يستفيد من ديمقراطية الغرب بقيادة أميركا!.