| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن ظافر غريب

algharib@kabelfoon.nl

 

 

 

 

الجمعة 2 / 2 / 2007

 

 

نصف قرن على
جبهة الإتحاد الوطني


محسن ظافر غريب

نِصف قرن ٍمضى من تاريخ العراق الحديث ، والإنسان العراقي محكومٌ بتأثير الخارج وتداعيات ذلك التأثيرعلى الداخل العراقي وتجاذبات ساسته التقليديين المدموغين بشتى المشارب والمثالب والمطبوعين أيضا بشىء من المناقب. ففي شباط1957م تمخّض إحتراب خراب الأحزاب السياسيّة التقليديّة في العراق ضدّ الحكم الملكي راعي الديمقراطيّة العراقيّة الناشئة التي ظلت ناشئة حتى اليوم بفعل خراب تأثيرات الخارج، تمخّض ذلك الإحتراب عن قيام ماعُرف بجبهة (الإتحاد الوطني) الأشبه بما يُعرف اليوم بحكم (الإختلاف والإئتلاف الوطني) بعد نصف قرن. ومن مطالبها: تنحية وزارة نوري سعيد باشا (خليفته" نوري كامل المالكي" اليوم) الموالية لبريطانيا العظمى والغرب ضدّ المعسكرالإشتراكي (عادت بريطانيا بقيادة الدولة الأميركيّة العظمى)، وحلّ المجلس النيابي الأشبه بما عُرف مجازاً وتجاوزاً بالمجلس (الوطني) في ظلّ عصابة الجريمة المُقنعة بقناع الإنتهازيّة الطفيليّة (البعث)، المُنحلّ ثمّ المُحل، والخروج من حلف بغداد التي عادت عاصمة كما كانت ولكن لمشروع "الشرق الأوسع" لا للخلافة الإسلاميّة قبل إجتياح المغول قبل1200 سنة(سنة1258م)، وتوحيد سياسة العراق مع سياسة البلاد العربيّة (المُتحرّرة سياسيّاً، بمعنى شكلاً لامضموناً).

كان خروج العراق من ذاك الحلف، الشرط الأوّل والأساس لكسب العراق إستقلاله السياسي وخروجه من عزلته، الشبيهة بعزلته بعد نصف قرن، إطلاق الحريّات الديمقراطيّة الدستوريّة كما هو عليه الحال بعد44 سنة من تعطيل مرحلة الإنتقال وإبتسار النمو الطبيعي للديمقراطيّة العراقيّة بقناع البعث الرث الهارىء الذي أسفرعن أبشع مسخ بجريمته الخيانة العظمى في نكبة العراق، في مثل هذه الأيّام من شباط1963م، عندما إستعمله الأجنبي من وراء حدود العراق، لإغتيال قيادة وسيادة ووحدة أراضي العراق.

كان العراق كما هوعليه الآن، متورّطاً في الدخول بأحلاف ثنائيّة ومُتعدّدة بدءا بحلف بغداد، كانت ومازلت مُجندة لبيادقها لأجندة غير وطنيّة وغيرعراقيّة، في خدمة المصلحة الوطنيّة العُليا للأجنبي الطامع بخيرات مهد الحضارات أرض السواد العراق.

كان سوء الأوضاع الداخليّة إقتصاديّا، إجتماعيّا، وبالتالي سياسيّا، سَببا لضياع الوطن، وما زالَ المواطن مُضيَّعاً من قبل حكامهِ المحكومين لوليّ نعمتهم الأجنبي صاحب الفضل عليهم في حكم بائس عليهم وعلى أبناء جلدتهم في آن معاً، وهم ما لهم من فضل على مواطنهم لا بالحكم ولا بالحكمة ولا بالحوار (الوطني!) المزعوم، سِوى حصون تعزلهم حتى عن رفاق غربتهم بالأمس، لا تمنع ولا تدفع يوم يأتِ أوان إلحاقهم بسلفهم المعدوم، بأيدي من نصَّبَ وخلعَ حذاء قديم رماه في سلة مهملاته ثمّ إستبدله بجديد.

في مثل هذه الأيّام من شباط ما قبل نصف قرن، قد بدأ بعض (ضبّاط جيش العراق) القديم المُخترق، الذي أسسه البريطانيّون من فلول"الجيش العثماني"(جددَ البريطانيّون تأسيسه بقيادة أميركيّة من فلول فراريّة 9 نيسان2003م، بعد نصف قرن!)، بدأ ضبّاط الجيش القديم بتشكيل تنظيم عسكري يكون أساس (التغيير!) السياسي والإجتماعي والإقتصادي المنشود على مدى نصف قرن، إثرَ إهمال الحكومات (العراقيّة) المُتعمّد للإصلاح والمُقنع بفشل الحرب بين جيوش الأنظمة العربيّة الفاشلة أساساً سنة1948م وإستبدالها بقناع قضيّة العرب المركزيّة فلسطين وكذبة نيسان عبث البعث العدمي.

عُرِفَ تنظيم عسكر الحكم الملكي بالضبّاط الأحرار عامذاك1957م، ليتسع وتكون نواته اللجنة العُليا بعد دمج تنظيم بغداد – منصوريّة الجبل، بقيادة الزعيم الركن عبدالكريم قاسم شهيد جيش تنازعته التجاذبات الأجنبيّة والميول المُجندة لأجندتها، وعضويّة العقداء الثلاثة؛عبد السلام محمد عارف ومحيي الدين عبد الحميد وناجي طالب. وقد وافق شنّ طبقه كما درجت العادة حتى اليوم المعارضة وعسكرالقصر مرورا بسابقة (خيانة) النايف والداود ( المسروقة) في30 تموز1968م لإعادة البعث كما تجري إعادته الآن تحت قناع(الحوار الوطني) وراعيته واشنطن بعينها!.

كانَ لأحزاب الجبهة المذكورة مُنذ مطلع سنة1958م، عِلْمٌ مُسْبَقِ بنيّة مغامرة التحرّك العسكري للإنقضاض على العائلة المالكة العربيّة غيرالعراقيّة الأصل التي نصّبها الأجنبي الذي نصّب من خلفها على مدى44 سنة خلت في مثل هذه الأيّام من شباط الأسود1963م. وتكليف بعض قيادات أحزاب الخراب على كتابة البيان الأوّل للإعلان عن الثورة (الإنقلاب)، وترشيح ممثليهم لوزارة الثورة قناع الجمعيّة السريّة لما يُسمّى زورا بمجلس قيادة الثورة الأثري الذي هانَ وتضائل حتى أختزل بعصابة صدّام المعدوم ومن ثمّت بشخصه القمىء الذي هانَ به الوطن ناهيك عن مناصب مدعوّة بالسياديّة شَرِفَ بها اليوم دعاة الحوارالوطني وما شَرِفتْ بهم ولا شَرِفَ بهم الوطن.

وكان الإسناد وتأييد ساعات الإنقلاب الأولى سكرة تعقبها فكرة صحوة تارة قومانيّة وتارة أخرى يسارويّة أو إسلامويّة.

وبهدف ٍمُعلن كان تنفيذ برنامج المعارضة دون حسم موقف عسكر الشؤم المقيم لنصف قرن مثل سيف مُسلط يتخطّى الرّقاب، من رموز المعارضة للوزارة. وفي ليلة تنفيذ العسكر لمغامرته غير الآمنة عاقبة، تواجدَ سماسرة التسويغ والتسويق لنزول الشارع لبيع الوطن بالمزاد العلني كما هو ديدن تجار المزاد للتغرير بالجماهيرالرازحة تحت نيرين الوكيل وسيّده الأصيل، والمتفائلة خيراً للتأييد للسلطة الجديدة على مدى نصف القرن الماضي، والدفاع حتى الموت عن البسطال الجديد.

حمى الله الحمى الحبيب العراق.