| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن ظافر غريب

algharib@kabelfoon.nl

 

 

 

الأحد 29/ 11 / 2009

 

Alphonse de Lamartine

محسن ظافرغريب

هل تبقي إنتخابات ربيع بغداد 2010م الحال على ماهو عليه، ليبقى المثقف رهين بؤس الثقافة وتهافت البؤس؟!، بتمرير التقصير وترحيل الأمل المؤجل لدورة لاحقة من مسيرة الإنعطفات الحادة التي تلتف عليها!، وتتلفع بها عباءة الماضوية الرجوعية التي تحولق وتسترجع!!، ثم تستخير فلول الماضي البغيض في مفاصل علاها الصدأ، فأحكم الرتاج.

لنا في تجارب الأمم والأفراد، عظة وعبرة، ومن تلكم المنعطفات، ثورة 14 تموز الفرنسية، واعتلاء "نابليون الثالث" سدة الحكم عام 1852م بانقلاب عسكري، فأضحى اليمين الرجوعي الكاثوليكي الصدأ الذي يعلو السدة العلّية، ولطالما تضرجت يد الحرية، ممثلة بمثل صاحب
"البؤساء" فيكتور هيجو، دون بوابة كاتدرائية نوتردام.

لقد كان
Alphonse de Lamartine الأمل المؤجل قبل أن يحين أجله، قبل قرن من الزمن وحلم وصبر 40 عام في 21 شباط 1869م، بعد أن ختم حياته بالسعي ليل نهار، لتأمين لقمة خبز عيشه، المغمسة بالبؤس، متوشحاً بالسكوت الذهبي والرفض السلبي السري، تفادياً للاعتقال أو النفي، على درب "نابليون بونابرت"!.

De Lamartine كاتب وسياسي وشاعر فرنسي ولد في تشرين الأول 1790م من أعلى طبقة ارستقراطية في ذلك الزمان النبلاء الفرنسيين، ونشأ في قصر «ميلي» بإشراف أمه الحنون كي يكون انساناً حقيقياً وطيباً، كما يقول Lamartine.

بعد دراسته في معهد يسوعي تابع للاخوان المسيحيين، راح يجوب الأقطار، كي يروّح عن نفسه كما يفعل معظم أبناء الموسرين، فأقام مدة في "أزمير" في تركيا. .وسافر إلى إيطاليا عام (1811م) وبقي فيها حتى سقوط النظام الامبراطوري بقيادة "بونابرت" عام 1814م، وعودة الملك "لويس الثامن عشر" للحكم.

اهتم
Lamartine بالأدب والشعر وينشر باكورته الشعرية عام 1820م بعنوان: «تأملات شعرية» وعمره آنذاك 31 عاماً، والتي جعلت منه شاعراً شهيراً. وبعد ثلاثة أعوام صدرت مجموعته الشعرية الثانية بعنوان: تأملات شعرية جديدة. ثم نشر عدة كتب من بينها: موت سقراط، وآخر أنشودة جحيم للطفل هارولد!.

بعد سفره إلى الشرق: القدس بفلسطين حيث مهد المسيح ومقدسات المسيحية عاد إلى أوروبا موظفاً في السفارة الفرنسية بمدينة "فلورنسا" الايطالية. تزوج من فتاة إنجليزية بعد عدة قصص حب فاشلة بينها قصة التي ألهمته قصيدة «البحيرةَ» الشهيرة.

نشر عدة كتب هامة منها: "رحلة إلى الشرق" (1835)، "جوسلين" (1836)، "مهوى ملاك" (1838)، "خشوع شعري" (1839)، كتاباً عن تاريخ الثورة الفرنسية الحديثة. وأصبح من مؤيدي الثورة الفرنسية التي اطاحت بطبقة النبلاء وامتيازاتهم! وعارض حكم الملك "لويس فيليب" الرجوعي، ليكون في قادة "كومونة باريس" الشعبية الشهيرة التي اقتحمت عنان السماء، بوصف الماركسية عام 1848م.

أصبح عضواً في الحكومة الفرنسية المؤقتة وزيراً لخارجيتها، لفترة قصيرة. ومن دعاة إلغاء قانون الرقّ و عبودية السود.

من طبع المثقف الواعي المفكر؛ إثارة النقد والمساءلة، فإذا تسربل لفترة قصيرة بظلمات السلطة، كان الضياع والسرى سيان، وهذا الذي كان لإنموذجنا، أمثولتنا
Lamartine.

 

 

free web counter