| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن ظافر غريب

algharib@kabelfoon.nl

 

 

 

 

الأحد 24 / 12 / 2006

 

 

هل يفي الرئيس المالكي بوعده؟

 

محسن ظـافــرغريب

في ليلة ذكرى عيد ميلاد السيّد المسيح(ع)، من سنة 1822م، كتب عالم اليهوديّات، الشاعر كليمنت كلارك، بخطّ يده، قصيدته" زيارة من القدّيس نيقولا A Visit from st. Nicholas"، ثمّ تلاها على أسماع أسرته. وفي العام التالي نشرتها صحيفة" تروي سنتينال" في نيويورك دون ذكر ناظمها. وبعد كشف" كتاب نيويورك للشعر The New-York Book of Poetery " عن إسمه الكريم، إعترف بذلك قبل 170 سنة، عام 1837م، ثمّ إشتهرت قصيدته بعنوان" كانت ليلة عيد الميلاد Twas the night before Christmas " و Marry Christmas and a Happy New Year . ألف وتسع مئة..وتسعون، يجلس فوق حقائبه ويُدخّن آخر سيجارة عنده. ساعة يولد من رحم الغيب، رأس السنة. أفقتُ، رأيتُ الحبيبة فوق سريري مبللة بالبكاء، ورأس السنة، بيننا، غارقا في الدماء( الراحل يوسف الصائغ، بغداد- كانون الثاني 1998م).

في هذه الذكرى المناسبة، إستقبل الرئيس المالكي فريق العراق لكرة القدم الحائز على الميدالية الفضيّة في الألعاب الآسيويّة، ربما علنا نسهو عن وعده، ووعد الحرّ دين، وفي ختام مثل هذه الألعاب، عادة تُشنف الأسماع بأنشودة شعبيّة أميركيّة الأصل؛ ساوث همبتون، المُلقبون بالقدّيسين؛ عندما ينطلق زحف القدّيسين When the Saint go marching، المستوحى(سي مينور) من القدّاس اللآتيني- اليوناني الكبير، ورائعة الألماني يوهان باخ(1685-1750م)، صاحب آلام المسيح على روايتي متى ويوحنا وأوراتوريّات الأناجيل الأربعة، حيث يكون المُنشد(كانتور) كنيسة توماس، بصوته المألوف ، كما هو لدينا في مثل هذه المناسبات الدينيّة، صوت المرحومين الشيخين د. أحمد الوائلي وعبد الزهرة الكعبي!.

الموت يعتام الكرام، فهل ينفذ العراق حكم الإعدام بكلّ المجرمين، وهل رئيس حكومة العراق الأخ المالكي الذي يُصرّح بأن العراق لايتناسل قيد شعرة عند تنفيذ حكم الإعدام بالمُدان صدّام لتهدأ أرواح كلّ الشهداء والقدّيسين، ولا يُلمح بأنه لايستطيع تحريك سريّة واحدة من الجيش!، يفي بوعده وينفذ حكم محكمة الجنايات العراقية ( حكم لله ) بالمُدان صدام قبل نهاية العام الجاري 2006م، بإسم رب الصدّيقين والشهداء، ليكون صدّاما أضحية عيد الأضحى المتزامن وعيد رأس السنة الميلاديّة 2007م؟!

إن لم يستطع الوفاء، فلماذا يتعرّض الرئيس المالكي لما تبقى من هيبة الدولة العراقيّة ومصداقيّته بالذات وعلى الملأ بحضرة شعبه وأسر الشهداء من ضحايا جرائم صدّام المُدان؟!

وهل يلحق المجرم المحترف صدّام بالرئيس التركمانستاني الحاكم بأمره One man Show، في العاصمة التركمانستانيّة"عشق آباد"، الراحل " مراد نيازوف"، قبل رحيل العام الجاري 2006م، لكي يلتحق صدّام بجوار الرفيق الأعلى أحمد ميشيل عفلق لأن الإسلام يقول؛ يُحشر المرء مع من أحب؟!

عمّرالوالد الخالد" نيازوف " حفظه الله ورعاه، في السلطة بالحديد والنار 21عاما(سن العقل)، وهو رئيس مدى الحياة منذ سنة 1999م، للجمهوريّة وللحكومة وللحزب القائد الواحد، وفرض مثل صدّام السجين، مع بعض أفراد أسرته سياسة عبادة الشخصيه وقمع كل حركات المعارضه والمثقفين والسياسين وأدخل جميع أموال الدوله الى حسابه الخاص وكانت بلاده مثل العراق المحاصر 13 سنة، تعيش في عزله عن دول الجوار والعالم أجمع وهي الأغنى نفطيا في دول القوقاز مثل جمهوريّة العراق والجماهيريّة العربيّة الإشتراكيّة الشعبيّة العظمى، وإن كان القذافي المعمّر بالسلطة الليبيّة سمّى أيّام الأشهر على هواه، فإنّ آخر إبداعات نيازوف أن سمّى أيام الأسبوع والأشهر بإسمه وأسماء أسرته الحسنى وكأنه يتيمّن بإجراء صدّام السجين الذي تعددت أسماء حسنى أخرى له، مع نسب منتحل الى نبي الإسلام(ص)، دون حسب ولا سبب، يفتقد إليه أمثال كلّ من رئيس جمهورية وحكومة العراق طالباني والمالكي.

هل يملك المالكي أم يحكم، وبعض الناس بدأ بإحترام المُخضرم صدّام السبعيني المولود سنة 1937م، مع مطلع العام الجديد 2007م، لأنه يتأبّى العودة مواطنا الى واقع جمهوريّة الموز( نفط وسمك البصرة الخربة ونفط كركوك التآخي ولبن أربيل)، الى العراق الذي أوقعه في واقع قرية العوجة، الذي لايسرّ صديقا ولا عدوّا، فضلآ عن رفضه أن يعود رئيسا لعصابته ولحزبه، ولايُشرفه إلآ السجن، وطفق يقرأ في النهار القرآن الذي بيده من سورة يوسف؛ السجن أحبّ إلي!، وهو ما يذكر بمطلع مسرحيّة هواردزن" ماركس في سوهو" 1995م؛" أنا عارف بالمسيح وأعرف أنه غير مستعد للعودة"، وهو ما يعرفه كلا الحزبين؛ "الدعوة" الحاكم و"العودة" المعارض) وأنّ كوابيسا تلاحق صدّام ليلآ، مفادها أنّ أهل الجحيم ضجّوا بوجه سادنهم الملك مالك، طالبين توسّطه لدى سادن الجنان رضوان، لما نصطلح عليه في الدنيا باللجوء الإنساني الى مملكة جنة السماءKingdom of Heaven ، ضجّوا تفاديا لقدوم صدّام إليهم، وتحسبا لمعشره على ما يصفون وسلاما على المرسلين!. وبعضهم طلب اللجوء السياسي في العراق، على أساس دستوره الدائم علّ المقبول يتجنس ويشمله قانون النفط المزمع إقراره مع العام الجديد، بعد السبع العُجاف، عام فيه يُغاث الناس وفيه يعصرون(مازلنا مع سورة يوسف)، وربط هذا القانون بتوزيع ريع نفط العراق على كل مواطن عراقي بالغ سن الرشد(18 سنة تشمل المتجنسين الجُدد)، شريطة مشاركتهم بالإنتخابات العراقيّة، وحصولهم على بطاقة شبيهة بكوبونات التموين على أيّام صدّام و الحصار سقاها الله، هي بطاقة كوبونات الإنتخابات، المعتمدة في الإحصاء السكاني للعام المقرر خلال العام الجديد 2007م، وقد تمّ تحديد حصّة سنويّة لكل عراقي مقدارها ( متوسّط ) الدخل السنوي المتفاوت في عراق مطلع القرن21م، فقط 3500 $ دولار أميركي لاغير، على أساس البيانات التالية؛ سعر برميل النفط في السوق العالميّة = 60 $ دولار أميركي، كلفة إنتاجه = 10 $ ، 10 مليون عراقيّة وعراقي بالغ راشد من أصل 30 مليون عراقيّة وعراقي في ظلّ 30 مليون نخلة عراقيّة، ينتج العراق 2. 2 مليون برميل، يُصدّر من نفط العراق عبر ميناء جيهان التركي وسواه من المرافىء العاملة 2. 1 مليون برميل. وحمى الله الحمى الحبيب العراق، مع قصيدة " هولدرن"؛ هذا الألم، ألم الحبّ ما أبطأ شفاؤه / فما من تهويدة، يتهدّج بها المرء الفاني / من أجل التخفيف عنه لتقوى على مواساتي / لأنّ القدر الذي وهبنا الإنارة السماويّة والنار، منحنا الحزن المقدّس أيضا / فلأكن ابن الأرض إذا ( History Begins at Sumer ) / وقرين الحبّ والعذاب .