| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن ظافر غريب

algharib@kabelfoon.nl

 

 

 

 

الخميس 20/ 9 / 2007

 

 


الفيلا و -LiBiDiSSi-

محسن ظافرغريب

رواية -LiBiDiSSi-

ترجم أحمد فاروق الى العربية رواية "LiBiDiSSi" الأولى للكاتب الألماني " Ceorg Klein "(مولود عام 1953م)الذي عانى ليحصل على دار نشر توافق على نشر عمله، حقق بعد نشرها شهرة عالمية، وبعد نشر روايته الثانية "باربار روزا" حصل على جائزة إنغبورغ باخمان الأدبية الألمانية الشهيرة. الرواية صدرت مؤخرا عن دار الجمل في كولونيا. يقول فيها الخيال ما قاله فيلم " Benidorm " الذي أخرجه " Carolin Schmitz "وموضوعه شيخوخة المجتمع الأوربي الالماني وإنعكاسات ذلك على السياحة من خلال مواطنين أوربيين مسنين يجتمعون في منطقة Benidorm الإسبانية السياحية ليتحدثون عن ذكريات حيواتهم ويومهم . وفيلم " Counter "الذي أخرجه" Volker Schreiner "، وموضوعه غرائبي مشوق لمعرفة مغزى عرض جل الأرقام ما خلا رقم واحد مثله البطل في نهاية الأمر بإصبعه!، أفلام أوربية وغربية عصرية تحاكي أفلام الأطفال المتحركة وتحاكي قضايا إجتماعية وتسبر أغوار الحياة الإنسانية، بإبتكار فني محفز للخيال لم تجرؤ الكتابة الواقعية على قوله.
و"
LiBiDiSSi" أيضا إسم مدينة شرقية متخيلة يعيش فيها الجاسوس الألماني سبايك رفقة إبنته التي تبناها ليزشن. "LiBiDiSSi" كل المدن الشرقية التي يحكمها العنف والاقتتال الداخلي، وتتصارع أعراقها وطوائفها على السلطة. إنها:" رواية "LiBiDiSSi" ل" Ceorg Klein " احتفي بها لأنها رواية استشرافية بشكل كبير، لو تأملنا مدينة "LiBiDiSSi" ونظرنا إلى كابول أو بغداد أو مقاديشيو أو أي مكان آخر لا تحكمه سلطة مركزية، لقلنا بأن "LiBiDiSSi" هذه جاءت نبوءة بكل ما حدث بعد الغزو الأميركي. وقد عمد " Klein " أن يخلق مدينة فيها الكليشيهات الغريبة عن الشرق، وكل التصورات الاستشراقية عن مدينة استعمرت سابقا من قوة غربية، ديانات مختلفة، أعراق متناحرة، تواريخ متداخلة، ما صنعه الغرب بحضارة قديمة، كيف تنظر هذه الحضارة إلى الآخر، إلى هذا الغرب، كراهيتها للأجانب، انغلاقها على ذاتها، كرهها للتغيير(المترجم).
توصيف مدهش لمدن الشرق يشكل ملامح صورة المدينة العربية، التي تفترس أبناءها وتطحن أمالهم وأحلامهم. نقد لاذع للمركزية الغربية
ساخر من الأحكام المسبقة للغرب تجاه الشرق. سخرية من الذات والمركزية الغربية والفوقية الغربية: تلك الصورة المتخلية التي لا تتجاوز أجواء الحمام الشعبي والمثليين، في هذه المدن الشرقية التي فقدت ملامحها، وأضحت ضحية لتعددها الديني والعرقي.
 


الفيلا الكائنة عند حافة الجنون

كتاب جديد للكاتبة الألمانية"سوزانه فيشر"، لمساعدة المرأة على ممارسة حقوقها، قدمته في المركز الثقافي الألماني بدمشق(معهد غوته) للجمهور السوري في 10 أيلول الجاري2007م تحدثت فيه عن تجربتها في شمال العراق(كردستان).
مكثت "سوزانه فيشر" عام 2005م في بيت مشترك بحراسة رجال الأمن، بمحافظة السليمانية العراقية، مع 5 شابات من جنسيات مختلفة: العراق، أميركا، استراليا، ألمانيا، وكوريا، بمهمة لصالح" المعهد البريطاني "(منظمة مستقلة تنشر الوعي الصحافي في مناطق الحرب والدول الديكتاتورية)، للتحري عن حالات الحرب والسلم
Institute for War and Peace Reporting، وللتعرف على طبيعة مجتمع كرد العراق عن كثب، وتقديم المساعدة للمرأة العراقية كي تمارس حقوقها، حيث كانت الأحداث التاريخية تتلاحق وتتلاقح في العراق الذي يقف على مفترق طرق بين الديمقراطية وغياب السلطة. وعلى ضوء ذلك شهد البيت الذي مكثت فيه سوزانه وزميلاتها تغيرات كثيرة على مستوى قاطنيه. إذ شهد مثلا صراع ثقافات حتى بين قاطنيه عندما اندلعت أزمة الرسوم الكاريكاتورية ضد النبي (ص)، رغم ذاك حافظ الجميع على صداقتهم. تجربة حظيت باهتمام خاص، سيما وأنها تضيء جوانب عدة من حياة المرأة الكردية. وضعتها الكاتبة في كتابها " الفيلا الكائنة عند حافة الجنون Die Villa am Rande des Wahnsinns "(صدر قبل عام عن دار نشر بيبر الألمانية).
تروي الكاتبة كيفية تدبر شؤونهن لوحدهن في ظل ظروف صعبة كالحصول على الكهرباء لفقط 5 ساعات يوميا وعلى كمية محددة من المياه. أما في البيت فلم يكن من الصعب تعايش ثقافات غربية متعددة رغم ضيق سعته، غير أن الصعوبة كانت في التعايش مع الثقافة الغريبة عن ساكنة خارج البيت.
صعوبة التمييز بين الاحترام والانصياع الأعمى
تنتقد"فيشر" في كتابها جوانب اجتماعية مُعتّم عليها في المجتمع الكردي، تلك الجوانب يكتشفها المرء بعد بضعة أسابيع من الإقامة في السليمانية في تربية الأبناء بإستخدام القسوة والتعامل مع المرأة من خلال عادات بالية وبعنف يصل حد ارتكاب جرائم الشرف.
وترى فيشر أن العادات الإجتماعية تضيَق هامش الحرية على المرأة الكردستانية "الحالمة بالتنقل ببنطال جينز ومكياج دون حجاب كحال مرأة هامبورغ ونيويورك"، كما تقول الكاتبة. كما تتحدث فيشر في كتابها عن الصعوبة التي واجهتها مع زميلاتها في معرفة البرزخ الفيصل بين احترام المرأة للرجل وبين انصياعها الأعمى له. و:"مهمتنا كانت صعبة جداً كونها تتعلق بإرساء الديمقراطية وتشمل المساواة بين المرأة والرجل".
المرأة الكردستانية غير ثائرة على واقعها وتروي"فيشر" في كتابها بأنها وزميلاتها حاولن من خلال عملهن نقل جوانب من التجربة الغربية كحرية الإنتخاب والتعبير عن الرأي بما يضمن للمرأة حريتها الشخصية في اللباس والسكن والتعليم الخ. كما حرصن على تجنب الآفات الإجتماعية المنتشرة في كردستان والتي تقلل من شأن المرأة، رغم احترامهن للمجتمع الكردي.
غير أن المشكل يكمن حسب الكاتبة في كون المرأة الكردية في معظم الأحيان لا تمارس حقها. تقول فيشر: "مثلا حتى الكرديات اللواتي يعشن في أوروبا يعتقدن انه من الأصول ارتداء الحجاب مع أنهن غير مجبرات على ارتداءه". وهن بذلك يتناسين الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة.
مكوث فيشر مع صديقاتها في شمال العراق كان يتأثر بالأحداث السياسة المحيطة. وعلى ضوء ذلك تتسائل فيشر: " تُرى هل سنصبح أصدقاء بهذا الشكل لو بقينا في هامبورغ ونيويورك ؟!. عاداتنا وتقاليدنا مختلفة، بيد أن العراق وحدنا، أظهر العراق وحدة توجهاتنا في الحرية والديمقراطية، وجعلنا نسوة لا يقهرن!".