| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن ظافر غريب

algharib@kabelfoon.nl

 

 

 

 

الأربعاء 17 / 1 / 2007

 

 

زيارة طالباني دمشق، لصالح مَنْ؟!

 

محسن ظـافــرغريب

إبتداءً نحن مع دعوة غداة غدٍ الجمعة الجالية العربيّة- الكرديّة في العاصمة البريطانيّة لندن لإعتصام حاشد أمام السفارة السوريّة تضامنا مع معتقلي الرأي والضمير في سوريّة عامة، وإحتجاجا على إعتقال سكرتيرحزب الوحدة الديمقراطي الكردي(يكيتي) المناضل محيّ الدين شيخ عالي خاصة، ونوكد على ضرورة قراءة المصلحة العليا للواقع الإقليمي والدولي بما ينسجم وروح العصر، أخذا بالإعتبار كون كرد العراق بدخولهم القرن21م بثقة بغدٍ واعد، مع رئاسة"د. جلال طالباني" لبؤرة الإشعاع الحضاري جمهوريّة العراق، كونهم كأحد أهم مُكوّنات الشعب العراقي الأساسيّة سَيّما التركمان والكلدوآشوريين، ولم يعد حاضرهم كماضيهم القريب مجرّد عشائر بداوة مقصيّة على أطراف العراق والبادية السوريّة، يدفعها آغوات بالوراثة للإقتتال، ومن مكتبه بدمشق يدعو في مثل هذه الأيام، 28 ك2/1994م، آية الله العظمى مُحمّد تقي المُدرسي، لبدء سياسة إنقاذ إستراتيجيّة لتخليص العراق من الحروب الأهليّة في الشمال( من دمشق دعا آنذاك مقاتلي الفصيلين الرئيسين في الشمال العراقي الى ما سمّاها سماحته المؤسّسات الدستوريّة، لأنّ القتال بينهما لايزيدهم إلآ بُعدا عن التطلعات المشروعة لشعبهما) والمجاعة(وهي النتيجة المباشرة للسياسات الخاطئة التي إنتهجتها الإدارة الأميركيّة السابقة وأنّ صدّاما لم يُعاقَب بقدر ما نال الضحيّة( ما زال الضحيّة يدفع من  مقدراته لزيارات مكوكيّة دائما يُعلن عنها في بغداد وشقيقتها دمشق لضبط الحدود بوجه الإرهاب البعثسلفي وآخره بالأمس ضدّ طلاب جامعة المستنصريّة في بغداد التي تشهد الشروع بخطتها الأمنيّة)، الضحيّة الشعب العراقي(الذي عليه أن يقبل المساومة على مقدرات أجياله بعودة إرهاب الدولة بأيتام صدّام مع زيادة السلفيّة الوهابيّة، أو قبوله بالإرهاب المستمر وهو أحلى المرّ!)، ويخلص المدرسي للتحذير من الإرهاب في الجنوب والوسط العراقي، عبر ثلاث محاور على النحو التالي: أولآ؛ أنْ تبادر المُعارضة العراقية(الحاكمة بعد إعدام صدّام وعصابته) الى تشكيل حكومة شاملة في المنفى على ما تحرر من أرض الوطن ثمّ تطالب المجتمع الدولي الإعتراف بها. ثانيا؛ أنْ يُساهم كلّ فرد من أبناء العراق في الداخل والخارج في عمليّة إنقاذ الوطن لأنّ التحرر السياسي أصبحَ اليوم(قبل 13 سنة خلت) ضرورة قصوى كالبحث عن لقمة العيش. ثالثا؛ أنْ تقوم الدول المعنيّة بمساعدة حقيقيّة لأبناء العراق للتخفيف من معاناة الشعب التي تزداد قساوة كلّ يوم وللتخلص من لانظام الإرهاب. كان ذلك إبان حضانة دمشق الأسد الأب لأمثال د. فاضل الأنصاري عضو القيادة القوميّة للبعث الموالي لمسقط رأسه دمشق، ومهدي عبيد عضو القيادة القطريّة، وهما عراقيان عارضا المقبور صدّام. وبَعدُ؛ فواقع الحال يُشير الى أنّ لكرد العراق اليوم في إقليم الشمال العراقي جنوبي الجارة المسلمة تركيا، برئاسة مسعود بارزاني، حكومة برئاسة ابن أخيه زوج ابنته السيّد نيجرفان بارزاني، بإعتراف دستوري رسمي من لدن الدولة العراقيّة، يَحميهم من إزعاج الشوفينيّة وهواجس الفاشيّة، في وطنهم الأمّ وفي الجوارالإيراني- التركي، بعد ضغوط الرأي العام والإعلام التركيين على برلمانهما على خلفيّة تعبئة (رئيس الجمهوريّة التركيّة المقبل) رئيس الحكومة التركيّة رئيس"حزب العدالة والتنمية"(الإسلامي الإصلاحي) السيّد" رَجَب طيّب أردوغان"، الذي يرى أنّ أميركا أتت العراق من وراء المحيطات والقارات والأتراك لايبعدون سوى350كم عن كركوك التي لهم فيها صلة قربى، وأولى بالتدخل لأجل أمنهم، وأنّ تداعيات الأوضاع في العراق وتطوّرها الدراماتيكي، باتَ يُشكل الأولويّة لدى حكومته لتحلّ محلّ المفاوضات مع الإتحاد الأوربي الجارالأبعد، مرتابا ممّا سَمّاهُ بطبخة بارزاني وطالباني بصدد الإستفتاء السكاني المُزمع على(العراق المُصغـّر) مدينة التأخي العراقي" كركوك"، أواخر العام الجاري2007م. وخطورة الصّمْت على جرأة كرد العراق في الإستيلاء على الثروة النفطيّة العراقيّة لوحدهم في كركوك، بما يُهدد الأمن التركي، منطلقا من تجارب الماضي وبوحيّ من صورة إقليم ناكورني كاراباخ السليب من أذربيجان الشيعيّة من قبل الأرمن المدعومين من الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، الماثلة في الأذهان والحاضرة بقوّة لدعم مؤتمر نصرة أهل السنة في العراق أواخر العام الماضي في العاصمة التركيّة أنقرة!. الأمر الذي رشح من" كلمة أردوغان" تحت قبّة البرلمان التركي، وجاء فيها بأنّ تركيا سوف تتدخل في العراق حال الكشف عن نتائج الإستفتاء حول مصير كركوك" مُلوّحا بأنّ الجيش الأميركي في العراق لن يقف بوجه حليفة الإستراتيجي في المنطقة، الجيش التركي!. وعليه ينبغي لزيارة طالباني أن تفهم الشوام بأنْ يصفوا مشاكلهم بأنفسهم في الداخل ومع واشنطن، لأنّ ما في العراق فوق طاقة الإحتمال، وأن ترفد هذه الزيارة المصلحة الوطنيّة العليا للعراق بأنْ تتجاوز المجاملات والرعاية (الأمويّة) الشاميّة لشقيقتها حليفتها الإستراتيجيّة المعارضة السابقة ، (الصفويّة) على ما يصف ساسة سُذج ماضويّون مهاترون، وعلى طالباني أن يُعبّر بقوّة وقدرة وثقل العراق الذي يتجاوز بعزم أكيد، وضعاً شاذاً طرأ وبات منتبذ ٌ بسلة مهملات أسياد ذاك الماضي، وهم الأميركان، وما يعنيه العراق الواعد في عالم اليوم.