| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن ظافر غريب

algharib@kabelfoon.nl

 

 

 

 

الأثنين 17 / 9 / 2007

 

 


موسم الهجرة الى الشمال


محسن ظافرغريب

ما انفك الوضع الشاذ في العراق يضيع خيرة عقوله وصفوة مثقفيه في مواسم الهجرة الى الشتات عموما والى الشمال خصوصا، وخصوصا بعد أن وجد الوطن العراقي المباح والمشاع أن لا جدوى جادة من تجنيد طاقات شبيبته التي شبت في زمن مشعل الحرائق البعثي العبثي العدمي، وأن لا طائل يرتجى من شبيبة شابت بعد تواصل خيبات و مسخ مشعل الحرائق، فوجد شر خلف للسلف الأشر البطر المدان المعدوم، أن خير سبيل تسريح رجاله الأجواد ونسوته المحصنات، بإحسان جواز سفر(نهاية الخدمة!)، بدل إطلاق رصاصة الخلاص على هذا الجواد الهرم و على تلك الفرس الجموح التي لم تسرج في مقتبل صبح صهيلها غير الصادق وغبش مقتبل حصاد المر، لصالح أوربا العجوز ومشروعي: الشرق الأوسع والبطاقة الزرقاء التي يلعبها الإتحاد الأوربي باسطا ذراعيه في وقت المضيعين الضائع، يوم نعق بوم العبث في عرصاتها وباض وعشعش على عروشها الخاوية ليفد جحفل (جدعان!) النيل اللجب، ملاين كسرب حزين في مواسم الهجرة ذاتها يوم ذاك الذي تولى. ولأن نسبة 85% من اليد العاملة الغثة الرثة تغادر بيادرها في مواسم الحصاد و الهجرة إلى أوروبا، تبلغ نسبتها في الولايات المتحدة الأميركية فقط 5% لاغير!. وبالمقابل تستقبل الولايات المتحدة 55% من اليد العاملة المؤهلة، مقابل فقط 5% للإتحاد الأوروبي. مشروع استقدام 20 مليون عامل ماهر من آسيا وإفريقيا، لسنتين أولا، مع إمكانية تمديد الإقامة لوقت أطول لييتضاعف عدد الأجانب في أوروبا على تخوم عام 2030م. حسب المفوض القضائي للإتحاد الأوروبي"فرانكو فراتيني"، في تقرير نشرته صحيفة " فايننشل تايمز" ليحل أبناء البطائح وثورة الزنج بعد أن إستهلكت سوح الوغى زهرة العمر المر. محل أبناء أوربا الذين يبحثون في الغرب عن فرص أفضل ما انفكوا يشدون الرحال إليها كالحجيج. بينما هجرة عكسية في غير موسم الحج على أصقاع أبواب(دار الحرب الذمية الذميمة!) زاحفة متعبة من(دار الإسلام العزيز!!) ليلا و الطارق غير عزيز!، لأن الهجرة هي الحل لمواجهة الشيخوخة السكانية التي يعاني منها الكثير من أقطار الإتحاد الأوربي. يحصل العامل الأجنبي على أجر شهري يتجاوز متوسط الأجور. ومن جهة أخرى يروم هذا المشروع مكافحة الهجرة السرية، سيما قوارب الموت المنطلقة من سواحل إفريقية."أن جلب اليد العالمة التي نريد، إلى المجر وألمانيا وايطاليا خصوصا، لأن هذه الأقطار تعاني من درجة شيخوخة كبيرة"!. بهذا السياق وكد فراتيني على ضرورة عدم النظر إلى الهجرة كخطر. في معرض عرض" فراتيني" اقتراحاته على إجتماع وزراء الإتحاد في لشبونة، مشيراً إلى إن إدارة الهجرة بشكل جيد يمكن أن يغني أوروبا!. كما يرى"فراتيني":أن الهجرة أضحت ظاهرة عالمية لا يمكن تجاهلها. كما أن أوروبا، من أجل مواجهة المنافسة القادمة من استراليا، كندا، الولايات المتحدة ودول شرق آسيا، مضطرة للتعامل بمرونة وبراغماتية مع ظاهرة الهجرة.