| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن ظافر غريب

algharib@kabelfoon.nl

 

 

 

 

الثلاثاء 14 / 11 / 2006

 

 

ملآ كريكار يُقرأ من كتابه

 

محسن ظـافــرغريب

أمس الأوّل صحيفة " كوردستاني نوى" لسان حال الإتحاد الوطني الكردستاني برئاسة رئيس جمهورية العراق جلال طالباني، الصادرة باللغة الكردية في محافظة السليمانية نشرت عن مصادرها الخاصة أنّ "ملآ كريكار" مؤسس تنظيم أنصارالإسلام المندمج، مع جُند الإسلام بقيادة أبُ عبد الله الشافعي الذي يتولى التنظيم لغياب ملآ كريكار، المتحالف مع تنظيم " القاعدة " الوهابي الإرهابي في العراق، إعترف بوجود علاقة له مع حفيد قاطع الطرق في ظلّ الإنتداب البريطاني في العراق، الذي لاعلاقة لجدّه بثورة 1920م العراقية الأمّ، خلافا لتزييف البعث لفيلم "المسألة الكبرى" كما زيّف فيلم"الأيام الطويلة" ماضي الدعيّ صدّام المُدان، بدء من دوره الهامشي وعن بعد في التعرّض الغادر الجبان لرئيس حكومة العراق" قاسم "، لدى جولته التفقديّة دون حماية في شارع الرشيد ببغداد جريا على عادة ملك العراق والوصي على العرش، ودون قطع المرور، كما هو شأن البعث في دعايته التي أماط مطلع القرن الحالي اللثام عنها. ونعني علاقة كريكار بأمين عام " هيئة علماء المسلمين" في العراق د. حارث الضاري، التي تمتدّ الى ما قبل فرار صدّام وحزبه. وقد أورد كريكارعلى هامش ندوة حوار على شبكة الإنترنت تحت عنوان"الكرد والنهج الإسلامي"، حيث وكد علاقته بأمين الهيئة الضاري الذي شغل منصب المستشار الديني للمُدان" صدّام"، وأنّ علاقتهما تعود لعهد تسلط البعث المحظور، وقد وصف كريكار قرينه الضاري بالرجل الشجاع والمناضل العريق. و كريكار تحت الإقامة الجبرية في النرويج، حيث حصل على اللجوء السياسي بعد تأسيسه تنظيمه سنة2002م، على حدود الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمحصورعلى تخوم الموصل ومدينة التآخي العراقي كركوك.
وكما يُقرأ الكتاب من عنوانه، ملآ كريكار يُقرأ من كتابه الصادر في22 نيسان2004م في النرويج بلغتها عن مؤسس أنصارالإسلام" نجم الدين فرج أحمد الشهير بملآ كريكار"، والكتاب موسوم بعنوان" ملآ كريكار عبر أحاديثه"، وهو الأصولي المتعصّب الذي تتهمه" واشنطن" بالإرتباط بالقاعدة، وقد تناول الحركة الإسلامية في إقليم كردستان الشمال العراقي منذ سنة1982م على أنها تربوية مقصدها إنقاذ كردستان خاصة والعراق عامة من البعث المُنحلّ ومن اليسار الكردي بإفادة جماعته من أخوانهم في وادي النيل ( مصر والسودان) وسورية وتونس وأندونيسيا وماليزيا، وأسامة بن لادن والظواهري وطالبان، عبر السبل المشروعة. وثمّت فصلان من كتابه هذا يردّ فيه على تهمة إنتماءه للقاعدة ولفتاوى الشيخ الفلسطيني عبد الله عزّام والشيخ اليمني عبد المجيد الزنداني والشيخ عمر عبد الرحمن وغيرهم. ويروي فشله لمرتين في الخليج لجمع المال، وشكواه من هولندا والنرويج وأميركا ومن القتال ضدّ الإتحاد الوطني الكردستاني وترحيله الى هولندا، حيثُ أعتقل في12 أيلول 2002م في  مطارأمستردام العالمي قادما من إيران في طريقه الى النرويج وحبسه في سجن فوخت الهولندي ثمّ أبعد في شباط2003م الى النرويج، وأنّ إعتقاله كان بناء على معلومات أميركية- أردنيّة(مخدّرات للأردن سنة1989م)، وفي تموز2003م القضاء النرويجي يُبرىء كريكار من تهمة الإرهاب، وبعد شهر جمعاعته أنصار الإسلام تعزله عن إمارتها. وفي21 نيسان2004م حكم المحكمة العليا بأمستردام يُلزم حكومة هولندا بدفع 45€ ألف يورو تعويضا لملآ كريكار، عن حبس لمدّة شهر، وهو ثمانية أضعاف مبلغ سبق أن قررته محكمة مدينة "هارلم" ( تيمّـنا بإسم حيّ هارلم لسود أميركا) الهولندية في آب 2003م(5510 €)، بناء على دعوى المحامي الهولندي فيكتور كوييه الذي طالب بمائة ألف يورو. ولسبب عدم البتّ بقبوله اللجوء السريع في هولندا وفق فقرة خاصة بطلب اللجوء، وإبعاده غيرالقانوني الى النرويج وفق محكمة أمستردام في نيسان 2003م.
هذا الكتاب يُفيد بأنّ كريكار كان تلميذا مشاغبا يُمارس الرقص والغناء في الليالي المقمرة أحيانا و أنه كان رئيس فريق كرة القدم وقد إلتحق بالتنظيمات الماركسية وبالقوميين اليساريين بعد فترة إلتزامه الديني وترك الصلاة وإلتحق بالمدرسة العسكرية التي أسسها المكتب العسكري لحزب رئيس إقليم كردستان الشمال ( الديمقراطي الكردستاني ) بقيادة أخيه الأكبرالراحل إدريس بارزاني سنة 1974م لتخريج مقاتلي الأنصار البشمركه. وفضلآ عن الجوانب الإنسانية من حياة كريكار يتناول الكتاب مرحلة إنهيارالحركة الكردية نتيجة التآمرالأميركي الذي أمر آخر ملوك فارس بهلوي؛ بإغلاق حدوده بوجه كرد العراق إثر إتفاق بهلوي مع تبع واشطن المُخضرم صدّام الذي آن أوان إعدامه مثل حصان هرم إنتهت صلاحية حصانته أسوة ببهلوي وغيره من بيادق الغرب والشرق( فقط دولتان مستقلتان في عالمنا؛ الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية) وذلك بتلفيق الرئيس الجزائري المُخضرم بوتفليقة لإتفاقية الجزائر1975م بتنازل من لايملك نصف شط العرب العراقي(أرواند رود بالفارسية) لمن لايستحق بهلوي. إنّ فترة إقامة كريكار في مركزالحكم الذاتي الكردي أربيل أواخر1975م كانت البداية لمنعطف حياته بتكوينه الإسلامي، إذ كانت دراسته باللغة العربية و كان عمله في دائرة أغلب موظفيها من العرب وكان أهل أربيل والمرتادين مساجدها ملمين باللغة العربية، فبدأ بدراسة الإسلام وحركاته. وتناول في كتابه أيضا حياته في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بين عامي 1982- 1984م ومحاولته دراسة علم الإجتماع في جامع طهران بيد أنه فشل فعمل إمام مسجد متفرّغ للبحث والقراءة الذاتية والتثقف في العلوم الشرعية لدى علماء السنة الكرد، ثمّ إنتقل الى باكستان سنة1985م للدراسة. ثمّ عمل مع الأصدقاء الكرد في طهران لتأسيس منظمة جهادية ضدّ عصابة صدّام مع وعد بدعم إيران وبالتعاون معها.
لكنه عاد الى إقليم الشمال العراقي عبر الجبال الحدودية سرّا للإتصال بالجماعات الإسلامية هناك حتى وقعت الحركة الإسلامية الجهادية بيد التيار الشيعي الثوري (العراقي- الإيراني)، فلم يُستجب لطلب أهل السنة، إنما ضاق الخناق على جماعته حتى أعتقل 40 عضوا من تلكم الجماعة لمدّة عامين، بتهمة تشكيل تنظيم "الأخوان المسلمين" ومقاومة الثورة الإسلامية، فإنقطع الإتصال بين جماعته وحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد عمله على تقوية تنظيمه السرّي في معسكر( أوردكاه اللآجئين) ضاحية كرج شمالي العاصمة الإيرانية، مدرّسا ومنظما لمؤيديه بصفته إمام مسجد الأوردكاه. سرعان ما تزوج في الشمال العراقي من زوجته الحالية روخوش رُغم معارضة والديه فإستعان بوفد من وجهاء الكرد ليتزوّج سرّا في إيران ثم ينتقل الى باكستان ليُحبس هناك، في أيلول1984م لمدّة مائة يوم ليُطلق سراحه بتدخل من جمعية حقوق الإنسان والجماعات الإسلامية ومنظمة الأمم المتحدة فإستقرّ في كراتشي للدراسة والتدريس حتى مجزرة"البعث" في" حلبجة" في آذار1988م فتفرّغ لإغاثة المنكوبين في إيران وتركيا وجمع مبلغ133$ ألف دولار في بيشاور لهذه الغاية.