| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن ظافر غريب

algharib@kabelfoon.nl

 

 

 

الأحد 13/ 7 / 2008

 

طائر غريب

محسن ظافرغريب

بدأت هجرة كاتب هذه السطور قبل ربع قرن في 7 تموز 1983م الى محطات إضطرارية خارج وطنه العراق ليضرب بعصاه العواصم حتى وضع عصا الترحال متعبا غربي"الإتحاد الأوربي" و ما زالت هجرة الطائر العراقي متواصلة حتى ساعة كتابته هذه الأسطر، عندما طلب العراق من الإتحاد الأوربي رفض طلبات اللاجئين العراقيين وإعادتهم خلال 20 يوماً. في وقت أعلن فيه مصدر عراقي أن بلاده إعترضت على بعض بنود إتفاقية التجارة والتعاون مع الإتحاد الأوربي تتعلق بتعريف مفهوم العودة الطوعية للمهاجرين العراقيين في الإتحاد الأوربي.
وقال المصدر العراقي أن وكيل"وزارة الهجرة والمهجرين" العراقي(أصغر الموسوي) الذي مثل بلاده في جولة المفاوضات الخاصة بعقد إتفاقية التجارة والتعاون مع الإتحاد الأوربي التي عقدت في عاصمة الإتحاد(بروكسل)، إعترض خلال مناقشة المسائل المتعلقة بالهجرة واللجوء التي وردت في الإتفاقية على بعض بنود الإتفاقية، معتبراً أنها تشكل قيداً واضحاً على حكومة العراق، وموضحا أن من بين تلك الإعتراضات موضوع العودة الطوعية، إذ أن قبول هذا النص يلزم الحكومة بقبول إعادة المهاجرين العراقيين من دول الإتحاد الأوربي وإستقبالهم.
وذكر أن وجهة نظر حكومة العراق بصدد العودة الطوعية تقضي بضرورة عدم إعادة أي مهاجر عودة قسرية. وأكد أن إبعاد المهاجرين يستلزم أن تكون الدولة المبعد إليها آمنة. ومشيرا الى أن(الموسوي) أوضح للجانب الأوربي أن الوضع القانوني والتشريعي في العراق غير مستقر، حيث أن هناك قوانين عديدة تتعلق بمسائل الهجرة واللجوء قيد التشريع وأن قانون اللجوء لعام 1971م لايستجيب للمعايير الدولية، كما أن الحكومة العراقية لاتزال غير منضمة لإتفاقية جنيف لعام 1951م، لذلك ينبغي تهيئة الأرضية المناسبة كي تتمكن الحكومة من تنفيذ الإلتزامات التي تترتب عليها الإتفاقية!. وقد تفهم الجانب الأوربي هذه الإعتراضات بناء علي المبررات القانونية والواقعية التي تم تسويقها وتسويغها!!. وفي اليوم الموالي عقد في بغداد بتاريخ 8 تموز 2008م، المؤتمر الخاص بالسياسة الوطنية لمعالجة النزوح بالتعاون بين المفوضية العليا لشؤون اللاجئين و"وزارة الهجرة والمهجرين" العراقية، في ذات الوقت الذي كان يستقبل خلاله في مكتبه الرسمي ببغداد، رئيس حكومة العراق، المهاجر السابق(الأستاذ نوري المالكي) سفيرة النيرويج Norweg(متي رافن)، جاء بيان مكتب الرئيس المالكي مسوقا أن حكومته وضعت خطة لعودة اللاجئين العراقيين المقيمين في النيرويج وباقي بلدان العالم ليشاركوا في عمليات البناء والإعمار، مشيدا بما وصفه بالدور الكبير الذي تقدمه الحكومة النيرويجية للعراقيين المقيمين لديها، داعيا إياها الى إعادة فتح سفارتها في بغداد!. إن المالكي أعلن خلال اللقاء، عن أن حكومته"وضعت خطة لعودة اللاجئين العراقيين المقيمين في النيرويج وباقي بلدان العالم ليشاركوا في عمليات البناء والإعمار" مثمنا "الدور الكبير الذي تقدمه الحكومة النرويجية للعراقيين المقيمين لديها وتقديم المساعدة التي تمكنهم من العودة الى العراق"!. كما دعا المالكي حكومة النيرويج" لفتح سفارتها بشكل رسمي في بغداد" مؤكدا أن"الحكومة العراقية ستقوم بتوفير الأجواء المناسبة لنجاح مهام السفارة النيرويجية وتوفير الحماية اللازمة لكوادرها". وعبر المالكي خلال اللقاء، وفقا للبيان، عن"حرص الحكومة العراقية على تطوير العلاقات مع النيرويج خصوصا في المجالات الإقتصادية والتجارية والإستثمار". ودعا المالكي بحسب البيان"الشركات النيرويجية للعمل في العراق والمشاركة في مشاريع البناء والإعمار" بعد ما وصفها"بالنجاحات الأمنية التي حققتها قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية في مواجهة الإرهابيين والخارجين عن القانون"!. وتابع المالكي قائلا"إن المصالحة الوطنية أخذت أبعادا واسعة وأن النجاحات السياسية والأمنية والإقتصادية التي تحققت كانت نتيجة للنجاح الذي حققته المصالحة الوطنية". ونقل البيان عن السفيرة النيرويجية"دعم بلادها للحكومة العراقية ومساندتها في كل ما تبذله لتحقيق الأمن والإستقرار في عموم العراق"، مؤكدة"إستعداد الشركات النيرويجية للعمل في العراق والمشاركة في المشاريع الإقتصادية والإستثمارية والعمرانية".
النيرويج مملكة دستورية عاصمتها Oslo ملكها Harald V ، تشتهر بكثرة خلجانها وبظاهرة شمس منتصف الليل صيفا في منطقة Nordkapp (حقل الغاز الطبيعي على ساحل بحر الشمال)، وبالصيد وتعليب الأسماك وبناء السفن والحديد والصلب والألمنيوم وتقنية المعلومات وصناعة الورق والخشب وبتعدين الحديد وتكرير النفط وصناعة مواد البناء الأخرى.
أيضا خلال هذا اليوم التاريخي 8 تموز 2008م، قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة"ديفيد شرر": إن سدس سكان العراق مهجرون في الداخل والخارج(بعدد نفوس النيرويج). مشيرا الى ضرورة وضع سياسة وطنية لمعالجة النزوح، فيما ذكر وزير الهجرة والمهجرين العراقي أن السياسة الوطنية تهدف الى إيجاد حلول دائمة للنازحين. وأوضح(شرر) على هامش المؤتمر الأول الخاص بالسياسة الوطنية لمعالجة النزوح الذي عقد ببغداد بتاريخ 8 تموز 2008م أن "العراق واجه مشكلات وصعوبات كبيرة تمثلت بالعنف والتهجير القسري أدى الى نزوح ما يقارب سدس سكان العراق في الداخل والخارج"، مشيدا بإجراءات الحكومة العراقية بإعادة 10 آلاف شخص الى مناطق سكناهم و 5 آلاف طبيب الى العراق، حسب إحصائيات وزارة الهجرة العراقية. وأضاف أن"هذه الأعداد بسيطة لا يمكن التعويل عليها كثيرا؛ إلا أنه في الوقت نفسه تعد دليلا على تحسن أمني ملحوظ". وشدد الممثل الخاص للأمم المتحدة على ضرورة معرفة المعوقات والمصاعب التي تقف أمام عودة العائلات النازحة للتغلب عليها والبحث عن مصادر متنوعة من الدعم بكافة المجالات. وقال إن"حكومة العراق وحدها وضعت الحل لمشكلة النازحين من خلال تخصيص أموال ضمن ميزانيتها العامة، إضافة إلى تخصيص أموال لحل مشكلة المهاجرين في دول العالم، إلا أن العراق يحتاج الى جهود مشتركة والأمم المتحدة هي جزء من الحل". وقال وزير الهجرة العراقي(عبدالصمد رحمن سلطان) في هذا المؤتمر الأول إن"المؤتمر يهدف لإيجاد حلول دائمة للنازحين ووضع إطار فعال وواقعي وشامل لغرض الإستجابة لحاجاتهم، وأن مشكلة النزوح تقسم إلى مرحلتين الأولى قبل سقوط النظام السابق والثانية بعد عام 2003م بعد دخول القوات الأميركية العراق"، موضحا أن "الحروب التي خاضها لا النظام السابق مع دول الجوار أدى إلى ترحيل نحو 1,2 مليون على مدى 40 عاما، والمرحلة الثانية من النزوح حدثت بعد عام 2003م نتيجة للغزو"!. وأشار(سلطان) الى أن وزارته بالتعاون مع الوزارات الأخرى عملت(في وقت لم يحدده) على وضع سياسة وطنية لمعالجة النزوح تتطلب العمل من قبل الوزارات والهيئات الحكومية الرسمية ومنظمات المجتمع المدني.

النيرويج قرب الدائرة القطبية الشمالية، وفي شمالي النيرويج بشكل عام النهار طويل جداً، وطبوغرافية أرضها جبال وهضاب مساحتها 324 ألف كم2، نحو 3% منها صالح للزراعة. للمغني النيرويجي"أوكا الكسندرين"، كتاب بعنوان " طائر غريب "، بطبعة سنة 1980م اليتيمة المفردة النابضة بالطفولة السليبة بيد مؤسسة(رعاية الأطفال النيرويجية!) وفق القانون!!، (أفرد) المغني في كتابه هذا جناح معاناته الكسير الكسيح المريض المهيض، معربا معبرا عن سلبه من(أسرة Tatere إثنيتها) ومن طفولته وذاكرته، بعنصرية الثقافة الواحدة والمذهب الديني الواحد السائد المناهض للأقليات و لا سيما المهاجرين إذ ينص الدستور النرويجي - كما الدستور الإسلامي الشيعي الجعفري الإيراني -، على أن الكنيسة الإيفانجليكية اللوثرية هي المرجعية وفق(المذهب اللوثري) الرسمي للدولة النيرويجية!. ولم تتحرر النيرويج من إعتماد التعقيم الجنسي(إخصاء الإخصاب بالدواء!) على الطريقة النازية، إلا بعد عقد ونصف العقد من زمن النازي الغازي لها، وهي سياسة تتستر عليها اليوم، تسترها على اللوبي الصهيوني المهيمن على إقتصادها إكسير حياتها.

 

free web counter