| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن ظافر غريب

algharib@kabelfoon.nl

 

 

 

 

الأحد 12 / 8 / 2007

 

 
 

غيب الموت بيلنسدورف


محسن ظافرغريب

عندما كان الألمان ينزحون من شرقي المانيا الى غربها، كانت أسرة بلينسدروف الشيوعية تختار النزوح العكسي صوب شرقي المانيا، لتنجب أولريش بيلنسدورف سنة1934م في حي العمال(كرويستبيرغ) في العاصمة برلين، الكاتب الواعي الأول بحرمان حق الإختيار لنمط حياة القرن الماضي والسياسي الأخير في جيل شرقي جدار برلين لاحقا، الذي يرى أن لا أدب دون سياسة، القائل؛ ترعرعت مع معتقد أن الإنسان حيوان مسيس، وعليه فإن منجزي فقط الأفلام ذوات الفعل السياسي، إذ رضعت الحليب أحمرا، و أرى في ذلكم الصواب في زمن صعب رغبت فيه في دراسة العقيدة الماركسية اللينينية التي كانت حديثة و تتطلع لتغيير الكون، بما ينسجم وعمري. بيد أن الخوض في ذلك المعترك كان كالعوم في سقيع اليم، فلم أقو على الإستمرار .
وضع أولريش بيلنسدورف على نهج رواية سلفه مواطنه"غوته"(أحزان الفتى فرته) ، مسرحيته"الأحزان المستجدة للفتى فرته"(مدينة هاله شرقي المانيا 1972م)، وفي العام التالي صدرت كرواية نسخها 4 مليون ترجمت لأكثر من 30 لغة، وصفها النقاد بأنها لسان حال جل جيل شبيبة شبت مع أوار شرقي المانيا الذي تململ من نظامه تحت الرماد ، ليكون لهذه الرواية صدى حسن في طول وعرض غربي جدار برلين، رغم إستدراك الكاتب بتنبيه جمهوره من إسقاط الأحزان الفردية على كل الجيل، فإن نظامه الحاكم ضايقه حتى عودة شقي المانيا بسقوط جدار برلين .
كتب بيلنسدورف سيناريوهات أفلامه للسينما والتلفزيون من قبيل؛"الملك ومهرجه"بدء بسنة 1980م وأسطورة"بول و باولا". ورغم تلاوته سنة 1971م خطاب حزبه القائد للسلطة بإسم رئيس نظامه(أوليبرخت) الذي عبر عن إحترام حرية الإبداع الأدبي والفني .
لم يمهل المرض أولريش بيلنسدورف فتوفي في 9 آب الجاري 2007م عن 72 ربيعا.