| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محسن راضي الدراجي

 

 

 

الثلاثاء 8/9/ 2008



شعرة معاوية.. والنفاق السياسي

محسن راضي الدراجي

لقد كشف معاوية بن سفيان, عن سياستة في بلاد الشام, وثبت نظرية الوراثة, وشراء الذمم, وقد برع في الدهاء, الشيطاني, وليس الذكاء والحنكة, لان سياستة تعتمد على منهج مصلحته فوق كل الاعتبارات ولكن لم يحالفه الحظ على التعرف على رؤية ميكافيلي في السياسية ، مع هذا فقد طبق هذه النظرية بشكل مذهل, من الغاية تبرر الوسيلة الى نفذ ثم ناقش, وفي شكوى وردت اليه من ابنه يزيد, يشكو من هروب الكثير من الحجاز الى الشام, والسبب شدة يزيد على هؤلاء ولكن معاوية, كان يستخدم مبدأ فيه الرأفة تجاه الذين يلجاؤون اليه من اهل الحجاز ,وقد رد معاوية على ابنه لكي يزيل هذا الالتباس..(( انظر اهل الحجاز فأنهم أهلك فأكرم من قدم عليك منهم وتعاهد من غاب عنك, وانظر أهل العراق وأن سألوك أن تعزل عنهم كل يوم عامل فعليك أن تفعل, فان عزل عامل أحب إلي من أن يشهر عليك مائة الف سيف, وانظر أهل الشام فليكونوا لسانك وعينيك, فإن نابك شيء من عدوك فأنتصر بهم, فاذا اصبتهم فأردد أهل الشام إلى بلادهم فانهم أن اقاموا بغير بلادهم, أخذوا بغير أخلاقهم...)) ومن خلال هذا الخطاب نتعرف على نوايا معاوية ومعرفته للطبع العراقي والمزاج الصعب في عدم الانسجام مع اي والي, والتاريخ يشهد على قسوة الولاة على العراق, اذن هو شعب لا يقبل المهادنة, ولا المجاملة, و لا الظلم .

لكن ابنه يزيد لم يقتنع في هذا الخطاب, وبقيت الشكوك تسيطر عليه الى أن جاءه الرد الواضح والذي يكشف عن سياسة معاوية, وشعرته...
(( انه لا ينبغي أن نسوس الناس بسياسة واحدة, فيكون مقامنا مقام رجل واحد, ولكن تكون أنت للشدة والغلظة, وأكون أنا للرأفة والرحمة, فيستريح الناس بيننا..)) ويجب ان لا نعيد هذه الشعرة.

وتلك هي السياسة الداهية, التي ابتكرها معاوية في الشام, فهو يطلب من ابنه الشدة, ولكن في نفس الوقت, هو يستخدم الرأفة , وفي هذه الحالة تقع الناس بين نصابين محترفين, بين القاتل والمتسامح, بين البائع والمشتري للذمم, ولكي لا نعيد التاريخ الاسود, وتلك الظروف, فعلى الحكومة, ان تتبع عكس اسلوب معاوية, لا هذا (للشدة والغلظة) و نسوس الناس بسياسة واحدة ورأي واحد, وموقف واحد, فيستريح الناس بينكم...و الاحداث الاخيرة, الانفجار الدامي في يوم الاربعاء, وتناقض الاراء, بين المسؤولين, فهذا يرمي تلك الفعلة على القاعدة او ما يسمى بالدولة الاسلامية, وياعيني على هذه الدولة, الاسلامية, كلها رحمة, وشفقة, في شهر الخير رمضان, وهي تقتل الناس, فاذا حكمت لاسامح الله, ماذا تفعل؟ ولكن الفاعل والمخطط هو حزب البعث الفاشي, وهذه البصمات, والتاريخ, والشعب العراقي, الذي يعرف اسلوب هذا النظام, من المقابر الجماعية الى الابادة الجماعية, نحن نعرف عدونا, خائن, غدار, مجرم, محتال, نصاب, فاشي غايته ووسيلته السيطرة, ولو كلفة الامر الصعود على جثث كل الشعب العراقي, لذلك انا استغرب من بعض السياسيين, ان يبرأوا ساحة البعث, وهم يعرفوا, بان القاعدة المجرمة ودولة الارهاب, لم يعلنوا عن اية جريمة, بل كل بياناتهم,(( قصفنا قوات الاحتلال.. وعطب دبابة...)) في حين الحقيقة تكون عبوة ناسفة في سوق شعبي.. اوحمار ينتحر في حسينية.

واخير ارجو ان لا تكون شعرة معاوية, من اجل تخدير الناس, لكي لا يستريحوا ابدا..




 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس